مجتمع المعلومات ودوره في تطوير عمليّة التنمية البشرية المستدامة.
من المتعارف عليه أنَّ التنمية البشرية المستدامة تؤدي دورًا مهمًّا في تطوير قطاع التكنولوجيا، فلولا تنمية الموارد البشرية لم تحقّقِ الثّورة المعلوماتيّة نجاحًا باهرًا في العالم كلّه.
هذا مع العلم أنّ هذه الثّورة المعلوماتيّة أحدثت تغييرًا في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثّقافية؛ حتّى أنّ تقدّمَ الأمم أضحى يقاس وفق قدرتها على تطوير مستواها التكنولوجيّ.
فما هو مفهوم مجتمع المعلومات وما دوره في التنمية ؟
مفهوم مجتمع المعلومات
يُقصد بمجتمعِ المعلومات جميع الأنشطة، والتدابير العلمية والتكنولوحية التي تجمع في بلد ما سواء كانت من طريق الانتاج أو النّشر أو التّنظيم. فمجتمع المعلومات هو أيضًا عبارة عن الجهود الابداعية الهادفة إلى خدمة الأهداف التعليميّةِ والتثقيفيّة. مما يخوّل أفراده تسخير كامل إمكانتاهم الثّقافية والمعرفيّة بغية تحسيين مستوى حياتهم، وهذا الأمر يؤدّي إلى تنمية متطورّة مستدامة.
مدلول لفظة المعلوماتية
يتضمنُ مدلول لفظة المعلوماتيّة ما يلي:
- التكنولوجيا : وهي عبارة عن الأسلوب المنهجيّ الذي يجمع جميع المعلومات المتوارثة ويقوم الأفراد بترتيبها وتنظيمها وفق نظام خاص، بغية التّوصل إلى حلول مناسبة تخدم المهمات العلميّة.
- التكنولوجيا الجديدة : التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحاسوب( الكمبيوتر) والمعدات الخاصة بوسائل الاتصال والبرمجيّات التي تسمح بوساطة الحاسوب التواصل عبر شبكة الإنترنت.
- تكنولوجيا المعلومات : ويقصد بها استخدام جميع الآلات التكنولوجيّة الحديثة بغية جمع البيانات ومعالجتِها .
لذلك يمكننا التأكيد على أنّ شبكة المعلومات مؤلفة من منظومة تحتوي على أربعةَ أبعادٍ رئيسيّة تتمظهر وفق ما يلي:
- العتاد الصلب (Hardware)
- العتاد اللّين (Software)
- الموارد المعرفية (Knowledge Ware)
- الموارد البشرية(Human ware)
أهمّ سمات مجتمع المعلومات .
- الانتقال من المركزيّة إلى اللامركزيّة.
- الغاء الفرديّة والقوميّة وإنشاء قرية عالميّة واحدة(أو وفق سياق آخر التحول من الفرديّة والقومية نحو العالمية).
- أضحى التعليم متطورًا ومتفاعلاً، يستخدم فيه تقنيات تكنولوجيّة عالية، بعيدة عن التلقين، كما أنّ التعليم عن بعد أضحى من أهم وسائل التعليم المتطور.
مجتمع المعلومات والتّنمية الإنسانيّة :
تعدُّ حقوق الإنسان ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاجتماعيّة في مجتمع المعلومات ، لذلك شددت شرعة حقوق الإنسان على بناء مجتمع معلوماتي مبني على أسس احترام حقوق الإنسان، وتتمظهر هذه الحقوق وفق الآتي:
- الحقوق المدنية.
- حقوق السياسيّة .
- الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
- الحقوق الثقافية.
لذلك من واجب الدول مراعاة هذه الحقوق وتطبيقها؛ لأنّها تضمن بشكل سليم الوصول نحو مجتمع معلوماتي متفاعل ومتطور.
المعلومات ودورها في تنمية البحث العلمي.
تتمظهر هذه التّنمية من خلال:
- تأهيلُ الخبرات البشرية وتطوير التقنيات والمهارات، وتدريب الباحثين الجدد بشكل مستمّر.
- تمويل البحث العلمي، وهذا ما تقوم به الدّول المتطورة من أجل تطوير ناتجها القوم، على عكس الدّول النّامية، التي نجد أنّ الناتج القوي المخصص في البحث العلميّ نسبته ضئيلة جدًّا.
وفي ختام المقال يمكننا التأكيد على أنّ المعلومات التكنولوجيّة تشكلُّ عنصرًا أساسيًا لنجاح التّنمية المستدامة ، ذلك
لأنّها تُساهم في تحسيين المستوى الاجتماعي، تطوير المستوى الاقتصاديّ في دول العالم كلّها ، كما أنّها تساهمُ في
تطوير الإنتاج الزراعيّ، وتعزّز الأمن الغذائي، وتطور المجتماعات الريفية وتبعدها عن الفقر والنّزوج نحو المدن.
و لكنَّ لا بد من التّشديد على توصيل هذه المعلومات التكنولوجيّة وفق طرق آمنة وفاعلة بعيدة من المنهج الاستهلاكي المادي.