مواسم زراعة الأترج، اشتهرت فاكهة الأترج منذ القدم، فقد كان لها تاريخ حافل على مر العصور، حيث تغنى بها الشعراء، وكثرت عنها الأحاديث، وضربت فيها الأمثال لعظمتها وأهميتها الطبية والغذائية، ولكن حديثًا يصعب إيجادها في الأسواق فأخذ مكانها أخوتها المنحدرين عنها، كالبرتقال والليمون. لذلك سنشرح في مقالنا هذا عن الفوائد العظيمة لهذه الفاكهة وكيفية زراعتها وحصادها.
تعريف بفاكهة الأترج
تتبع شجرة الأترج -أو ما يعرف باسم ترنج وكباد وتفاح العجم وتفاح ماهي وليمون اليهود- الفصيلة السذابية، وهي إحدى أصناف الليمون الرئيسية، التي انحدر منها الكثير من الأنواع المشهورة اليوم، وثمرتها تشبه الليمونة إلى حد كبير، لكنها أكبر حجمًا، ويتراوح لونها حسب درجة النضج من الأخضر إلى البرتقالي الذهبي، ولها قشرة سميكة ومتعرجة تحتوي زيوتًا عطرية نفاذة، وأزهارها بيضاء تشبه أزهار البرتقال، ناعمة الفروع والأوراق؛ ويمكن أن يصل ارتفاع الشجرة حتى خمسة أمتار.
أماكن زراعتها ومواسم زراعة الأترج
عرفت فاكهة الأترج لأول مرة في جنوب شرق آسيا، وتحديدًا الهند، ثم انتشرت زراعتها في حوض المتوسط، وتحديدًا بلاد الشام والمغرب العربي، ثم انتقلت زراعتها إلى اليونان وكورسيكا وجنوبي ايطاليا.
وبشكل عام تزرع في المناطق ذات درجات الحرارة العالية إلى حد ما، حيث أنها أقل أنواع الحمضيات تحملًا للبرد.
استخدامات الأترج في الطب
في الطب القديم:
استخدم الأترج قديمًا في تسكين آلام المفاصل، وعلاج التهاب القولون، وكمقوٍ لحمض المعدة، وفي علاج اليرقان، وطرد السموم من الكبد، وعلاج الإسهال، كما استخدم للتسمين، اذ إنه يزيد الرغبة في الطعام، واستخدم كعقار لسم العقرب، وإزالة رائحة الفم الكريهة بمضغ قشره، كما استخدم قشره في علاج البهاق، وإضافته إلى الملابس تمنع السوس والحشرات.
في الطب الحديث:
يستخدم الأترج في الطب الحديث، لعظمة فوائده وغناه بالأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والفيتامينات، حيث يستخدم لزيادة الوزن، لأنه غذاء فاتح للشهية، ويحسن من أداء الجهاز الهضمي، ومطهر وقاتل للبكتيريا والفيروسات، كما يستخدم للوقاية من نزلات البرد والانفلونزا، ومضاد لالتهاب الجهاز التنفسي، وقاتل للميكروبات، وينشط عمل جهاز المناعة، كما يساعد في التقليل من خطر تصلب الشرايين وينظم ضغط الدم.
محاذير ومخاطر
على الرغم من الفوائد العظيمة لفاكهة الأترج، إلا أنها قد تثير للبعض رد فعل تحسسي، والذي يتمثل في احمرار وحكة في الجلد، وكونها من الفواكه الغنية جدًا بالسكر، وجب تناولها بشكل معتدل عند مرضى السكري.
مواسم زراعة الأترج
يعد الأترج كغيره من الحمضيات من حيث زراعته، حيث يفضل زراعته في تربة عضوية مخلوطة بالرمل، لضمان تصريف وتهوية جيدة للجذور، وبما أنه أقل أنواع الحمضيات تحملًا للبرودة، يزدهر ويكون في أوج عطائه في المناخ الاستوائي وشبه الاستوائي.
تزرع شجرة الأترج عادة عن طريق العقل، ونادرًا ما تتم الزراعة عن طريق البذور.
عن طريق العقل
في البداية تجهز الحفرة التي ستزرع بها العقل، وذلك بحفر حفرة بعمق 50سم، وتملأ بتربة خصبة مخلوطة برمل، ومضاف لها سماد عضوي، ثم تؤخذ العقل من أغصان أو فروع الشجرة بقطر يتراوح من 1.5 إلى 2 سم، وبطول يتراوح من 15 إلى 20سم، بحيث تقطع من الأعلى بشكل مائل، ومن الأسفل تقطع أفقيًا، وتزال منها جميع الأوراق، ثم تغرز مباشرة بعد قصها مسافة 5سم في تربة رطبة؛ ويفضل ذلك في الفترة الممتدة ما بين شهري شباط ونيسان.
يثابر على ترطيب التربة كل ثلاثة أيام، وإزالة الأعشاب الضارة من حولها، وتحتاج هذه العقل قرابة أربع إلى خمس سنوات للإثمار، وذلك في حال توافر البيئة الصحية والعناية اللازمة بها.
عن طريق البذور
تؤخذ البذور من ثمرة ناضجة، وتغسل جيدًا بالماء، ثم توضع في كأس من الماء، ويؤخذ ما رسى منها أسفل الكأس، بعد ذلك تجفف البذور جيدًا، وتشق قشرة البذرة قليلًا أو يتم إزالتها بالكامل، ثم تغرس في أكياس تحتوي تربة خصبة تتوافر فيها الظروف المناسبة لنمو البذور مسافة 4 سم ضمنها، وتتم المثابرة على سقايتها كلما قلت رطوبة التربة.
بعد شهرين من الزرع تبدأ البذور بالتبرعم، وعندها يجب العناية بالنبتة، وذلك بسقايتها كل ثلاث أيام وتسميدها شهريًا.
تحتاج النبتة بعد زراعتها حوالي الأربع سنين للإثمار، حيث تجري عملية حصاد الأترج يدويًا، باستخدام المقصات، ولا يفضل استخدام الطريقة الآلية في ذلك، لتسببها في تكسر فروع وأغصان الشجرة.