صناديق الاستثمار؛ إن الفكرة الأساسية لصَناديق الاستثمَار تقترب بشكل كبير من فكرة الأوعية الادخارية متعددة القوائم المتاحة من خلال صندوق توفير الهيئة القومية للبريد أوالوحدات المصرفية المختلفة. ولكن ما يميزها هي المحددات التي تم صدورها بواسطة القانون رقم 95 لسنة 1992، ولائحته التنفيذية على صَناديق الاستثمَار، سواء من حيث شكل الصندوق القانوني أو مجالات استثماره وإدارته. وفي هذا المقال، سوف نحلل صناديق الاستثمار من خلال إيضاح ماهية الاستثمار ومخاطره، ثم ننتقل للحديث عن صَناديق الاستثمَار، تعريفها، تاريخها، وكيفية عملها.

ما هو الاستثمار واستراتيجياته

صناديق الاستثمار وقبل الحديث عنها ينبغي القول الاستثمار هو أحد مكونات الطلب الفعال، فهو يأتي جانباً للاستهلاك أيضاً، كما أنه بمثابة إضافة للثروات المتراكمة. فقد يساعدك القيام بالاستثمار على زيادة رأس مالك أو المحافظة عليه. وهناك استراتيجيتان للاستثمار، وهما:

  • استراتيجية حذرة: تهدف لتحقيق الربح ببطء من استثمار مرتفع الخطورة، لذلك تكون استراتيجية حذرة وبطيئة للغاية.
  • استراتيجية نشطة: تهدف لتحقيق الربح بسرعة من خلال المضاربة على الأوراق المالية.

ويتم اختيار أحد الاستراتيجيتن بناءاً على عاملين، عامل التكلفة، حيث تتحمل الاستراتيجية النشطة تكلفة أكبر من الاستراتيجية الحذرة، وعامل التنويع، أيضاً حيث أن الاستراتيجية النشطة أقل تنوعاً من الاستراتيجية الحذرة.

ما هي صناديق الاستثمار

تُعرف صناديق الاستثمار بأنها برنامج استثماري مشترك يهدف لإتاحة الفرص أمام المستثمرين للمشاركة الجماعية في الحصول على أرباح ذلك البرنامج الذي يتم إدارته بواسطة مدير ذي خبرة مقابل رسوم معي

يرجع تاريخ الصناديق الاستثمارية ونشأتها إلى ظهور شركات الاستثمار في القرن 19 في هولندا، ثم بعد ذلك انتقلت لفرنسا ثم بريطانيا، والتي كانت في مقدمة الدول الصناعية. وبدأ ظهور صناديق الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الثلاثينات من القرن السابق، وتم إصدار قانون خاص لتنظيم الصَناديق الاستثمارية من حيث النشأة والإدارة في عام 1940، والذي عُرف من لحظتها بقانون شركات الاستثمَار.

تحليل صناديق الاستثمار

صناديق الاستثمار بمثابة وعاء مالي يمتلكه عدد ضخم من المستثمرين. يكون رأس مال الصندوق عدد من ملايين الجنيهات، كما أنه يُدار بواسطة متخصصين، فهذا النوع من الصَناديق من أكثر الطرف مناسبة للمسَتثمرين الصِغار، وذلك لكون إدارته تتم من خلال متخصصين ومحترفين في التداول بالبورصة.

يقوم المتخصصون باتخاذ قرار الشراء أو البيع للعديد من الأسهم أو السندات المختلفة ويضعونها في محفظة واحدة. ومن ثم يحصل المساهم في الصندوق على ميزة التنويع، والتي يترتب عليها تقليل المخاطرة بدرجة كبيرة. كما يصدر الصندوق أوراقاً مالية متنوعة في شكل وثائق استثمارية اسمية ذات قيمة واحدة، وذلك في مقابل الحصول على أموال المستثمرين.

تزداد أو تنقص قيمة استثماراتك بالصندوق وفقاً لزيادة أو انخفاض أسعار الأسهم والسندات التي يتكون منها الصندوق. كما أن عائد الصندوق يعتمد بشكل أساسي على عاملين رئيسيين، نسبة الزيادة في سعر الوثيقة والتوزيع النقدي الذي يقوم مدير الصندوق بتحديده.

كيفية عمل صناديق الاستثمار

تتيح طريقة صناديق الاستثمار للمتعاملين بها باستثمار مبالغ قليلة، كما أن لها نسبة سيولة عالية تسمح ببيع الوثائق. وذلك وفقا للشروط الخاصة بالصندوق. كما أنه أيضاً لا يسمح لك بأي تحكم، فلا يمكنك توجيهها. لذلك يُنصح بحُسن اختيار مدير الصندوق الذي هو بمثابة القائد. والذي يجب أن يكون متخصصاً خبيراً تثق فيه بدرجة معقولة. لذا تحرِّ الدقة قبل بدء الاستثمَار في صناديق الاستثمار.

تقوم صناديق الاستثمار باستثمار أموال حملة وثائق تلك الصنَاديق في أسهم وسندات وأوراق مالية أخرى. فكما ذكرنا من قبل بأن صنَاديق الاستثمَار هي الوعاء الذي يضم بحوزته عدد من الأوراق المالية المختلفة. كما أنه قد يتم استثمار جزء منها في شكل ودائع بنكية.

وأيضاً يمكن أن يتم الاحتفاظ بجزء منها في شكل أموال سائلة (نقدية). وكل ذلك ليس عاماً. بل يتم تحديده وفقاً لكل نوع من أنواع صناديق الاستثمار والسياسة الاستثمارية التي تم تحديدها سابقاً. ويمكنك تقييم أداء صندوق الاستثمار من خلال معرفة المخاطر الفعلية لصَناديق الاستثمَار. وأيضاً مراجعة العوائد التي حققها الصندوق في السنوات العشر الأخيرة. ومقارنة نسبة التغير في صافي قيمة وثيقة الاستثمار مع نسبة التغير في بعض مؤشرات السوق خلال نفس الفترة. وأثناء المقارنة، يجب الأخذ في الاعتبار أهداف صَناديق الاستثمَار، فلا تقارن بين صندوقين ليس لهما نفس الأهداف.

بذلك وصلنا على نهاية مقالنا الذي كان عن صناديق الاستثمار. كما نأمل أن تكون معلوماتنا قد أفادتكم.