ماذا تعرف عن نشأة التجارة الإلكترونية؟ وما هي أنواع التجارة الإلكترونية؟ هل تملك الكثير من المزايا؟ وبالنسبة للمبتدئين، ما هي خطوات البدء بالتجارة الإلكترونية؟ وهل هناك دليل تعريفي للمبتدئين؟ كل هذا وأكثر سوف نتعرف عليه في المقال التالي.
إن التجارة الإلكترونية (بالإنجليزية e-commerce) تعتبر عالمًا مستقلًا بحد ذاتها، ولقد ظهرت منذ فترةٍ طويلة. كما تعددت أشكالها وأنواعها، وبدأت من خلال التسويق عبر شاشات التلفاز، واليوم اشتهرت عبر الإنترنت. علاوة على ذلك، تعد “التجارة الإلكترونية” طفرةً في عالم التجارة، لما يتم استخدامه فيها من تقنياتٍ وأساليب المعاملات التجارية.
أما كتعريفٍ للتجارة الإلكترونية، فهي عبارة عن عمليات تبادل المنتجات والمعلومات والخدمات، والبيع والشراء، بواسطة الإنترنت. بينما تتقاطع مع عدة تخصصاتٍ، وأهمها المحاسبة، وقانون الأعمال، وعلوم الحاسوب، والاقتصاد والهندسة.. لذلك، من أجل الخوض في تفاصيل التجارة الإلكترونية: نشأة أنواع مزايا خطوات البدء دليل تعريفي للمبتدئين، اقرأ مقالنا التالي.
نشأة التجارة الإلكترونية
في الواقع، ظهرت ظاهرة التجارة الإلكترونية للمرة الأولى في بداية التسعينيات، عندما تم تطوير شبكة Web العالمية من أجل الاستعمال العام. إلا أن بداية اختراعها تمت في الستينيات من القرن الماضي، من أجل إنجاز الأعمال المشتركة بين مؤسستين أو شركتين منفصلتين، أو أكثر من ذلك. حيث بدأ العمل بالإنترنت على أنه شبكةً تجريبيةً لوكالات مشاريعِ البحثِ المتطوّرةِ منذ ثلاثة عقود. والتي بدورها تتبع لوزارة دفاع الولايات المتحدة الأمريكية.
بناء على ذلك، إن مصطلح “التجارة الإلكترونية” مصطلحٌ حديثٌ في عوالم الأعمال، عُرِف في عام 1996. بينما يرى البعض أنّ نقطة انطلاق التجارة الإلكترونية كانت عام 1998. وذلك نتيجةً لإنفاق المستهلكين حوالي الأربع ملياراتٍ عبر الإنترنت، وتحديدًا أثناء عطلة عيد الميلاد المجيد “Christmas”. من ناحية أخرى، يقول البعض الآخر أن انطلاقة التجارة الإلكترونية كانت عام 1995. لكنّ الاختلاف في تحديد نقطة بداية التجارة الإلكترونية لم ينفِ الاعتراف بأهميتها وأهمية الإسراع في الدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية.
بناء على ذلك، يمكننا القول إن تاريخ تطور التجارة الإلكترونية مرّ في حقبتين زمنيتين، وهما على الشكل التالي:
الحقبة الأولى من نشأة التجارة الإلكترونية
حيث تشير إلى الحقبة الممتدّة بين عامي 1995 و2000، ولقد شهدت نمّوًا متفجّرًا للتجارة الإلكترونية. فقد انصبَّ تركيز واهتمام منظمات الأعمال على عائدات التعاملات التي كانت تنمو بشكلٍ كبيرٍ ومستمر. بالإضافة إلى تبنيها للاستراتيجيات التي تعتمد على التواجد إلكترونيًا وبشكلٍ فوري وخاص. بينما كانت التشريعات الحكومية لمنظمات الأعمال الإلكترونية غائبةً بشكلٍ ملموسٍ في هذه الحقبة.
الحقبة الثانية من نشأة التجارة الإلكترونية
تشير هذه الحقبة إلى الزمن الممتد من عام 2001 حتى الآن، ولقد شهدت تحولاتِ نمطِ التعاملات وتوجّه الأعمال. بينما ينصبُّ تركيز المنظمات الكبرى على تنمية الأرباح باستخدام الاستراتيجيات المختلطة. أي، تعتمد على تواجد المنظمة المادي في السوق، والإلكتروني في شبكة الإنترنت. واليوم بعد أن أصبح الإنترنت متاحًا للجميع، ستتأثر التجارة الإلكترونية إيجابًا، وخاصّةً أنها ستسود العالم مستقبلًا في عالم التجارة وفي كافة المجتمعات الغربية والعربية.
وهنا لا بد من أن نعطي أمثلةً على أهم المتاجر الإلكترونية القديمة. ففي عام 1992 تم إطلاق “Book Stacks Unlimited” كأول سوقٍ إلكتروني للكتب. حيث اعتمد في البداية على المكالمات الهاتفية، ثم تحول إلى موقعٍ إلكتروني في عام 1994.
وبعد عامٍ من ذلك، تم إطلاق متجر أمازون “Amazon” من قبل جيف بيزوس، ومتجر “AuctionWeb” والمعروف اليوم باسم “eBay” من قبل بيير أوميديار. وتباعًا بعد ثلاثة أعوامٍ من انطلاق المتاجر الإلكترونية، ظهر موقع “PayPal” بايبال، والمختصِ بالدفع الإلكتروني عن بعد. بينما لا تزال عمليات التوسع مستمرةً في مجال التجارة الإلكترونية حتى اليوم.
اقرأ أيضًا: ما هي التجارة الإلكترونية وأنواعها ومميزاتها وعيوبها
أنواع التجارة الإلكترونية
أنواع التجارة الإلكترونية كثيرة، مما يجعلها تنقسم إلى ثلاثة أقسامٍ أساسية، تبعًا لـ:
- طبيعة العملية التجارية.
- طبيعة العلاقة بين التاجر والعميل.
- المعروض من الخدمات والمنتجات.
أنواع التجارة الإلكترونية وفق طبيعة العملية التجارية
تتمثّل أنواع التّجارة الإلكترونيّة التابعة لطبيعة العملية التجارية في الأنواع التالية:
- التجارة التقليديّة: وهي عمليةٌ لتبادل السلع والخدمات بشكلٍ ملموس.
- التّجارة الإلكترونيّة: هي عمليّةُ تبادل الخدمات والمعلومات والسلع بشكلٍ إلكتروني.
- التجارةُ الإلكترونيّة الجزئية: تعتبر مزيجًا بين التجارتين التقليديّة والإلكترونيّة، فيكون جزءًا من العملية إلكترونيًا والجزء الآخر ملموسًا.
- التجَارة التعاونيّة: تتمثّل في مجموعاتٍ من الأشخاص المتعاونين بشكلٍ إلكتروني.
أنواع التجارة الإلكترونية حسب طبيعة العلاقة بين التاجر والعميل
تنقسم التّجارة الإلكترونيّة إلى عدة أقسامٍ وفقًا لطبيعة العلاقة بين التاجر والعميل، وهي:
- من شركة إلى مستهلك B2C: وهي عبارةٌ عن تبادلٍ تجاري يتم بين الشركات والمستهلكين بشكلٍ مباشر. ومثال على ذلك: شركة ديل Dell.
- مِن شركة لشركة B2B: تتمثّل بالتبادل التجاري الحاصل بين شركتين اثنتين، كشركة تصنيعٍ تشتري المواد الخام من شركةٍ أخرى.
- من مستهلك لمستهلك C2C: حيث تتم عمليات التبادل من فردٍ إلى آخر بشكلٍ مباشر، كعملية بيع آلةٍ موسيقيّة من شخصٍ لآخر.
- منْ مستهلك إلى شركة C2B: وتتمثل ببيع البضائع من الأفراد إلى الشركات. على سبيل المثال، تقوم امرأةٌ ببيع أشغالها اليدويّة للشركات المهتمّة بالتراث.
- من شركة إلى شركة إلى مستهلك B2B2C: حيث يتم التبادل التجاريّ من شركةٍ إلى أخرى، ثم إلى الأفراد. كشركةٍ لتصنيع الشوكولا تقوم ببيع الشوكولا إلى شركةٍ أخرى، ثم تقوم الأخيرة ببيع الشوكولا لموظّفيها.
- مِن الشركة إلى موظّفيها B2E: حيث تقوم الشركة بتوفير السلع لموظّفيها بسعرٍ مميز.
- منْ قسم إلى قسم داخل الشركة: تتمثل في كافّة المعلومات والأنشطة التي يتم تبادلها بين الأقسام في الشركة. ومثال على ذلك: شركة سامسونج، التي تحتوي على عدة أقسامٍ تختص في تصنيع تقنيّةٍ ما، ثم تقوم ببيعها لقسمٍ آخر ضمن الشركة.
- من الحكومة إلى شركاتها E-Government: قد تقوم الحكومة بشراء المنتجات من الشركات أو توفيرها لها، كتقديم المنحات إلى وزارة التربية والتعليم العالي من خلال موقع الوزارة الإلكتروني.
أنواع التجارة الإلكترونية وفق المعروض من الخدمات والمنتجات
بينما وفق الخدمات والمنتجات المعروضة، فتنقسم شركات التجارة الإلكترونية إلى الأقسام التالية:
- شركَات بيع البضائع: وهي أشهر نوعٍ من المتاجر الإلكترونية والتي تعتمد على بيع السّلعِ الماديّة وترسلها للمستهلكين بمجرد شرائها، ومن أمثلتها متجر أمازون.
- شركاتُ تقديم الخدمات: تقوم ببيع الخدمات عبر الإنترنت، ومن أبرز أمثلتها SaaS للأعمال.
- شركات المنتجات الرقمية: هنالك اختلافٌ ما بين المنتجات الرقميّة والسلع المادية، وتتمثّل في بيع الكتب الإلكترونية وبرامج الحواسيب. من أمثلتها أكاديمية حسوب.
شاهد أيضًا: مجالات التجارة الإلكترونية
مزايا التجارة الإلكترونية
على الرغم من أن التجارتين الإلكترونية والتقليدية تتمان من أجل المهمة نفسها، إلا أنه من الطبيعي وجود بعض الاختلافات بين كلٍ منهما. على سبيل المثال، في التجارة التقليدية يتوجب على العميل زيارة المحل التجاري والدفع بنفسه مقابل ما يختاره من سلع. بينما في التجارة الإلكترونية، فيمكنك الشراء بضغطة زر، وبغضّ النظر عن مكان تواجد هذه السلعة أو مكانك.
من ناحيةٍ أخرى، فإن كل واحدةٍ من هاتين التجارتين تملك عيوبًا وميزاتٍ عديدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن التجارة الإلكترونية تحقق نموًا كبيرًا وغير مسبوقٍ في نسبة المبيعات سنويًا. لذلك، سوف نقدم لكم أهم ميزات التجارة الإلكترونية:
- سرعة الشراء: حيث تتيح التّجارة الإلكترونيّة إمكانية التسوق في أي مكانٍ وأي زمان دون الحاجة للذهاب إلى المتاجر الموجودة في مدنٍ أخرى من أجل شراء سلعٍ معينة. بالإضافة إلى توفيرها للكثير من السلع والمنتجات المتنوعة حول العالم.
- سهولة التسوق: إن أكثر ما يميز التجارة الإلكترونية هو أنها متاحةٌ على مدار السّاعة. علاوة على أن المشتري ليس مقيّدًا بالمتاجر المتوفرة بقربه، بل باستطاعته الشراء من أي متجرٍ حول العالم. بالإضافة إلى توفيرها لخاصية البحث من خلال شريط البحث، وخاصية التصفح السريع للمنتجات، من خلال إلقاء نظرةٍ عليها.
- انخفاض تكاليفها وإمكانية التوسع فيها: إن إنشاء متجرٍ إلكتروني لا يتطلّب قيام صاحبه إنفاق المبالغ الطائلة من الأموال أو استئجار مكانٍ من أجل عرض المنتجات. بل يستطيع إنشاء المتجر بأقل التكاليف الممكنة وأسرع وقت. ومن ناحية أخرى، فإن عمليات التوسع للمتاجر الإلكترونية لا تتطلب افتتاح الفروع الجديدة إذ أنها لا ترتبط بموقعٍ جغرافي محدد. وبالتالي يمكن زيارتها من أي مكانٍ في العالم، بواسطة سهولة الانتشارِ الرقمي.
شاهد أيضًا: الفرق بين التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية والتسويق الإلكتروني
خطوات البدء بالتجارة الإلكترونية
للبدء في مجال التّجارة الإلكترونيّة وبناء متجرٍ ناجحٍ، يجب عليك أن تقطع شوطًا كبيرًا في التعلم والتجريب. بناء على ذلك، هنالك خطة عملٍ واضحةٍ يتبعها الناجحون في هذا المجال ويحققون الأرباح من خلالها، وهي كالتالي:
- دراسة جدوى المشروع: وتعد خطوةً أساسيةً لاتباعها عند بدء أي مشروع. فمن خلال دراستك للجدوى بشكلٍ جيد يمكنك معرفة نسبة تقبّل السوقِ لفكرة مشروعك، وجوانبه التقنية والمادية. علاوة على أن هناك العديد من المتاجر في الخارج تنافس فكرتك، لذلك عليك أن تبرز تميزك وقدرتك على جذب العملاء.
- تبنّي نموذجًا مناسبًا للعمل: فالتجارة الإلكترونية تملك العديد من نماذج الأعمال، ويمكنك اختيارها اعتمادًا على الخدمات التي بمقدورك توفيرها. على سبيل المثال، إن كنت تملك مستودعًا، فيمكنك اختيار نموذج البيعِ بالجملة. بالإضافة إلى أنه يتوجب عليك انتقاء العلامة التجارية المرتبطة بشكلٍ رئيسي مع شخصية متجركَ الإلكتروني.
- اختيار المنتجات المناسبة: عندما تقرر بدء مشروعٍ إلكتروني، فإن آخر ما عليك التفكير به هو عرض العديد من المنتجات. بل عليك انتقاء منتجاتٍ معينة والتأكد من منافستها لبعض المتاجر الإلكترونية. ومن أجل ذلك، عليك البحث عن السلع الأكثر مبيعًا في المتاجر الأخرى واختيار السلع التي تريد منافستها.
- حساب التكاليف اللازمة لإنشاء المتجر الإلكتروني: حيث أن تكلفة إنشاء المتجر تختلف تبعًا لخطة ونموذج العمل، كما تعتمد على ميزانيتك أيضًا. حيث يتراوح متوسط التكلفة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف دولار.
- تحديد طرق الدفع المناسبة للتجارة الإلكترونية: بعد الحصول على المظهر الجيد والعلامة التجارية المناسبة، لا بد من وضع خطةٍ جيدةٍ لتشغيله بتحديد الميزانية. بعد ذلك ينبغي عليك تحديد طريقة استقبال الأرباح من التجارة الإلكترونية. فهل ستوفر فرصة الدفع النقدي للعملاء أم ستعتمد على أساليب الدفع الإلكترونية؟.
- إنشاء متجرك الإلكتروني: إما من خلال برمجة المتجر بالكامل، أو من خلال الاعتماد على المنصات التجاريّة الإلكترونيّة. ففي الحالة الأولى ستملك كامل الحرية بالتصرف في متجرك الإلكتروني. أما في الحالة الثانية فستضطر إلى الاعتماد على منصاتٍ أخرى لإنشاء متجرك. وأبرز الأمثلة على ذلك: إنشاء المواقع على ووردبريس.
دليل تعريفي للمبتدئين في مجال التجارة الإلكترونية
لا بد من أن جميع الراغبين في البدء بالتّجارة الإلكترونيّة يحتاجون إلى بعض النصائح، وبشكلٍ خاص أولئك المبتدئين الذين لا يملكون أدنى فكرة عن الموضوع. فكيف يمكنك البدء في هذا المجال خطوة بخطوة؟ إليك كل ما سوف تحتاج إليه من أجل إنشاء موقعٍ إلكتروني:
- كمبيوتر أو حاسوب متصل بالإنترنت.
- بطاقة ائتمان MasterCard.
- حسابٌ على موقع PayPal أو المواقع التي تشبهه مثل أمازون.
- متجرٌ إلكتروني من أجل عرض المنتجات، باختيار الاسم المناسب للموقع ثم شراء الدومين، وشراء الاستضافة للموقع.
- منتجات إلكترونية كالكتب الإلكترونية وقوالب المواقع، أو منتجات مادية.
- اختيار خطةٍ للعمل.
- إيجاد قائمة موجودات المخزنِ والشحن.
- التسويق لمتجرك الإلكتروني باختيار المنتجات المطلوبة وتحديد العملاء، والقيام بالإعلانات التسويقية لموقعك عبر المنصات الشهيرة، ومواقع التواصل الاجتماعي.
- المحافظةُ على استمرارِ العمل.
- تطوير المهارات بشكلٍ مستمر.
- بناء تطبيق جوالٍ لموقعك الإلكتروني.
- مراقبة المنافسين والتغلب عليهم، يمكنك الاطلاع على المنافسة في التجارة الإلكترونية.
اقرأ أيضًا: أساسيات التجارة الإلكترونية للمبتدئين
إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا الذي حاولنا فيه تغطية كافة المعلومات التي تخص التجارة الإلكترونية وبشكلٍ شامل. بما في ذلك نشأتها وتاريخها، وأنواعها، ومزاياها، وخطوات البدء فيها.