قبل التّعرف على الشموع اليابانية وكيفية حسابها، لابدّ أن نعرف المقصود بالشموع اليابانية. الشموع اليابانية هي نوع من الرسوم، ربّما يعود استخدامها إلى العصور الوسطى، حيث كان التجار الشرقيون يعتمدونها من أجل تتبّع أسعار الأرز. فالشموع اليابانية تعطي معلومات حول حركة الأسعار، وعمليات افتتاح واختتام الصفقات. إضافًة إلى أنّها تبيّن الحدّ الأدنى، والحدّ الأعلى للأسعار في إطارٍ زمنيٍّ محدّد. إذا ارتفعت الأسعار، فإنّ جسم الشمعة يتحوّل إلى اللون الأبيض، أو يترك فارغًا. أمّا في حال انخفضت الأسعار، فإنّ جسم الشمعة يتلوّن بالأسود، أو بأيّ لونٍ آخر. وإن كانت الشموع المتزايدة في الرسم البياني لها لون الخلفية. وعلى هذا فإنّ تحليل الشمعة اليابانية، يسمح للتاجر أن يفهم تغيّر الأسعار خلال فترة زمنية محدّدة، ومعايير الانخفاضات والارتفاعات تمثل مجموعة كاملة من تقلبات الشمعة. كما تشير إلى تغيرات حقيقية في العملات والأسعار.
لا بدّ وقبل القيام بحساب الشموع اليابانية أن يكون المحلّل ملمًّا بها، ويقدم عليها بشكلٍ سليمٍ، لأنّها تعتبر الخطوة الأكثر أهميّة، ففيها يقوم المتداول ببناء أفكاره وتحليلاته. فإن كان في بنائه عيب، هذا سينعكس سلبًا عليه، ويضيع جهده في عمليات التداول بالعملات الأجنبية. وهنا لا بدّ من الحديث عن تشارلز داو الذي قام بوضع طريقة لقراءة الشموع اليابانية، استنادًا إلى أفكاره الرائعة في هذا المجال. لذلك كان على المحلّل أن يركّز على طريقته في كيفية قراءة الأسعار الخاصة بالإغلاق. وخاصة ما يسمى إغلاق الفريم اليومي، وقد وضع تشارلز داو طريقتين لحساب الشموع اليابانية.
الشموع اليابانية وكيفية حسابها
الشموع اليابانية وكيفية حسابها بالطرق العادية
من يقوم بحساب الشموع اليابانية بالطرق العادية، يجد أنّ فكرتها تقوم على قراءة المركز الخاص بإقفال الشمعة. لذلك كان على من يرغب بحساب الشموع اليابانية بالطرق العادية، أن يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أمور وهي:
- المقارنة بين المكان الخاص بإقفال الشمعة، المنطقة التي تحتوي الظلّ العلوي. وهنا لا بدّ من طرح السّؤالين التّاليين من قبل المحلّل: هل كان إغلاق الشمعة هو الأعلى من سعر فتحها، ويتواجد عند قمة الظلّ العلوي؟ أم أنّ سعر الإغلاق الخاص بالشمعة كان أعلى من سعر الفتح الخاص، ويقترب من الظلّ العلوي.
- والقيام بمقارنة المكان الخاص بإقفال الشمعة، وذلك في منطقة ظلّها السّفلي، لذلك كان على المحلّل طرح السؤالين التاليين: هل كان الإغلاق الخاص بالشمعة أدنى من سعر فتحها، ويتواجد عند منطقة القاع من الظلّ السّفلي؟ أم أنّ سعر الإغلاق الخاص بالشمعة كان أدنى من سعر فتحها، ويقترب من ظلّها السفلي.
- المقارنة بين المكان الخاص بإقفال الشمعة مع سعر فتحها، وهنا لا بدّ من طرح ثلاثة أسئلة: هل سعر الإغلاق الخاص بالشمعة يماثل سعر الفتح ؟ أم هو أعلى من سعر الفتح ؟ أم أقلّ من سعر الفتح.
الشموع اليابانية وكيفية حسابها بالطريقة الاحترافية
باعتماد المحلّل على هذه الطريقة، يتمكّن من تحديد المكان الدقيق لسعر الإقفال، بشكلٍ أفضل من الطرق العادية، بما توفّره له من وقت، لأنّه باعتماده على هذه الطريقة، يكون قادرًا على حسم الأمر، من خلال إخباره عن الذي حسم الجولات، وما هي نوعيّته هل هو بائع أم مشتري؟ إضافةً إلى المعلومات التي تقدّمها له، وهل تمّ حسم عملية التداول؟ أم أنّها مستمرّة؟ والطريقة الاحترافية ماهي إلّا مرحلة مهمّة، حيث يقوم المحلّل بها على تقسيم الشمعة إلى ثلاثة أجزاء. وهي الجزء الأول هو العلوي، والثاني في المنتصف، والثالث هو الجزء السفلي. وبذلك يستطيع المحلّل أن يحسب الشموع اليابانية بغاية السهولة والدقة، وحساب الشموع اليابانية بهذه الطريقة يتمّ على النّحو الآتي:
- حالة الإغلاق في الجزء العلوي: والمقصود بذلك أنّ المشتري قام بحسم جولة التداول لصالحه، فكلّما كان السعر الخاص بالإغلاق قريبًا من الظلّ العلوي الشمعة اليابانية، كان فوزه كبيرًا. وينعكس هذا على باقي المشترين، وهذا ما يسمى بـ (الثور نطح الدب).
- وحالة الإغلاق في الجزء السفلي: عندما يكون سعر الإغلاق الخاص بالشمعة قريبًا من الجزء السفلي. فإنّ هذا دليل على أنّ البائع قد حسم الجولة الخاصة بتداول العملات لصالحه. وكلّما كان المكان الخاص بالإغلاق يقترب من الجزء السفلي للشمعة، كان الفوز الساحق من نصيب البائعين، وهذا ما يطلق عليه (الدّب دهس الثور).
- حالة الإغلاق في المنتصف: في هذه الحالة يعني أنّه لن يتمّ حسم الجولة بعد لأيّ طرفٍ، كان بائع أو مشتري. وفي هذه الحالة يكون البائعون والمشترون قد حققوا أرباحًا، ولكنّهم في شك وارتباك من بعضهم البعض، وهذا ما يسمى (الثور والدب خائفين من بعضهم). وعلى هذا فالمعادلة الحسابية لحساب الشموع اليابانية تكون على الآتي: حساب العدد الخاص بالنقاط ما بين الجزء العلوي، والسفلي ثمّ تقسيم الناتج على ثلاثة.
أنواع الشموع اليابانية
- الشمعة الخضراء الطويلة: وهذا النّوع من الشموع يشير إلى أنّ أحد المشتركين قد فاز، وبإمكانه أن يسيطر على السوق بأكمله.
- الشّمعة الخضراء أو الحمراء القصيرة: وهذا من النوع من الشموع اليابانية يعبّر عن المدى التجاري الذي يتصف بالصغىر. والذي لا يلاقى اهتمامًا خلال عملية التداول.
- الشمعة ذات الظلّ الطويل بأسفلها: وهذا النوع يدلّ على أنّ أحد البائعين قد سيطر، ولكن مجموعة من المشترين وقفوا أمامه بشدة. ولم يتمكّن من تحقيق أي ربح.
- الشمعة ذات الظل العالي الطويل: هذا النوع يدلّ على أنّ أحد المشترين استطاع السيطرة على السوق ولكن البائعين لم يمكّنوه من أن ينتصر.
- والشّمعة ذات الظل الأعلى الطويل و الظل الأسفل الطويل: وهذا يدلّ على أنّ حركة التجارة تجري بشكل قويّ بين البائعين والمشترين. ولكن لا نصر لأحد على الآخر.
بهذا نكون قد سلطنا الضوء على الشموع اليابانية وكيفية حسابها. لعلّ من يقرأ هذا المقال، يجد فيه ما يحبّ معرفته عن تلك الشموع ويكون مادة دسمة بين يديه. فهي مجال غني جدًا لكل من يود الانخراط في سوق الأوراق والتدول والمضاربات وغيرها.