التسويق مصطلح تجاري، وهو وليد العملية التجارية القائمة بين الزبون والتاجر. إذ تخضع هذه العملية إلى العديد من الأسس الثابتة أو المبتكرة لتحقيق الهدف النهائي للتسويق وهو إقناع الزبون بالشراء. وتتنوع أساليب التسويق حيث نجد المزيج التجاري المزيج التسويقي Marketing Mix تعريف المفهوم الحديث.
تختلف وجهات نظر المسوقين في تحديد الأسلوب الأمثل لإدارة عملية التسويق. فمنهم من يرى أن نجاح التسويق يعتمد على المنتج بحد ذاته. بينما يرى آخرون أن التسويق الناجح يرتبط بشكل أساسي بالعميل، وهنا يبرز مفهوم التسويق الحديث. وقد سمي المزيج التسويقي بهذا الاسم كونه يتكون من عدة عناصر تتحكم في نجاحه أو فشله. وسنتعرف في مقالنا التالي على المزيج التجاري المزيج التسويقي Marketing Mix تعريف المفهوم الحديث.
ما هو المزيج التجاري المزيج التسويقي Marketing Mix
يشير المزيج التسويقي Marketing Mix إلى مجموعة الإجراءات أو التكتيكات التي تستخدمها الشركة للترويج لعلامتها التجارية أو منتجها في السوق. يولي هذا النوع من التسويق للمنتج Product أهمية كبيرة. ويتشكل المزيج التسويقي بشكل أساسي من السعر والمنتج والترويج والمكان، لذلك يشار إليه بالاختصار 4Ps. وقد أضيفت غلى المزيج التسويقي لاحقًا عناصر أخرى، مثل: التعبئة، والتغليف، وتحديد المواقع، وسياسة التسويق، لإضافة المزيد من الحيوية على المصطلح.
عناصر المزيج التجاري المزيج التسويقي
تتنوع استراتيجيات المزيج التسويقي الخدمي Marketing Mix تبعًا لعناصر المزيج التسويقي والذي يتكون عمومًا من أربعة عناصر أساسية، تشكل حجر الأساس في عملية التسويق. إذ لا يمكن الاستغناء عن أي عنصر حتى تحقق عملية التسويق الهدف المرجو منها. وفيما يلي نستعرض العناصر الأساسية للمزيج التسويقي:
- السعر: يشير إلى قيمة المنتج. وهو المبلغ المدفوع من قبل الزبون للتمتع بالمنتج والاستفادة منه. ويعتمد السعر على تكاليف الإنتاج، والقطاع المستهدف، وقدرة السوق على الدفع، والعرض والطلب ومجموعة من العوامل الأخرى المباشرة وغير المباشرة. ويمكن أن يكون هناك عدة أنواع من استراتيجيات التسعير، كل منها مرتبط بخطة عمل شاملة. كما يحدد السعر أرباح الشركة ونجاحها.
- المنتج: يشير إلى العنصر الذي يتم بيعه بالفعل. ويجب أن يقدم المنتج الحد الأدنى من مستوى الأداء، وإلا فإن أفضل عمل على العناصر الأخرى للمزيج التسويقي لن يجدي نفعًا. ويمتلك المنتج دورة حياة ثابتة تشمل مرحلة النمو، ثم النضوج، ثم مرحلة تراجع المبيعات، لذلك يجب طرح أشكال جديدة للمنتج عند الوصول إلى مرحلة التراجع في المبيعات لتحفيز الطلب من جديد.
- المكان: يشير إلى نقطة البيع. ويعد جذب انتباه المستهلك، وتسهيل شرائه باتباع استراتيجية المكان هو الهدف الرئيسي للتوزيع الجيد. ويعتبر تجار التجزئة أن الموقع الصحيح هو شعار تجارة التجزئة الناجحة.
- الترويج: يعزز التسويق الترويجي سمعة الشركة ويساعدها على زيادة مبيعاتها. ويشير الترويج إلى مجموع الأنشطة المقدمة لجعل المنتج أو الخدمة معروفًا للمستخدم والتجار. ويمكن أن يشمل ذلك الإعلان، التقارير الصحفية، الحوافز، والعمولات.
أهمية المزيج التجاري المزيج التسويقي Marketing Mix
تؤثر جميع عناصر المزيج التسويقي على بعضها البعض. إذ يشكلون خطة عمل الشركة، ويعد التعامل الصحيح مع عناصر المزيج التسويقي أساسًا لنجاح الشركة. إلا أن التعامل معها بشكل خاطئ قد يستغرق سنوات للتعافي. كما يحتاج المزيج التسويقي إلى الكثير من الفهم وأبحاث السوق والتشاور مع العديد من الأشخاص و المستخدمين والتجار والمصنعين وغيرهم من الأشخاص الآخرين.
تعريف المفهوم الحديث للتسويق
هو نموذج تسويقي مطور من المزيج التسويقي التقليدي 4P. طور المزيج التسويقي الحديث 4C بواسطة “روبرت لوتربورن” في عام 1990، وهو ليس جزءًا من المزيج التسويقي التقليدي وإنما تعديل وامتداد له. إذ حول هذا النموذج التركيز من المنتج Product إلى العميل أو الزبون Customer. نظرًا لأنه أصبح من الأهمية بمكان أن تستخدم المؤسسات التفكير “من الخارج إلى الداخل” من خلال التركيز على احتياجات العملاء ورغباتهم، بدلًا من أهدافهم الخاصة عند تطوير استراتيجياتهم وبرامجهم التسويقية.
عناصر المفهوم الحديث للتسويق
تتخذ عناصر المزيج التسويقي الحديث منحىً آخرًا مغايرًا للمفهوم التسويقي التقليدي Marketing Mix. حيث تعتبر العميل هو أساس التسويق الناجح. وفيما يلي نذكر أهم عناصر المزيج التسويقي:
- التكلفة: تحل التكلفة محل السعر في المزيج التسويقي القديم، من خلال التأكيد على التحول نحو استراتيجية تسويق حديث يركز على المستهلك. ويراعي المفهوم الحديث للتسويق أن “التكلفة” لها منظور أوسع من مجرد المال. تتضمن التكلفة الوقت والجهد والتوتر وعوامل الراحة. لذلك، يمكن للشركة تقليل تكاليف الحصول على المنتج للمستهلك عن طريق تسهيل الحصول على منتجهم. لذلك اعتبرت التكلفة من أهم عناصر المزيج التسويقي الحديث.
- العميل: يولي المفهوم الحديث للنموذج التسويقي العميل الأهمية الأساسية بدلًا من المنتج في النموذج القديم. إذ يرى أن التركيز على احتياجات ومتطلبات العملاء يحقق التسويق الناحج. أما في المزيج التسويقي القديم، كانت الشركات تنتج منتجات يسهل تصنيعها أو تكون منخفضة التكلفة، ثم تحاول الترويج المكثف لهذه المنتجات في الأسواق. وفي المفهوم الحديث نجد أن القيمة التي يوفرها منتج أو خدمة معينة للعميل هي ما يحدد موقع المؤسسة في السوق.
- الراحة: يرى المفهوم الحديث للتسويق أن راحة العميل تشكل عامل الجذب الأساسي للشركات للتعامل معها وشراء منتجاتها. لذلك تحتاج الشركات إلى النظر في الطريقة الأكثر ملاءمة لإيصال منتجاتها إلى المستهلك النهائي. ومن هنا لاقت التجارة الإلكترونية نجاحًا كبيرًا، حيث أصبح بإمكان العملاء التسوق من منازلهم دون أدنى جهد، بينما تتكفل الشركات بإيصال مشترياتهم إلى المنزل.
- التواصل: يعد من أهم عناصر التسويق الحديث، وهو يشير إلى “الترويج” في المزيج التسويقي التقليدي. وتميل معظم كتب التسويق الحالية إلى استخدام كلمات “التواصل التسويقي المتكامل”، بدلًا من الترويج. حيث أن الترويج يعتمد على التلاعب، ولكن التواصل يعتمد على التعاون. لذلك يجب على المسوقين أن يقوموا بحوار مفتوح مع الزبائن المحتملين بناءً على احتياجاتهم ورغباتهم.
في ختام المقال، وبعد أن تعرفنا على المزيج التجاري المزيج التسويقي Marketing Mix تعريف المفهوم الحديث، نجد اختلافًا كبيرًا بين المفاهيم الحديثة والتقليدية للتسويق. وهذا أمر طبيعي مع التقدم التكنولوجي الكبير في كافة مجالات الحياة، إذ لابد للتسويق من أن يغير من شكله وأسلوبه كي يتماشى مع متطلبات عصره.