صلاة التراويح من مميزات شهر رمضان المبارك التى لها طقوس محددة لدى كل الشعوب العربية والإسلامية فهى أشبه بالأعياد ويتسابق عليها المؤمنون لفضلها وأجرها العظيم، وهى سنة مؤكده للرجال والنساء أمرنا بها الرسول على أفضل الصلوات، وفى شهر رمضان المبارك يتضاعف أجر العبادة وترفع الأعمال ويغفر خلال ماتقدم من ذنوب للعباد الذين تقربوا إلى الله بالعباده طوال الشهر الكريم.
وصلاة التراويح عشرون ركعة بدون الوتر وثلاث وعشرون ركعة بالوتر وهذا مااتفق عليه من المذاهب الفقهية الأربعة وهى سنة وليست فرض ولكن من تركها حرم من أجر عظيم فى الشهر المبارك، وكذلك من زاد عليها ليس عليه خرج ولكن الزيادة هنا تحسب ضمن صلوات قيام الليل وليس التراويح، وهى تصلى عقب صلاة العشاء، وعن عائسة رضى الله عنها :”كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام إذا منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه، صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة”، رواه ابن حبان فى صحيحه.
صلاة التراويح
والتراويح فى اللغة جمع ترويحه، والترويحه فى رمضان سميت بذلك لإستراحة القوم بعد كل أربع ركعات، وفى الأحاديث صلاة التراويح لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين، وبمجرد التعريف اللغوى يتبين أن صلاة التراويح أكثر من ثمان ركعات لأن الترويحة الواحدة بعد أربع ركعات فلو كانت ترويحتين لكان عدد الركعات اثنتى عشرة ركعة، ولكن الأمة أجمعت على أن صلاة التراويح عشرون ركعة بدون الوتر وثلالث وعشرون ركعة بالوتر.
ختم القرآن فى صلاة التراويح
واتفق الفقهاء على أن يجوز قراءة ماتيسر من القرآن الكريم خلال صلاة التراويح مثلما يحدث فى باقى الصلوات، واتفقوا أيضا على استحباب ختم القرآن الكريم فى الشهر، كما رواه البخاري ومسلم فى صحيحيهما عن السيدة فاطمة رضى الله عنها قالت :”أسر إلى النبى صلى الله عليه وسلم ان جبريل كان يعارضنى بالقرآن كل سنة وإنه عارضنى العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلى”، ما يعنى أن يختم القرآن الكريم مرة واحدة ومازاد فهو أجر عظيم ونص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية فذهب أبو حنيفة إلى القول بسنية قراءة ١٠ آيات فى الركعة الواحدة ليحصل له ختم القرآن مرة واحدة فى الشهر مع القول بأجزاء ماهو أقل من ذلك.
فضل صلاة التراويح
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”من قام رمضان ايمانا واحتسابا، غفر له ماتقدم من ذنبه”، متفق عليه وعن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها :” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة فى المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال :” قد رأيت الذى صنعتم، ولم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم”، وذلك فى رمضان ، متفق عليه وعنها أيصا رضى الله عنها قالت :” كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” متفق عليه.
صلاة التراويح فى البيت
وعن أفضلية قيام صلاة التراويح فى المسجد أو المنزل، فقد نص جمهور الفقهاء على أفضلية صلاة التراويح فى البيت كما كانت عليه فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى المعلى عن أبى يوسف قال: “من قدر أن يصلى فى بيته كما يصلى مع الإمام فى رمضان فأحب إلى أن يصلى فى البيت”، وكذلك قال مالك، وقال مالك: “كان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس”، قال مالك: “وأنا أفعل ذلك، وما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى بيته وقال الشافعى: “صلاة المنفرد فى قيام رمضان أحب إلى”، والأفضل فى صلاة التراويح لمن كان معه شيء من القرآن وقويت نيته وعلت همته أن تصلى فى البيت، أما من لم يحفظ القرآن ولا ينشط للصلاة فى البيت فالأفضل فى حقه حينئذ أن يصليها فى المسجد مع الإمام حتى يكفيه القراءة ويعينه على التدبر.
صلاة التراويح للنساء فى المسجد
وعن ذهاب النساء إلى المسجد لقيام صلاة التراويح كما هو متعارف عليه فى وقتنا الحالى فقد أباحه الأزهر الشريف ولكن الأفضل فى حق المرأة الصلاة فى بيتها، مستندين إلى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن”، أخرجه أبو داود فى سننه، وفى حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها” أخرجه مسلم، هذا وقد حددت الأزهر الشريف ٣ شروط يجب على المرأة الإلتزام بها عند الذهاب إلى المسجد وهى أن ترتدي ثيابا ساترة، وتخرج غير متعطرة، ويكون خروجها بإذن زوجها.