صناعة السيلاج وطرق صناعة السيلاج هو ما سنتحدث عنه في مقال اليوم. ولمن لا يعرف السيلاج فما هو إلا مخلفات المحاصيل الخضراء التي يخضعها المزارعون إلى عملية التخمير. حيث تتعرض المحاصيل إلى عملية التخمير في أماكن مغلقة مع الحفاظ على قيمها الغذائية وحمايتها من الفساد. وينتج عن هذه العملية أعلاف مختلفة تتغذى عليها المواشي وخصوصًا الأبقار. وأهم هذه المحاصيل التي يُستخلص منها السيلاج عباد الشمس، والبرسيم، ولكن المحصول الأهم في هذه العملية هو الذرة. ونستطيع اعتبار السيلاج من الأعلاف غير التقليدية المهمة جدًا لأنها غنية بالعصارة التي يلجأ إليها المزارعون في الأماكن غير المخصصة للرعي. كما تتزايد أهمية هذا المنتج في فصل الشتاء حيث يتم تغذية المواشي وتربيتها في الداخل.
كما أن السيلاج، وبشكل خاص سيلاج الذرة، من الأعلاف التي تكون خفيفة التكاليف وسهلة التصنيع على المزارعين وأصحاب المواشي. وهذا هو سبب توجه الكثير منهم لاستخدامه بدلًا من الأعلاف الصناعية مرتفعة التكلفة. وإن أردت معرفة المزيد عن السيلاج تابع معنا.
كيفية صناعة السيلاج
وعلى الرغم من معرفة جميع المزارعين، بشكلٍ تقريبي، لآلية تصنيع السيلاج إلا أنها عملية تتطلب قدر عالي من الوعي. لأن سوء تطبيق الآلية المطلوبة قد يؤدي إلى تلف المنتج أو عدم تحقيق الفوائد المرجوة منه. وفي حال أردت الخوض في صناعة السيلاج فهناك بضعة أمور من الواجب عليك مراعاتها. والتي هي كالتالي:
- أوقات حصاد المنتج الذي ترغب تحويله إلى سيلاج. فمن الضروري انتظار الوقت المناسب ليكون المنتج في حالة النضج الكافية ليتم عزله. لأن عزله في وقت مبكر وفي حالة غير ناضجة تؤدي إلى ارتفاع نسبة المادة الجافة وبالتالي يفقد السيلاج جودته.
- ومن الأمور اللازم مراعاتها هي رطوبة المنتج والتي من الضروري أن تكون ما بين 30 إلى 40% خلال فترة الحصاد. فإن كانت الرطوبة أعلى من هذه النسبة أو أقل منها فمن الصعب أن يتخمر المنتج.
- كما تلعب آلية تقطيع المنتج وحجم تقطيعه دورًا في جودة السيلاج النهائية. وأفضل حجم لتقطيع المنتج قبل تحويله إلى سيلاج هو 2-4 سم. فإن كان حجم المنتج أصغر من ذلك فهو سيسبب عسر هضم للحيوانات وتقل فائدته. وإن كان حجم قطع المنتج أكبر مما ذكرنا فسيكون هناك مجال لدخول الهواء ولن يتم ضغط المنتج بشكل المطلوب. والضغط الجيد للمنتج هو من أهم أسباب ارتفاع جودة السيلاج.
- وعند وضع المنتج في الصومعة للتخمير يجب الحرص على عدم دخول الهواء إليها أبدًا، لان البكتيريا الموجودة فيه ستفسده. وتتراوح مدة التخمير ما بين 20 إلى 60 يوم بحسب شكل الصومعة، ودرجة الحرارة، ونوع النبات المستخدم.
- وهناك نقطة مهمة عليك مراعاتها بعد نضج السيلاج وهي الاستهلاك الواعي. وللحصول على جميع فوائد السيلاج فمن الضروري أن يتم استهلاكه بوعي ومعرفة الاحتياجات اليومية للحيوانات. كما من الضروري خلط السيلاج مع نخالة أخرى عند تقديمه للحيوانات.
المحاصيل التي تدخل في صناعة السيلاج
وكما ذكرنا سابقًا فمن الممكن صناعة السيلاج من عدة محاصيل زراعية مثل عباد الشمس والبرسيم ولكن يبقى المنتج الأهم والأكثر استخدامًا حول العالم هو الذرة. وفي الآونة الأخيرة انتشرت أبحاثًا عن إمكانية استخلاص السيلاج من الأسماك. وينصب هدف هذه الدراسات في تحويل الأسماك التي لا تملك قيمة تسويقية والاستفادة من بروتينها. وهذا السيلاج يتم الحصول عليه بصورته السائلة عبر إضافة أحماض عضوية وغير عضوية إلى الأسماك. إلا أنه كما ذكرنا لك يبقى سيلاج الذرة ه الأهم والمسيطر على الأسواق. وفيما يلي سنقدم طريقة السيلاج من المنتجات المختلفة.
خطوات صناعة السيلاج من الذرة
وهناك آلية خاصة من اللازم اتباعها عند استخدامك محصول الذرة لتحويلها إلى سيلاج. ومن الضروري مراعا الأمور التي ذكرناها سابقًا هنا أيضًا:
- في البداية عليك صنع حفرة تتناسب مع كمية الذرة المتواجدة لديك. وهذه الكمية يجب أن تكون كافية للحيوانات التي ترغب بإطعامها. ومن المهم ان تحرص على خلو الأرض من المياه الجوفية. وإن لم تملك رغبة بالحفر فمن الممكن بناء جدارين سمك الجدار الواحد 2 وارتفاعه من متر ونصف إلى مترين. وبعد الانتهاء من البناء قم بكبس الذرة في هذين الجدارين.
- بعد ذلك عليك بفرش أرضية المكان الذي خصصته بالبلاستيك وضع عليه طبقة من حطب الذرة بعد فرمه او القش أو حتى التبن. وهذه الخطوة ضرورية لمنع دخول التربة إلى السيلاج وتلويثه، كما انها مهمة لامتصاص العصارة التي ستنتج وعن التخمير.
- وفي الخطوة الثالثة يجب تقطيع عيدان الذرة من خلال ماكينة خاصة لتقطيع الأعلاف. وبعد الفرم يجب عليك فرش الذرة المفرومة على شكل طبقات، وبين كل طبقة يجب رش القليل من كربونات الكالسيوم بنسبة 0.5 كغ لكل طن من سيلاج الذرة. وفي حالات أخرى يقوم المزارعين بإضافة محلول المولاس بعد تخفيفه بالماء.
- وبعد أن تنتهي من فرش طبقات الذرة عليك كبسها بشكلٍ محكم وهنا يمكنك استخدما جرار زراعي لضمان خلو الطبقات من الهواء. كما يجب عليك إضافة طبقة تبن على آخر طبقة من عيدان الذرة المفرومة وبعدها عليك تغطيته بالبلاستيك. وعليك الحرص بضغط الجوانب جيدًا. ويمكنك إضافة طبقة تراب بسماكة 20 سم على الأطراف لضمان الكبس بالشكل المطلوب.
- والخطوة الأخيرة هي ترك الكومة لمدة تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع. وبعد هذه المدة يمكنك فتح الكومة وأخذ الكمية المطلوبة لقوت الحيوانات اليومي وبعدها عليك إغلاق الكومة مرة أخرى.
خطوات صناعة السيلاج من البرسيم
أما بالنسبة للسيلاج المصنوع من البرسيم فهو أيضًا من أنواع الأعلاف ذات القيمة الغذائية العالية. ويحتاج تصنيعه بعض الخطوات البسيطة والتي سنقدمها لك فيما يلي:
- إن أول ما عليك التفكير به هو المكان المناسب الذي ستخزن به البرسيم. إما أنك ستحفر لتخزن محصولك أو ستبني جدارين كبيرين أو صومعة كما هو الحال في سيلاج الذرة.
- بعد تجهيز المكان المناسب عليك بفرش الأرض بالبلاستيك ووضع طبقة من التبن أو القش أو حتى حطب الذرة. وهذه الخطوة تهدف إلى حمايته من التلوث ولضمان امتصاص الكامل للعصارات الناتجة عن العملية.
- وبعد جني البرسيم عليك تركه ليجف بالشكل المطلوب، وإن كنت لا ترغب بانتظاره حتى يجف يمكنك خلطه مع بعض التبن أو حتى القش. فلكل طن من البرسيم ستحتاج إلى 50 أو 100 كغ من القش أو التبن.
- بعد ذلك يجب عليك تغطية البرسيم بالبلاستيك وضغطه بشكل محكم لمنع تسرب الهواء إليه. ومن المهم وضع طبقة من التراب على الأطراف لا تقل عن سماكة 20 سم.
- وما عليك بعدها إلى ترك البرسيم حتى يتخمر لمدة لا تقل عن 6 أسابيع ولا تزداد عن 8 أسابيع. وكما هو الحال بالنسبة لسيلاج الذرة عليك أخذ الكميات الكافية بشكل يومي وتغطية السيلاج مرة أخرى بشكل جيد.
ويمكننا اتباع هذه الطريقة لصناعة السيلاج من الفول السوادني والفول وحتى البسلة. ولكن هنا يجب الامتناع عن إضافة القش أو التبن حيث نكتفي بكبس الطبقات جيدًا فقط.
ما هي فوائد السيلاج
وقد ذكرنا البعض من هذه الفوائد في بداية المقال؛ إلا أن هناك العديد من الفوائد الأخرى التي لابد لنا من تقديمها لك والتي هي كالتالي:
- يساهم السيلاج في زيادة نسبة اللحم والدهن في الأبقار والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع نسبة إنتاج الألبان.
- كما أنه يساعد في زيادة نسبة العلف المركز وتعزيز الإنتاجية.
- ومن مميزات السيلاج حفاظه على البروتين والكاروتين مقارنةً مع الأعلاف الأخرى.
- وعند تحويل المحاصيل إلى أعلاف خلال عملية السيلاج فهذا يساعد على القضاء على السموم الموجودة فيها.
- لا يحتاج تخزين السيلاج إلى مساحات كبيرة فهو قابل للضغط والتخزين في حيز محدود.
- كما أنه متوافر على مدار العام وبتكلفة منخفضة.
- وهو من الأعلاف ذات القيمة الغذائية المرتفعة والطعمة التي تتقبلها جميع المواشي بشكل كبير.
- ويعتبر الأمان من أهم مميزات وفوائد السيلاج ففرصة اشتعاله وتعرضه للحريق معدومة.
- وعلاوة على ذلك فهو من الوسائل التي تساعد في حماية البيئة الزراعية من تلوثها عبر المخلفات الزراعية.
وعلى الرغم من فوائده الكثيرة إلا أنه من الجدير بالذكر أن بعض أنواع السيلاج قد تحتوي على الفطريات التي قد تؤذي الحيوانات ولكن فقط في حالة الإكثار منه. ولذلك من الضروري تقديمه للحيوانات بكيمات مدروسة ومعتدلة. وعند إطعامه للأبقار من الأفضل حليها قبل تقديمه لها.
وبهذا عزيزي القارئ أصبحت تعرف الآلية التي عليك اتباعها في صناعة السيلاج كما أصبحت تعرف طرق صناعة السيلاج من المحاصيل المختلفة. وإن كنت من أصحاب المواشي فغن السيلاج هو الغذاء الأنسب للمواشي التي تملكها نظرًا إلى القيم الغذائية المتوفرة فيه. وعلى الوجه الخصوص السيلاج المستخلص من محصول الذرة.