مخاطر الرأسمالية على الاقتصاد، الرأسمالية هي مصطلح يتردد على مسامعنا كثيرًا، والبعض يراه حكرًا على أهل الاقتصاد. حيث أنه لا يهم إلا ذوي الاختصاص أو أصحاب المنفعة الذين يحركون رأس المال ويتحكمون باقتصاد العالم. مما لا شك فيه أن النظام الرأسمالي تعتمد عليه دول عدة باعتبار أنه إحدى أدوات الاقتصاد الحديث والمتطور. من ناحية أخرى، وبعد فشل النظام الماركسي الاشتراكي المعارض للرأسمالية اصبح هذا النظام معروفًا بشكل أوسع.
تجدر الإشارة إلى أنه من خلال مقالنا عن مخاطر الرأسمالية على الاقتصاد، سنستعرض معًا تعريف الرأسمالية، وسلبيات، وإيجابيات، وخصائص هذا النظام، بالإضافة إلى بعض المعلومات المتمحورة حول الرأسمالية، تابعوني لمعرفة المزيد.
تعريف الرأسمالية
الرأسمالية كما تعرف في المعجم العربي فهي منسوبة إلى “رأس مال”. أما على الصعيد الاقتصادي فهي في الحقيقة نظام اقتصادي مملوك من قبل أصحاب الأموال أي أنها لا تشمل العمال.
من ناحية أخرى، فإن الرأسمالية تعرف على أنها نظام اقتصادي رأسمالي، بمعنى أوضح يشمل كل عناصر الإنتاج من أرض ومصانع، وتكون ملكيته خاصةً. كل ذلك، من أجل توخي الأرباح، وعادةً ما يكون حكرًا على عدد معين من الأفراد.
ما هي أنواع الرأسمالية
تقسم الرأسمالية إلى أنواع عدة منها:
- الرأسمالية الحديثة: يسمح هذا النوع من الرأسمالية للدولة في التدخل ببعض المضامين.
- الرأسمالية المستغلة: هي تلك التي توظف أموالها لصالح الأفراد على حساب المصلحة العامة.
- وكذلك الرأسمالية الوطنية: هي التي توظف أموالها لمصلحة الأفراد مع مراعاة المصلحة العامة.
- الرأسمالية الإقتصادية: هذا المصطلح للرأسمالية يعتمد على تنمية الملكية الفكرية وتعزيزها من خلال المقومات الاجتماعية والسياسية، حيث يكون الداعم الأول لها. من ناحية أخرى فإنها تعمل على تقليص الملكية العامة. لذا يكون دور الدولة كمراقب فقط للرأسمالية وما تفعله.
ما هي أسس الرأسمالية
تعتمد الرأسمالية في أسسها على عدة معايير وأهداف منها:
- السعي الدائم لتوخي الربح بأي وسيلة كانت، حتى لو كانت هذه الوسيلة غير مشروعة.
- تعزيز الملكية الفكرية من خلال توفير المؤهلات لكل فرد لكي يبرز مهاراته وقدراته، مو أجل أن يحقق الربح والثروة، وبالتالي لا يسمح لأحد بالاعتداء عليها، من خلال توفير قوانين تحميها.
- لا يسمح للدولة في ظل الرأسمالية من التدخل بالحياة الاقتصادية. إلا بما يخص حفظ الأمن، وتطبيق الأنظمة والسلامة العامة.
- من المقومات التي تعتمدها الرأسمالية هي المنافسة السوقية.
- وجدت الرأسمالية من أجل حماية مصالحها ما يعرف بحرية الأسعار، حيث تسمح بالتلاعب بالأسعار ضمن متطلبات العرض والطلب. كذلك إمكانية تخفيض الأسعار من أجل تصريف بضاعة معينة أو الترويج لأخرى.
ما هي أشكال الرأسمالية
تظهر الرأسمالية على هيئة أشكال عدة، تبرز نفوذها وصلاحياتها من خلال هذه الأشكال ومنها:
الرأسمالية التجارية
ظهرت الرأسمالية التجارية بعد انعدام مرحلة الإقطاع، أي في القرن السادس عشر. أثناء هذه الفترة بدأ التجار ينقلون منتجاتهم من مكان إلى آخر وفقًا لحاجة السوق. فكان التاجر هو الوسيط بين المنتج الذي يريد بيع محصوله، والمستهلك الذي يشتري. فعرفت هذه الإشكالية بالرأسمالية التجارية.
الرأسمالية الصناعية
مما لا شك فيه، أن تطور الصناعة برز منذ زمن، أي في عام 1770، بعد أن اخترع جيمس وات الآلة البخارية، ليأتي بعد ذلك المغزل عام 1785 ليعزز الصناعة.
من ناحية أخرى، وخلال القرن 19، كان لنهوض الثورة الصناعية في إنكلترا على وجه التحديد، كذلك في أوروبا بشكل عام، دور في العمل على الفصل بين الرأسمالية من ناحية والتي برزت من خلال دعمها وتقديمها للآلات. والعامل من ناحية أخرى. بمعنى آخر جاءت لتفصل بين الإنسان والآلة.
الرأسمالية التنافسية
تعتمد الرأسمالية التنافسية في إشكالياتها على التنافس بين المنتجين. حينها، يبدأ التنافس في تخفيض الأسعار، كذلك الأجور، مع زيادة ساعات العمل للعامل. من ناحية أخرى، فإن التنافس يولد نهوض شركات احتكارية كبرى، تعمل بدورها في القضاء على الرأسمالية التنافسية.
إيجابيات النظام الرأسمالي
تتمثل هذه الإيجابيات بما يلي:
- جودة الابتكار كذلك الإنتاج في ظل المنافسة الحرة.
- التقدم والتطور في الاقتصاد ككل من خلال تطوير وتقدّم القدرات والخبرات العلمية.
- إطلاق روح المبادرة الخلاقة وتشجيعها.
- ارتفاع الدخل القومي.
سلبيات النظام الرأسمالي
- يعتمد نطام الرأسمالية على مبدأ الأسعار الحرة، الأمر الذي يؤدي إلى بروز الطبقية واستغلال كامل للعمال.
- تقتصر الثروة على فئة قليلة من طبقات المجتمع.
- استبداد للمال، وسيطرة المادية في التعامل بين الناس.
- زيادة البطالة وظهور أزمة اقتصادية حادة.
- بسبب سيطرة الرأسمالية على النظام الاقتصادي، وهيمنتها على المرافق الكبرى في الدولة، انحياز الطبقة السياسية وفقًا لمتطلباتها، أدى إلى تدهور الخدمات العامة لا سيما في الدول الفقيرة والنامية.
مخاطر الرأسمالية على الاقتصاد
في الحقيقة، بعد اطلاعنا على سلبيات وإيجابيات النظام الرأسمالي، قدرنا حجم مخاطر هذا النظام على الاقتصاد على وجه التحديد.
بالرغم من عيوب وأزمات هذا النظام التي جاءت تفوق إيجابياته ومميزاته، إلا أن هناك العديد من مشجعي النظام الرأسمالي الذين يعتمدون عليه بشكل مباشر في أعمالهم.
في الواقع، أثبتت الدراسات قدرة النظام الرأسمالي في السيطرة على اقتصاد البلاد، وبرزت صلاحية وقدرة هذا النظام من خلال اعتماد الدول عليه، والنتائج المرضية التي حققها النمو الاقتصادي في ظل النظام الرأسمالي تفوق بكثير النتائج التي حققتها اقتصاديات أخرى.
علاوة على ذلك، نجاح النظام الرأسمالي يحتاج فقط إلى التوجه نحو مساره الصحيح، وذلك يكمن من خلال سياسات حكومية مع توجه الأفراد لما يخدم الصالح العام والمجتمع بشكل عام.
إضافةً إلى ما ذكر، يجب العمل الحثيث لفصل الرأسمالية من أيدي الرأسماليين. عبر حماية الأسواق الحرة ومنع الاحتكار، بالإضافة إلى تقليص المصالح الخاصة التي تبنى على حساب المصالح العامة التي تعرقل عمل السوق.
مخاطر الرأسمالية على الأسواق المالية
أكدت الدراسات والأبحاث التي جرت حول مخاطر الرأسمالية على الأسواق المالية، أن تحرير كافة المعاملات التابعة لميزان المدفوعات وفي الوضع الحالي تنبئ بالمخاطر وتدعو إلى توخي الحذر. مما لا شك فيه أن الدول الفقيرة والتي اقتصادها ضعيف طبعًا تتأثر أكثر من غيرها بالمخاطر. هذه المخاطر تظهر من خلال ضعف الأسواق المالية، بالإضافة إلى التعرض لأزمات مالية إذا ما قررت التحرر من القطاع المالي.
مخاطر الرأسمالية على القروض البنكية
في الحقيقة، وجدت البنوك من أجل تسهيل معاملات القروض، كذلك الأجل والثقة. تعتمد الرأسمالية في نظامها على فائض النقود من الجمهور، أو المؤسسات، أو الدولة بهدف إقراضها لآخرين بحاجة لها وهم الزبائن، فكانت القروض البنكية تلبي طموحاتهم وتحقق مشاريعهم.
تكمن مخاطرها في النسب التي يطلبها كل بنك كفوائد على القرض، أو المشاركة بالمشاريع.
في الختام أحبتي، الرأسمالية حديث طويل ومتشعب ولا يمكن حصره بمقال واحد، لذا كان العنوان محددًا بمخاطر الرأسمالية على الاقتصاد، تعمدت من خلاله بتعريف الرأسمالية، وأشكالها، وأنواعها، وأسسها وكذلك مخاطرها، أتمنى أن ينال إعجابكم.