اقتصاد السوق الاشتراكي؛ إن النظام الاقتصادي في أي دولة عموماً هو من يحدد آلية الإنتاج والتوزيع والتخصيص للسلع وكل الخدمات والموارد التي تملكها الدولة.. حيث يضع النظام الاقتصادي مجموعة قواعد وسياسات يتم تحديدها حول الملكية و الإدارة. ولفترة زمنية طويلة. ساد النظام الاقتصادي الذي يعتمد على مبدأ تأمين العناصر الأساسية المطلوبة في الصناعة مثل الأرض والآلات و المواد الزراعية والعمالة وغيرها. ويسمّى هذا النظام بالنظام الاقتصادي الحديث. ولكنّه كان مترافقاً بالعديد من المخاطر المتمثلة باضطراب وجود أي من تلك العناصر فيؤثر مباشرةً على الاقتصاد.
وُلدت السوق الاشتراكية بعدما رفضت مجموعة من الاشتراكيين فكرة تسليع العمل، ونهدف في هذا المقال إلى شرح ماهية اقتصاد السوق الاشتراكية. وكيف يتم العمل وفق مبادئه، وما هي الدول التي تعتمده في العالم.
تعريف الاقتصاد الاشتراكي
اقتصاد السوق الاشتراكي؛ إن الاقتصاد الاشتراكي هو نظام مالي تأسس على فكرة الملكية العامة (ملكية الحكومة) لوسائل الإنتاج. وقد يكون هناك بعضاً من الملكية التعاونية. يًتّسم الاقتصاد الاشتراكي بأن السلع والخدمات يتم إنتاجها على أساس قيمة الاستخدام، حيث تخضع قيمة الاستخدام هذه لاحتياجات المجتمع وبالتالي ضمان عدم نقص الإنتاج أو الإفراط في الإنتاج.
يختلف الاقتصاد الاشتراكي عن النظام الاقتصادي الرأسمالي المشترك بشكل جوهري، حيث في تلك الأخيرة.
يتم إنتاج السلع والخدمات من أجل خلق أرباح وتراكم رأس المال. أما في الاقتصاد الاشتراكي، فتكون من أجل الاعتماد على استخدامها وقيمتها.
الفرق بين اقتصاد السوق الاشتراكية والشيوعية
تدعو الاشتراكية، على غرار الشيوعية، إلى الملكية العامة لوسائل الإنتاج المسؤولة عن تقديم السلع للشعب. وذلك إما بشكل مباشر أو من خلال الوكالات الحكومية. وتؤمن الاشتراكية أيضاً بأن الثروة والدخل يجب أن يتم تقسيمها بشكل عادل ومتساوٍ بين جميع الناس والمواطنين. وعلى ذلك تختلف الاشتراكية عن الشيوعية بأمرين اثنين، وهما:
- لا تدعو الاشتراكية إلى التخلص من الرأسماليين من قبل العمال.
- لا تدعو إلى القضاء على الملكية الخاصة بشكل كامل والتخلص منها، ولكن تهدف فقط إلى تضييق نطاقهم ومنع تراكمهم.
إن اقتصاد السوق الاشتراكي يعمل وفق مبدأ يسعى إلى تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ولكن لا يهدف إلى حذف الفجوة بالكامل. كما أن الحكومة من خلال السياسة التي تتبعها والوكالات التي تملكها تكون مسؤولة بشكل كامل عن إعادة توزيع الإنتاج والثروة. وهو ما يجعل المجتمع يعمّ فيه العدل والمساواة، وبالتالي الاستقرار.
أهم خصائص النظام الاشتراكي
إن الاقتصاد الاشتراكي يوفّر ملكية جماعية. ويتم ذلك عادةً إما من خلال وكالة تسيطر عليها الدولة أو تعاونية عمالية أو وكالات مملوكة من قبل المجتمع بشكل كامل بتفويض عدّة ممثلين. إن اقتصاد السوق الاشتراكي لا يحبّذ الملكية الخاصة ولا يشجع تلك الاقتصادات.
في السوق الاشتراكية، يتم إنتاج السلع والخدمات من أجل قيمتها المجتمعية وفائدتها التي تقدمها للمستفيدين. والهدف الرئيسي هو القضاء على السوق القائم على الطلب، و بهذه الطريقة، لا يحدث تراكم في السلع والخدمات. ويتم التخلص من أهم أسباب اختلال توازن الثروة بين الجميع.
دول ذات اقتصاد اشتراكي
ولكن الملاحظة الهامة هنا هو عدم وجود نظام اقتصاد اشتراكي خالص أو رأسمالي صافي أو اقتصاد شيوعي نقي في العالم حتى اليوم. حيث تعتمد دول العالم على أنظمة اقتصادية مختلطة ممزوجة من تلك الأنواع ولكن مع نسبة أكبر لإحداهما دون الأخرى. فيصبح كالنظام المهيمن. ومن أهم دول العالم التي تمتلك اقتصادات اشتراكية بارزة هي كوبا والصين وكوريا الشمالية.
دولة كوبا
تمتلك كوبا أكثر الاقتصادات الاشتراكية المعروفة، حيث تدير الدولة الاقتصاد وترعى الحكومة صحة المواطنين وتعليمهم بشكل مجاني. كما تقدم لهم جميع المرافق والإسكان والترفيه وبرامج الغذاء، مما يدعم رواتب العاملين الكوبيين المنخفضة. وتمتلك كوبا 80% من القوى العاملة في الشركات المملوكة في الدولة ولا تمتلك بورصة. مما يشير إلى اقتصاد خالي من رأس المال.
جمهورية الصين الشعبية
تسيطر الحكومة الصينية حتى اليوم على جزء كبير من الاقتصاد الصيني بالرغم من انخفاض عدد البرامج الحكومية بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، لا يوجد برامج رعاية صحية للمواطنين مقدمة من قبل الحكومة في الصين. ولا تمتلك الصين اقتصاد اشتراكي صافي، فاقتصادها يعتبر مزيج بين اقتصاد السوق الحر والاقتصاد الاشتراكي.
بذلك وصلنا إلى نهاية مقالنا عن اقتصاد السوق الاشتراكي.