مشاكل تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في ظل انتشار تلك المشاريع واتخاذها كمصدر دخل مادي أساسي دون دراسة محكمة لتكاليف البناء، والإنتاج، والضرائب، ودراسة الجدوى الصحيحة وغيرها. التي نتج عنها مشاكل متعددة منها داخلي، ومنها خارجي. إليكم فيما يلي مقالًا حول مفهوم المشاريع الصغيرة، والمشاريع المتوسطة. بالإضافة إلى المشاكل التي تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتحديات التي تأتي فيما بعد مرحلة الإنتاج والتسويق وغيرها. لتكون تلك المشاكل والتحديات واضحة وصريحة أمام كل من يريد إنشاء مشروع صغير، أو متوسط. لتفادي تلك المشاكل وانجاح المشروع ليظهر للنور دون مشاكل.
ما هي المشاريع الصغيرة
هي كافة الأعمال والمشاريع التي لا يزيد عدد العمال فيها عن 25 عامل، وتختلف المشاريع الصغيرة من حيث قابليتها للنمو والتطوير. فهناك مشاريع ذات أفكار مميزة، وقابلة للتوسع بشكل كبير وسريع، وتنقسم إلى عدة أنواع وهي:
- المشاريع الصغرى.
- المشاريع والأعمال العائلية.
- الأعمال المنزلية.
وتقوم على أعمال استهلاكية غذائية، أو حرفية تلبي الاحتياجات المحلية، مما يزيد من الانتاجية واستغلال الموارد المحلية، والتقليل من الاستيراد. وبالتالي المشاريع الصغيرة تلعب دورًا هامًا وكبيرًا في التنمية الاقتصادية، وتتميز أيضًا عن غيرها بقدرتها على توظيف الشباب الخريجين، أي المبتدئين. فهي تعتمد على مبدأ التدريب أثناء العمل لاستثمار طاقات الشباب، ورفع قدراتهم. كما أنها تتميز بسهولة الإنشاء والإنتاج بشكل كبير، وقدرتها على التكيف مع الظروف المحلية. كما أن نسبة المخاطرة بها قليلة جدًا مقارنًة بالمشاريع المتوسطة والكبيرة.
ما هي المشاريع المتوسطة
تتميز المشاريع المتوسطة بإمكانية إنشاءها برأس مال أو تكنولوجيا متطورة تقوم على صناعة مهمة، ومحل اهتمام في العديد من الدول الصناعية والنامية. وذلك لأنها تهتم بسد احتياجات ومتطلبات السوق المحلية، مما يساهم في تغطية الطلب في السوق المحلية، وتخفيف العجز في المدفوعات للدولة. وبالتالي تساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها توفر فرص عمل كثيرة للخريجين من الشباب المبتدئين، وذوي الخبرة القليلة، دون شرط توافر المؤهلات والمهارات العالية. وذلك يؤدي إلى تقليل نسبة البطالة، وتعزز طاقات الشباب في المجتمع، وتنشر قيم التطوير الأكاديمي والمهني في المجتمع على حد سواء.
مشاكل تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة
إن انتشار تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة أدى إلى نمو بعض المشاكل، وتختلف تلك المشاكل من بلد لآخر، ومن منطقة لأخرى. ولكن هناك مشاكل أو معوقات تصيب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل عام، وهي المشاكل التي تحدث داخل المؤسسة، أو بسبب العمال المتواجدين داخل المشروع.
أما المشاكل الخارجية التي تحدث بفعل وتأثير عوامل خارجية خارج إطار العمل والعمال. فيما يلي سنذكر لكم أهم المشاكل التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في كل العالم وتنقسم إلى مشاكل داخلية، ومشاكل خارجية.
- تأمين رأس المال.
- تدني مستوى الإنتاجية.
- عدم الإلمام الشامل.
- عدم الالتزام الكافي من قبل إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- التضخم.
- التمويل.
- الإجراءات الحكومية.
- الضرائب.
- المنافسة.
- ندرة المواد الأولية.
- عدم وجود قانون واحد.
- غياب الاتحادات النوعية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- ضعف البنية التحتية.
- عدم الاهتمام بالتوزع الجغرافي.
- نقص تقديم الخدمات المصرفية.
- عدم تواجد قاعدة البيانات.
- عَدم تواجد المنظمات الداخلية.
سنتكلم عن تلك المشاكل بالتفصيل وسنقسمها من أجل سهولة فهمها وتلافيها من أجل انجاح المشروع.
اقرأ أيضًا كيفية انشاء مشروع شركة عقارات.
المشاكل الخارجية التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة
هي المشاكل التي تحدث نتيجة عوامل ومسببات خارجية منها:
عدم وجود قانون واحد: لجميع المشاريع أو وضع مفاهيم موحدة لها، بحيث تعمل تلك القوانين على تقديم المساعدة والتسهيلات في غرف التجارة والتمويل، واستخراج التراخيص اللازمة. فضلًا عن عدم ثبات القوانين والتشريعات النظاظمة الحالية، والتي تعمل على تنظيم تلك الأنشطة التجارية، وتسهيل حركتها في الإجراءات الإدارية الخاصة بالتراخيص.
غياب الاتحادات النوعية: للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تعمل على ربط المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعنى برعاية وتسهيل مصالحهما وتعزيز مواقفهما التنافسية، من خلال العمل على توفير الدعم المادي والمعنوي بأقل التكاليف. كما أنها تعمل على دعم تلك المشاريع في الدراسات، والبحوث التسويقية، والأسواق والعملاء المستهدفين لتصريف الإنتاج.
ضعف البنية التحتية: في الكثير من المناطق والبلدان والتي تتمثل في ضعف قطاع الخدمات في مجالات النقل، والكهرباء، والمياه والتخزين، والتصريف، وإنشاء قواعد للبيانات.
عدم الاهتمام بالتوزع الجغرافي: حيث يتم التركيز على المناطق الأساسية على حساب المحافظات والأقاليم الطرقية. التي تكاد تخلو من فرص التجارة والعمل والاستثمار، وارتفاع معدل البطالة لتحقيق المنافع والأرباح. وخصوصًا في حال تم توفير المواد الأولية المطلوبة في تلك المناطق.
نقص تقديم الخدمات المصرفية: على المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلا في مجال ضيق جدًا. بالإضافة إلى أن المصارف لا تؤثر بشكل فعال في تقديم الدراسات الفنية والتحريرية، التي تساعد في إدارة تلك المشاريع وتنظيم وتسويق أعمالها.
عدم تواجد قاعدة البيانات: والتي تساهم بشكل كبير في تجهيز خطة العمل، وخطط التطوير من نواحي الإنتاج، والتسويق، والتمويل والدعم وغيرها.
عَدم تواجد المنظمات الداخلية: وهي الخطط الداخلية التي تعمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بشكل فعال من جهة التسويق، وتأمين المستلزمات والتأمين وغيرها.
عدم الإلمام الشامل: بدي أغلبية أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمعلومات التي تعتبر ذات طابع فني واقتصادي وإداري، وجودة المنتجات والسياسات المتبعة وتسعيرها، والشروط والظروف للمنافسين الداخليين والخارجيين. وكيفية التغلب عليها مما يصعب مهمة شراء الآلات الحديثة، بدلًا من الآلات القديمة مما يضعف القدرة على المنافسة ويقلل فرصة انجاح المشروع.
المشاكل الداخلية التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة
وتعني المشاكل التي تحدث نتيجة عوامل داخلية من العمال والادارة وغيرها وهي:
تأمين رأس المال: هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على مردود العمل والأرباح، من خلال الطلب من تلك المشاريع أن تدفع سعر فائدة مرتفع مقارنًة بالمشاريع الكبيرة.
تدني مستوى الإنتاجية: وذلك بسبب غياب التخطيط العلمي والاستخدام غير الكافٍ للقدرات والطاقات المتواجدة. وعدم إمكانية المتابعة ومراقبة جودة الإنتاج، وتصحيح الخلل والانحرافات في الوقت الملائم.
عدم الالتزام بالقواعد: والأصول المحاسبية وتجهيز الموازنة التقديرية، والموازنة النهائية وتطبيق مبادئ محاسبة التكاليف الفعلية، والمعمارية.
التضخم: والذي يتمثل في ارتفاع أسعار المواد الأولية وكلفة العمل مما ينتج عنه ارتفاع أجور اليد العاملة، مما يؤدي بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى الوقوف عاجزة أمام هذا التضخم. وعجزها يمنعها من رفع الأسعار لتجنب مشاكل ارتفاع أجور العمالة وأسعار المواد الأولية.
التمويل: هي من المشاكل التي تواجه كافة المشاريع ولكن تتركز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل أكبر، بسبب حجمها الصغير ونقص السجل الائتماني. مما يعرضها لكثير من المخاطر في مختلف مراحل إنشاءها من (التأسيس – الأولية – النمو الأولى – النمو الفعلي – الاندماج). ولذلك تتجنب البنوك التجارية توفير الدعم المالي لتلك المشاريع بسبب سياسات الحرص على أموال المودعين.
الإجراءات الحكومية: هي من المشاكل الكبيرة في الدول النامية خصوصًا من الجوانب التنظيمية والتعليمات. التي تهتم بتنظيم عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
الضرائب: إن نظام الضرائب في العالم هو من أكبر المشاكل التي تواجه مالكي تلك المشاريع. وتظهر بشكل كبير وتؤثر على الإنتاج عند ارتفاع نسبة الضرائب. مما يعرض لمشروع والنظام الضريبي للخطر بسب بقلة المعلومات عن تلك المشاريع.
المنافسة: إن المنافسين والتسويق الخاطئ هي من أبرز مشاكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لذلك يجب أن يتم وضع خطط تنظيمية داخلية، بحيث يتم التسويق والتمويل والتصريف والتخزين بطريقة مثالية.
ندرة المواد الأولية: بسبب عدم القدرة على تخزين المواد اللازمة للإنتاج أو لشرائها بكميات كبيرة، وفي بعض الأحيان الإشارة إلى الاستيراد لسد حاجات المشروع، مما يجعلها عرضة لأخطار تغيرات أسعار الصرف وغيرها.
التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة
بعد حديثنا عن المشاكل تأتي التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهي عبارة عن 12 تحدي تواجه انجاح المشروع تتمثل فيما يلي:
- نقص التمويلات الموجهة من البنوك التجارية.
- ضعف رؤوس الأموال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعرضها للاختفاء سريعاً.
- قلة خبرة أصحاب المشروع وعدم تفرغه لإدارة المشروع بشكل جيد مما يصعب الاستمرار.
- غياب الحوكمة عن مشاريع المواطنين، فغالبيتها تغيب عنها الأنظمة المالية والمحاسبية والرقابية نتيجة ارتفاع تكلفتها.
- صعوبة الحصول على العمالة المؤهلة والمدربة.
- افتقار المشاريع المواطنة لمعلومات تفصيلية ودقيقة عن المشاريع المنافسة.
- قلة الدعم الذي تواجهه في السوق المحلي أو الأسواق الدولية.
- تأخر تنفيذ القرارات الحكومية الداعمة لها، على مستوى اتحادي مما يدفعها للتقوقع.
- التغير المستمر في السياسات والإجراءات والشروط التي تضعها الحكومات.
- ارتفاع رسوم الخدمات، وعدم مراعاتها لأوضاع مشاريع المواطنين مثل الكهرباء والماء وغيرها.
- غياب حملات التسويق والترويج.
- عدم وجود خريطة للمشاريع توضح أي منهم أقل وأكثر ربحا مما يدفع بالمواطنين للتجربة.
اقرأ أيضًا دراسة جدوى لانشاء مزرعة تربية نحل.
في ختام مقالنا عن مشاكل تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ننوه إلى أن افتتاح أي مشروع قد ينتج عنه الكثير من الصعوبات، والتحديات التي تواجه المشاريع، والتي يجب أن تكون مدوسة منذ البداية. ضمن خطة عمل ودراسة جدوى جيدة للمشروع المراد افتتاحه بهدف انجاح المشروع.