الأشجار المثمرة في الساحل السوري
اهتمت سورية بالزراعة منذ زمن بعيد، واشتهرت بزراعة أنواع عديدة من الأشجار، والمنتجات الزراعية، حيث تعد موطنًا أصليًا لعديد من الأشجار كالزيتون والفستق الحلبي، فكانت الزراعة ولا تزال من أهم الأنشطة الداعمة للاقتصاد المحلي، فقد دخلت منتجاتها الصادرات الدولية إلى العديد من بلدان العالم.
خصوصًا تلك المحاصيل المزروعة في مناطق الجزيرة السورية، وعلى ضفاف نهري بردى والعاصي، بالإضافة إلى جبال الساحل السوري الذي اشتهر بتنوع أشجاره، وكثافة غاباته، حيث تشكل غابات الساحل السوري ما يقارب 32% من الغابات السورية، وهي تمثل الغابات الحراجية التي تضم أشجار البطم، والشوح، والسنديان، والبلوط والأرز، كما ولن ننسى الأشجار المثمرة التي تصدرتها الحمضيات المنتشرة بكثرة في السواحل السورية، والتي تعد من أجود أنواع الحمضيات في حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي هذا المقال سوف نطلعك على أهم أشجار الساحل السوري.
الحمضيات في الساحل السوري:
لا تميل الحمضيات بشكل عام إلى درجات الحرارة المرتفعة، مما يجعل زراعتها في المناطق الساحلية من الأمور المناسبة لها، حيث تعتبر هذه الزراعة من أهم الزراعات الاقتصادية في سوريا، فبلغت المساحات التي تغطيها على الساحل السوري ما يقارب 25327 هكتارًا، موزعة على 18467،8 هكتارًا في اللاذقية، و5736,6 هكتارًا في طرطوس، فقد وصل عدد الأسر التي تعمل بها إلى أكثر من 25000 أسرة، تنتج أنواعًا مختلفة من الحمضيات، ولعل أكثرها شهرة في الساحل السوري: أشجار البرتقال والليمون، واليوسفي، والبوميلو، وجريب فروت.
وتُزرع الحمضيات في أواخر الشتاء، وأوائل الربيع، أي خلال شهري آذار ونيسان مع العلم أنع يمكن زراعتها في أي وقت من السنة في حال اتخاذ الاحتياطات المناسبة.
ولعل أكثر ما يميز الحمضيات السورية نظافة ثمارها من الحشرات، والأمراض، وآثار كل من المبيدات، والمواد السامة، وذلك بعد تطبيق أساليب المكافحة الحيوية، حيث تعتبر سورية الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج حمضيات دون الاعتماد على أي نوع من أنواع المكافحة الكيماوية ن وذلك منذ عام 1992.
زراعات حديثة في الساحل السوري:
أصبحت زراعة الحمضيات بأنواعها المختلفة، وجودتها المتميزة من العلامات الفارقة على مستوى الوطن العربي، ودول المتوسط، مما أدى إلى اقبال المزارعين على زراعتها بكثافة مبالغ فيها، الأمر الذي سبب ضخامة في الإنتاج، مقارنة بالاستهلاك المحلي، مع عدم القدرة على إيجاد خطوات فعالة للتصدير.
كل هذه العوامل كانت السبب في دخول البيوت البلاستيكية التي اهتمت بزراعات غير مألوفة في الساحل السوري، لتعوض الانخفاض الحاد في أسعار الحمضيات، ومن هذه الزراعات، سنتحدث عما يلي:
الأفوكادو:
وجدت هذه الشجرة في سوريا منذ عام 1916م، حيث دخلت إليها من تشيلي على يد أحد مزارعي صافيتا، وأخذت هذه الزراعة بالانتشار لتأخذ منحًا تجاريًا هامًا في بداية التسعينات، وتزرع في مناطق زراعة الحمضيات، حيث بلغ عدد أشجارها في سورية ما يقارب 8900 شجرة مثمرة.
ومن الجدير بالذكر أن شجرة الأفوكادو، تتأثر تأثيرًا بالغًا بالرياح، بسبب طراوة أفرعها، لذلك يفضل تأمين مصدر مناسب للرياح قبل زراعتها، مع تجنب المناطق شديدة البرودة في فصل الشتاء، والمرتفعة في فصل الصيف.
كما يفضل زراعة أصناف عدة معًا، مما يحسن نسبة لعقد، بسبب اختلاف مواعيد نضج أعضاء التأنيث والتذكير في الزهرة الواحدة، مع العلم أن الزهرة الأفوكادو تتفتح مرتين، الأولى يكون فيها التاج ناضجاً، والثانية تكون فيها الأسدية ناضجة، ويلعب النحل دوراً هاماً في التلقيح، لذا يلزم تواجده في مواسم التزهير.
أكي دنيا (المشمش الهندي):
هي من الأشجار دائمة الخضرة التي لها أهمية اقتصادية لا يستهان بها، لأنها تنضج في فترات انتهاء الفواكه الشتوية، وعدم نضج الفواكه الصيفية تقريبًا، حيث تزهر في الخريف بدءًا من المناطق المرتفعة نزولًا إلى المناطق الساحلية، حيث تبدأ برودة الخريف، في حين تنضج الثمار من المناطق الساحلية صعودًا إلى المرتفعات الجبلية في فصل الربيع.
كما أن انتاجها عالي وغير مكلف، وتعتبر أسعارها مرتفعة نوعًا ما، مما جعل الكثير من المزارعين يميلون لزراعتها، فأخذت بالتوسع والانتشار داخل الساحل السوري، حيث بلغ عدد أشجارها 71 ألف شجرة.
مانجو:
تعتبر المانجو من الفواكه الاستوائية التي لا تتحمل البرودة، وهذا ما حد من انتشارها في الأراضي السورية، إلا أنها تعيش بشكل لا بأس فيه في الساحل السوري، وهي من الأشجار مستدامة الخضرة، التي تلّقب بملكة فواكه الشرق، حيث تحتوي ثمارها على نسب عالية من العناصر الغذائية المهمة.
ومن الجدير بالذكر أنه عند زراعة هذه الشجرة، يجب اختيار الوقت المناسب، بما أنها لا تتحمل الصقيع أو الرياح القوية، حيث يفضل زراعتها في آخر الربيع، وبداية الصيف، إذ يتميز الطقس في ذلك الوقت بتقلبه بين المشمس والماطر، مع العالم قد تختلف مواعيد زراعة المانجو باختلاف أصنافه.
كيوي:
تعتبر الكيوي من الأشجار المثمرة، التي امتازت بطعم ثمارها اللذيذ، وغناها بالفيتامينات، والعديد من العناصر الغذائية الأخرى، فانتشرت زراعتها في سورية، وخاصة على السواحل، حيث بلغ عدد أشجارها ما يقارب 20230 شجرة، يوجد 8900 شجرة منها في طرطوس، و6013 شجرة في جبلة.
حيث تحتاج زراعته لجو دافئ في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فتحتاج إلى درجات حرارة منخفضة، أي حوالي أقل من 8 درجات مئوية، كما يجب ألا تقل الرطوبة عن 60%، وتختلف تلك الشروط باختلاف أصناف الكيوي.