يعدّ رمز عملة روبية موريشيوس من رموزِ السيادة الوطنية في بلدٍ يرغب فيه العديد من المسافرين في استخدام الجنيهات أو الدولارات أو أيّ نوع آخر من العملات الأجنبية أثناء زيارتهم موريشيوس. إلا أنّ العملة المفضلة في هذه البلاد هي في الواقع العملة المحلية. والتي قد تكون عملةً مجهولةً للعديد من الناس، إلا أنها عملةٌ متداولة بشكلٍ كبير بالنسبة لغيرها من العملات في تلك البلاد.
في هذا المقال قد تُتاح لك الفرصةَ عزيزي القارئ في معرفةِ رمز عملة روبية موريشيوس، نشأتها وتاريخها. وأيضًا معرفة هذا البلد موقعه وطبيعة مناخه واقتصاده.
موقع موريشيوس الجغرافي والتاريخي
لكي نتعرفَ على رمز عملة روبية موريشيوس لا بدّ من الحديث قليلًا عن هذه البلاد وموقعها الجغرافي والتاريخي.
ظلّت جزيرة موريشيوس غير معروفةٍ وغير مأهولة لمدة طويلة من الزمن. تتحدثُ الروايات أنّ البحارة العرب قد زاروها خلال العصور الوسطى. ويظهر اسم موريشيوس بالاسم العربي دينا أروبي على الخرائط التي تعود إلى حوالي عام 1500.
جزيرةٌ في المحيط الهندي تقعُّ شرقيّ مدغشقر قبالة سواحل إفريقيا الشرقية. تمتاز بكونها جزيرةً بركانيةً ذات سواحل مليئةً بالشُعبِ المرجانيةٍ. يعدّ البحّار البرتغالي دومينغو فرنانديز بيريرا أولَ أوروبيّ يهبطُ على الجزيرة في حوالي عام 1511.
الاقتصاد في موريشيوس
في هذا السياق يمكن القول إنّ رمز عملة روبية موريشيوس هو واحدٌ من رموز الاقتصاد في موريشيوس. والذي يُوصف بأنه اقتصاد ناميّ مختلط يعتمدُ على الصادرات المصنعةِ والزراعة والسياحة والخدمات المالية. بالإضافة إلى ذلك كله، نجحت جهود الحكومة لتنويع الاقتصاد بعد عام 1980، ولم تعدْ الجزيرة معتمدةً كليًا على إنتاج السكر كما كانت طوال معظم تاريخها. كما أدّى النّمو الكبير في السياحة منذ السبعينيات إلى جعلها مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي.\
تزدادُ أهميةُ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكلٍ تدريجي و في عام 2001 أنشأت الحكومة هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للترويج للقطاع المزدهر والإشراف عليه. ويعمل أكثر من خمسيّ القوى العاملة في مجالات التمويل والخدمات. أيضًا يوظّفُ البناء والتصنيع حوالي ثلثَ القوةِ العاملةِ فيها ويعمل حوالي العُشر في القطاع الزراعي، أيّ أنه اقتصاد زراعيّ بامتياز.
وفقًا لبياناتِ البنك الدولي فإنّ اقتصاد موريشيوس اقتصادٌ متنوعٌ. على سبيل المثال إنّ الشريحة العليا فيه من الدخل المتوسط تتكون من السياحة والمنسوجات والسكر. ومنذ عام 2017 كان هناك نموّ إجمالي في الناتج المحلي السنوي بمقدار 3.8 ٪ مع معدل انكماش سنوي للتضخم بنسبة 1.9 ٪.
نشأة عملة روبية موريشيوس
يعودُ تاريخُ عملة روبية موريشيوس إلى عام 1820، حين أقدمت بريطانيا على إصدار دولار موريشيوس والذي يساوي الدولار الإسباني حينذاك. على الرغم من استمرار تداول الروبية الهندية (INR) والجنيه الإسترليني جنبًا إلى جنب مع الدولار. بالإضافة إلى ذلك كله، تسببَ تدفقُ الهجرة الهندية إلى موريشيوس في منتصف القرن التاسع عشر في تدفق هائل للروبية الهندية إلى البلاد. أدى هذا التدفق إلى إنشاء روبية موريشيوس، والتي حلّت محل الروبية الهندية ودولار موريشيوس والجنيه الإسترليني. واعتمدت كعملةٍ قانونيةٍ في البلاد عام 1877.
العملةُ الجديدةُ التي قدمت بشكلٍ مساويّ مع الروبية الهندية، كانت تساوي 0.5 دولار موريشيوس في ذلك الوقت. أيضًا كانت 10.25 روبية موريشيوس تعادل جنيهًا إسترلينيًا واحدًا. ويديرُ بنكُ موريشيوس سعر الصرفِ من خلال التدخل في أسواقِ العملاتِ الأجنبيةِ في ظل نظام التعويم. ويكون ذلك باستخدام احتياطيات البلاد لتثبيت قيمة عملتها في أوقات التقلبات و الأزمات الاقتصادية.
رمز عملة روبية موريشيوس
تحتوي جميعُ الفئات المعدنيةِ من عملة روبية موريشيوس على رمزٍ مشترك، يتمثل بصورةٍ شخصيةٍ لسيووساغور رامغولام وهو كما يقال أبو الأمة في موريشيوس. والذي توجد صورته على جانب واحد من العملة المعدنية وبعض التمثيل الرمزي على الجانبِ الخلفي. بالإضافة إلى ذلك كله، يمكنُ رؤيةُ صورة مبنى بنكِ موريشيوس وتمثال العدالة على جانب واحد من هذه الفئات، بينما يحمل الجانب الآخر صورة لشخص ذو أهمية تاريخية.
فئات عملة روبية موريشيوس
تظهر أوراقُ العملةُ في فئات مثل 25، و50، و100، و200، و500، و1000، و2000 روبية. وتستخدم كافة الفئات على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد باستثناء العملة من نوع 2000. وعلى غرار الروبيةِ الهنديةِ الحالية تختلف هذه الفئات في الألوان والأحجام.
العملاتُ المعدنيةُ متاحةٌ للفئات الأصغر مثل 1، و5، و10، و20. أيضًا هناك عملاتٌ معدنيةٌ من فئة 5 و20 و50 سنتًا موجودة، ولكن نادرًا ما تستخدم ويتداول بها من قبل الناس في موريشيوس.
أخيرا تجدر الإشارة إلى أنّه وعلى الرغم من كونها عملةً قليلة الشهرة. إلا أنه وبفضل جهود السكان تمكنت عملة روبية موريشيوس من الحفاظ على قيمتها، وبقيت خيارًا وحيدًا للعديد من السكان والسياح على حد سواء.