هل تريد أن تتعرف على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا؟ أو تود التعرف على المطبخ الفنلندي؟ أم هل تود معرفة كلًا منهما؟ لا داعي للبحث أكثر، فسوف يسرك أن تعلم أنك وصلت إلى المكان الصحيح. ففي هذا المقال سوف نأخذكم في جولةٍ إلى مطابخ فنلندا لنتعرف على تاريخها العريق والغني بالمواد الغذائية المتنوعة، ثم سوف نتحدث عن المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا، مع أشهر الأطباق التي يتم إعدادها من هذه المواد والمكونات. علاوة على ذلك، سوف نشرح لكم عن هذه المواد الغذائية وعن مصادر الحصول عليها. بناء على ذلك، إن كنت مهتمًا بهذا الموضوع الذي نقدمه في مقالنا الآتي، فقط تابع معنا القراءة.
لمحة عن المطبخ الفنلندي
في الحقيقة، يتميز المطبخ الفنلندي بجمعه بشكلٍ عام بين المأكولات الريفية التقليدية والمأكولات الراقية مع أسلوب الطبخ القارّي المعاصر. حيث كان أسلوب حياة وثقافة الفنلنديين يعتمد بشكلٍ أساسي على الزراعة في عصور ما قبل التاريخ. وعلى الرغم من ذلك، ففي البيئة القاسية والباردة لفنلندا، لم تكن الزراعة طريقة حياةٍ فعالةٍ جدًا. لذلك كان الحصول على الغذاء من الطبيعة غالبًا مصدر رزقٍ ثانوي عندما تفشل المحاصيل، ربما كانت الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.
بينما كانت المزارع تنتج نباتاتٍ مثل المحاصيل أو اللفت، وغالبًا ما كان لدى العائلات بعض حيوانات المزرعة للحصول على منتجات الألبان واللحوم. بالإضافة إلى ذلك، كان الصيد وخاصةً صيد الأسماك من الطرق المهمة للحصول على المزيد من البروتين. علاوة على ذلك، فإن المناخ القاسي للبلاد كان يعني أن الفواكه والخضروات الطازجة غير متوفرةٍ لمدة تسعة أشهرٍ على الأقل من العام. مما أدى إلى الاعتماد الشديد على الدرنات الأساسية (اللفت، ثم البطاطا) وخبز الجاودار الداكن.
من ناحية أخرى، يتم تحضير العديد من الأطباق التقليدية الفنلندية عن طريق طهيها لفترةٍ طويلةٍ في الفرن، مما ينتج عنه أطباقًا شهية. فلقد تحولت بساطة الطعام الفنلندي التقليدي إلى ميزةٍ من خلال تحويل التركيز إلى النضارة. حيث تمزج المطاعم الفنلندية الحديثة بين المنتجات الفنلندية عالية الجودة وتقنيات الطبخ القارية.
وعلى الرغم من أن محلات السوبر ماركت والمطاعم الفنلندية تقدم الآن مجموعةً متنوعةً من الأطعمة من جميع أنحاء العالم، إلا أن الوصفات الفنلندية تميل إلى تفضيل المكونات الطازجة على الأطعمة المعلبة والمخللة، حيث تتوفر الخضروات، والأسماك، واللحوم الطازجة على مدار العام.
من جهة أخرى، إن المطبخ الفنلندي يشبه المطبخ السويدي، وهناك العديد من الأطباق السويدية الشائعة في فنلندا. بينما يتمثل الاختلاف بينهما في تفضيل الفنلنديين للأطعمة غير المحلاة. على سبيل المثال، إن خبز الجاودار السويدي التقليدي يحتوي على الكثير من السكر والتوابل، أما خبز الجاودار الفنلندي غير مُحلى، بل ومُر. كما يحمل المطبخ الفنلندي أيضًا بعض التشابه مع المأكولات الألمانية والروسية.
المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا
في الواقع، تلعب الأسماك واللحوم (عادةً لحم الخنزير أو لحم البقر أو الرنة) دورًا بارزًا في الأطباق الفنلندية التقليدية في بعض أجزاء البلاد. بينما تضم الأطباق في أماكن أخرى تقليديًا أنواعًا مختلفة من الخضار والفطر.
غالبًا ما تستخدم الأطعمة الفنلندية منتجات الحنطة الكاملة (الجاودار، والشعير، والشوفان) والتوت (مثل التوت البري، والتوت السحابي، ونبق البحر).
كما يشيع استخدام الحليب ومشتقاته، مثل: اللبن الرائب كطعامٍ أو شرابٍ أو في وصفات مختلفة. علاوة على ذلك، كان اللفت المتنوع شائعًا في الطبخ التقليدي، ولكن تم استبداله بالبطاطس بعد تقديمها في القرن الثامن عشر. بناء على ذلك، دعونا نتعرف على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا:
- اللحوم.
- التوت.
- الأسماك.
- الفطر.
- الخبز.
- العصيدة.
- المشروبات.
اقرأ أيضًا: المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في الدنمارك
اللحوم من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا
في الواقع، يحب الفنلنديون تناول النقانق المشوية في فصل الصيف. كما يحبون الصيد، مما يجعلهم من محبي تناول اللحوم بشكلٍ كبير. ففي عام 2005، بلغت نسبة تناول الأفراد للحوم على الشكل التالي:
- 5 كيلوجرام للفرد من لحم الخنزير سنويًا.
- 6 كيلوجرام للفرد من لحم البقر سنويًا.
- 3 كيلوجرام للفرد من الدجاج سنويًا.
من ناحية أخرى، تشكل لحوم الخيول ولحم الضأن والرنة جزءًا صغيرًا من إجمالي استهلاك اللحوم، ولكنها متوفرة على نطاق واسع. بالإضافة إلى الحيوانات الأليفة، هناك تقاليد عريقةٌ في الصيد وصيد الأسماك في فنلندا. حيث يركز الصيادون على الغزلان والموظ والدب. بينما تحظى الحيوانات الصغيرة، مثل: الأرنب، والبط، والطيهوج بشعبيةٍ كبيرة.
علاوة على ذلك، يتم إعدام ما بين سبعين ألف إلى ثمانين ألف حيوان موظ سنويًا لإنتاج كمياتٍ كبيرةٍ من اللحوم. وبناء على لوائح نظافة الطعام الصارمة للغاية، يتم استهلاك لحم الموس بشكلٍ أساسي داخل المنازل، ونادرًا ما يتم الحصول عليه في المطاعم.
شاهد أيضًا: المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في تشيك
التوت من أكثر المواد الغذائية استهلاكا في فنلندا
كما نعلم، يتميز التوت البري في القطب الشمالي بشكلٍ مميزٍ في المطبخ الفنلندي بنكهته القوية ومحتواه العالي من العناصر الغذائية. تقليديًا، كانت تؤكل طازجةً في الصيف وتجفف في أوقاتٍ أخرى من العام.
بينما لا يزال من الشائع جدًا الذهاب لقطف التوت مباشرةً من الغابات. في الواقع، إن التوت البري له الحرية في قطفه في أي غابةٍ، حكوميةٍ كانت أو خاصة، إلا على مقربةٍ من المساكن من أجل حرية التجول. لقد تم العثور على توت العليق البري (الليمونبيري) والتوت البري في كل جزءٍ تقريبًا من فنلندا. بينما تنمو التوت البري، وتوت العليق، والعنب القطبي الشمالي، ونبق البحر في مناطق محدودة أكثر.
من ناحية أخرى، إن الفراولة البرية ذات النكهة القوية (metsämansikka) هي طعامٌ شهي موسمي يزين الكعك، يقدم بمفرده مع الكريمة أو مع الآيس كريم. كما تحظى الفراولة المستزرعة ببعض الشهرة أيضًا. علاوة على ذلك، لم يعد يتم تجفيف التوت للاستهلاك الشتوي في أيامنا الحالية، ولكنه عادةً ما يتم تجميده. كما يمكن استخدامها كمكوناتٍ، أو تناولها بمفردها. على سبيل المثال، مع العصيدة والسكر، كيسيل (حساء حلو من عصير التوت والتوت مع نشا البطاطس) هو حلوى شائعة.
كما تعد عصائر ومربى التوت محلية الصنع شائعةً، خاصةً بين كبار السن. في حين أن التوت غالبًا ما يستخدم في الحلويات، إلا أنه يتم تقديمه أيضًا مع اللحوم، وخاصةً نكهة عنب العنب الحامض. بالإضافة إلى ذلك، كثيرًا ما يتم استخدام التوت البري في المطبخ الفنلندي كمكوِّن، مثل فطيرة التوت. ويُقدم أيضًا مع الكريمة أو الآيس كريم. كما يتم استخدامها فوق أطباق الفيليه وغيرها من أطباق الزبادي غالبًا.
اقرأ أيضًا: المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في بلغاريا
الأسماك من أكثر المواد الغذائية استهلاكا في فنلندا
في الأيام القديمة، وحتى الآن كانت البحيرات والأنهار في فنلندا وبحر البلطيق توفر العديد من الفرص لصيد الأسماك. ولطالما كانت الأسماك مصدرًا مهمًا للبروتين. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الطرق لتحضير الأسماك، بما في ذلك القلي، والسلق، والتجفيف، والتمليح، والتخمير، والتدخين البارد أو ببساطة تقطيع أسماك البحر إلى شرائح وتناولها نيئة. ومن أشهر أنواع الأسماك أو طرق تناولها في فنلندا:
- فريسندس المقلية: هو طعامٌ شهي في فصل الصيف في فنلندا، حيث يُقلى السمك، ويقدم ويؤكل كاملًا، وعادةً ما يكون مصحوبًا بصلصة الثوم.
- الرنجة المقلية: هي طبقٌ فنلندي مشهورٌ وصحي، عادةً ما تكون مصحوبة بالبطاطا المسلوقة أو المهروسة.
- السلمون هو خيارٌ شائع، مثل سمك السلمون المدخن البارد أو lox أو يقدم نيئًا مع عصير الليمون
- بطارخ السمك الأبيض والبطارخ هما من الأطباق الفنلندية الشهية التي تُقدم فوق الخبز المحمص أو مع البليني.
- جراد البحر المتوفر في العديد من البحيرات والجداول في فنلندا، وغالبًا ما ينظم السكان الناطقون باللغة السويدية حفلات تتمحور حول تناول جراد البحر وشربه.
من ناحية أخرى، فمن الشائع تدخين أي نوع من الأسماك، مثل: السلمون، الزاندر، البايك، الفرخ والرنجة البلطيقية. علاوة على ذلك، هناك العديد من أنماط الرنجة المخللة، وهي مقبلات شائعة ويتم تقديمها أيضًا في منتصف الصيف مصحوبة ببطاطا صغيرة. والتي تسمى Uusiperuna Nypotatis وتعني “البطاطس الجديدة”، وعادةً ما تكون أول حصادٍ من البطاطس.
شاهد أيضًا: المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في الهند
الفطر من أكثر المواد الغذائية استهلاكا في فنلندا
في الواقع، تنمو أنواعٌ مختلفةٌ من عيش الغراب بكثرةٍ في الغابات الفنلندية، وتبدأ المورلات الكاذبة الموسم في الربيع، وتستخدم في الأطباق الدسمة. كما تظهر Chanterelles وceps بعد منتصف الصيف وتحظى بشعبيةٍ في جميع أنحاء البلاد. بينما في شرق فنلندا يتم استهلاك جميع الفطريات الصالحة للأكل تقريبًا، بما في ذلك Milkcaps وrussulas.
ومن ناحية أخرى، تأتي معظم وصفات عيش الغراب من روسيا، حيث استخدم الفنلنديون الفطر في تلوين الأقمشة بدلًا من استخدامه كطعام. بينما اليوم، يستخدم الفطر في فنلندا لتحضير الحساء والصلصات واليخنات وحشوات الفطائر أو ببساطة مقلي في مقلاة مع البصل كطبقٍ جانبي. علاوة على ذلك، يتم حفظها لفصل الشتاء عن طريق التخليل أو التجفيف. كما يعد صيد الفطر نشاطًا شائعًا في الهواء الطلق بين الفنلنديين تمامًا مثل قطف التوت.
اقرأ أيضًا: المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في كندا
في الختام، يسرنا أن نعلم فيما إذا كانت المعلومات التي قدمناها لكم في مقالنا عن المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في فنلندا قد أفادتكم في التعرف على ثقافة هذا البلد وغناه بالمواد الغذائية المتنوعة.