صناعة النسيج في مصر؛ من المتعارف عليه أن دولة مصر مشهورة جداً بصناعة الغزل والنسيج، فهي تعد من الصناعات الأساسية فيها، وتتوفر منها العديد من الأنواع المختلفة، مثل القطن، والكتان، والصوف، والحرير، وقد تطورت هذه الصناعة وتقدمت عبر الزمن، إلى أن وصلت لدرجة التطور التي هي عليها في عصرنا الحديث، ويعد العمل في هذا المجال من الحرف المصرية القديمة. وترتكز بشكل كبير على خامات الدولة المحلية، وتم العمل بمجال النسيج منذ قديم الزمان، واستمر حتى يومنا هذا.
صناعة النسيج في مصر
صنَاعة النَسيج في مِصر؛ تطورت صناعة النسيج في مِصر على مر العصور التاريخية، وقد مرت بالعديد من المراحل، وأبرزها ما يلي:
- قام القدماء المصريين باستخدام نبات الكتان لصناعة المنسوجات والألبسة.ويعد الكتان من أنواع النباتات القديمة في مصر وذلك منذ العصر الحجري، وكان يُزرع بكمية كبيرة في مناطق متعددة في مصر، وخاصة داخل منطقة الدلتا.
- استمرار استخدام الكتان حتى العصر اليوناني الروماني، ومن بعدها تم استخدام الصوف، لأن الرومان قاموا باستيراد الأغنام من قارة آسيا، للاستفادة من هذا الصوف في صناعة وإنتاج المنسوجات. وتم زراعة القطن في عهد الرومان بشكل خاص.
- ظهر نوع حديث من القطن في بدايات العصور الحديثة، وخاصة مع أوائل القرن 19 في عصر محمد علي. وكان يسمى بالقطن طويل القامة، وحينها تم استخدام القطن، والكتان، والحرير في صناعة وإنتاج الغزل والنسيج بالطرق الصناعية الحديثة، وأيضاً صوف الأغنام. وكان يضاف إليه العديد من الألوان، لتلوينه بألوان مميزة ومختلفة.
معوقات صناعة النسيج في مصر
تواجه صناعة النسيج في مصر عدة معوقات تؤثر عليها، وتقلل من فرصة ازدهارها وتطورها، ومن أهم هذه المعوقات ما يلي:
- قلة المرونة داخل أسواق العمل.
- نقص عدد الأيدي العاملة الماهرة.
- تمتلك الدولة أكبر شركات للنسيج، وذلك يحد من المنافسة مع الدول الأخرى، وفرص التملك.
مقومات صناعة النسيج في مصر
هناك العديد من الظروف والعوامل التي تساعد على إنتاج وتصنيع المواد الخام الرئيسية لصناعة النسيج، وأبرز هذه العوامل ما يلي:
- المناخ المناسب، وكذلك درجة الحرارة العالية.
- الرطوبة النسبية، فهي تشكل أهم العوامل في إنتاج محاصيل الكتان والقطن.
- رطوبة التربة وخصوبتها، وذلك يجعلها ملائمة لإنتاج وزراعة النباتات، التي تستخدم بعد ذلك في تصنيع النسيج والألبسة.
- وفرة الماء بكميات كبيرة جعلها كافية لري المحاصيل الزراعية مثل القطن.
صناعة النسيج في مصر في وقتنا الحالي
عانى مجال المنسوجات بشكل كبير لمدة عقود طويلة في مصر، وذلك بسبب عدم تطوير وتجديد الميكنة والمحالج، خصوصاً في زمن السبعينات، نتيجة الانفتاح الذي حدث في الاقتصاد حيث سمح للقطاع الخاص بالدخول في مجال الصناعة للمرة الأولى، وذلك بالتزامن مع إصدار القانون الخاص بقطاع الأعمال العام، وكذلك خصخصة الشركات الخاسرة. وفي ذلك التوقيت قام حوالي مائة ألف عامل بترك هذه الصناعة، ووصلت خسائرها لحوالي (33) مليار جنيه.
بعد احتلال مصر مكانة هامة جداً في تصدير المنسوجات، صارت هي مستورداً أساسياً لها. وصارت صناعة النسيج تمثل حوالي 3٪ من إجمالي الإنتاج المحلي، و حوالي 27٪ من الإنتاج الصناعي، وصادرات القطاع تستحوذ على حوالي 12٪ من كل الصادرات المصرية. وذلك بقيمة ثلاثة مليار دولار، وترجع هذه الخسائر الكبيرة التي حدثت شركات المنسوجات. نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى تزايد ديون العديد من المصانع الحكومية، وأيضاً وجود نقص كبير في عدد العمالة المدربة.
في النهاية تحدثنا عن صناعة النسيج في مصر. وتطور صناعة النسيج فيها، ومعوقات هذه الصناعة، وكذلك المقومات لها. وكذلك تحدثنا عن صناعة النسيج في مصر في وقتنا الحالي. ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم.