انتشر البيع الإلكتروني في سوريا، كغيرها من دول العالم كخيار أكثر سهولةً للمستهلك وأكثر ربحًا للتاجر الذي يعرض بضاعته على مدار الساعة واصلًا لها إلى زبائن أكثر. ولكن بالطبع، كان لسوريا بسبب وضعها الاقتصادي والسياسي، تجربتها الخاصة في هذا المجال. لذلك سنتحدث اليوم عن حركة البيع والشراء الإلكتروني في سوريا بالإضافة إلى ذكر أكثر المنتجات مبيعًا أون لاين في سوريا.
البيع أون لاين في سوريا
فتح الإنترنت المجال أمام الكثير من التجار لمزاولة نشاطهم التجاري في الأسواق الإلكترونية، خصوصًا بسبب انخفاض تكاليفها أمام تكلفة بناء متجر تقليدي. وبالطبع يرتبط نمو الأسواق الإلكترونية بنمو الإنترنت وبنمو تقنيات أنظمة الدفع وضمان أمنها. وبالرغم من أن البنية التحتية لهذه الأسواق في سوريا ما زالت طور النمو إلا أن هذا لم يمنع أن تطرق هذه التجربة أبوابنا على شكل متاجر إلكترونية محلية، يقتصر نشاطها على بعض السلع والمنتجات.
يوجد في سوريا اليوم عدة متاجر إلكترونية تبيع المنتجات أون لاين من خلال تطبيق على الجوال أو موقع إلكتروني أو حتى مجموعة على موقع التواصل الإلكتروني فيسبوك. وقد نشطت حركة التجارة الإلكترونية في سوريا، كما غيرها من دول العالم في جائحة كورونا والحجر الصحي الذي ترافق معها. حيث ملأت تلك المتاجر الإلكترونية المحلية فجوة غياب المتاجر الإلكترونية العالمية مثل أمازون وإيباي وغيرها، وخلقت بديلًا محليًا موجهًا للمواطن السوري.
أهم المتاجر الإلكترونية في سوريا
كما ذكرنا سابقًا فقد نشطت متاجر في الفضاء الإلكتروني للمستهلك السوري. وأصبح من السهل جدًا الدخول إلى تلك المتاجر والطلب منها، حيث تقدم معظمها خدمة التوصيل المجاني إلى أقرب نقطة إلى المستهلك، ويكون الدفع بشكل مباشر عند التوصيل، على عكس دول العالم التي ينشط فيها الدفع الإلكتروني.
لا يوجد العديد من المتاجر الإلكترونية الكبيرة في السوق السورية، بل تقتصر على تجارب صغيرة تنشط في المحافظات الرئيسية كدمشق وحلب واللاذقية بشكل خاص. وأهم تلك المتاجر التي تملك تطبيقًا وموقعًا إلكترونيًا هي:
متجر DigiShi في سوريا
تأسس المتجر عام 2019 من قبل مجموعة من الشباب السوري المختصين بالتسويق الإلكتروني وإدارة الأعمال. واسم المتجر هو اختصار لكلمتي “ديجيتال” و”شيء” أي يمكنك أن تتسوق أي شيء بشكل إلكتروني. ويضم المتجر أقسامًا متنوعةًا من المنتجات من الملابس، والأجهزة الإلكترونية، ومعدات المطبخ.
متجر Souriamall في سوريا
أول مول أون لاين مختص بالموضة والأزياء في سوريا. يضم سوريامول العديد من المنتجات الوطنية الصنع من مختلف الفئات كالأزياء، والأحذية والإكسسوارات، والحقائب، والمجوهرات، وغيرها. كما يعمل كموقع للبيع بالتجزئة حيث يعرض ويبيع رواد الصناعة والتجارة السورية من مختلف المحافظات منتجاتهم مباشرةً للمستهلك عن طريقه.
يسمح المتجر بالدفع عبر الإنترنت أو نقدًا عند الاستلام مع إمكانية الطلب على الهاتف. يقع مقره الرئيسي في حلب ويملك مكاتب تجاريةً في كل من دمشق وحمص وحماه واللاذقية.
متجر Btmoon في سوريا
وهو تطبيق وموقع تجارة إلكترونية سوري، تأسس عام 2018. يعرض أكثر من 8000 منتج من مختلف الماركات المحلية لمختلف المنتجات مثل: الأجهزة المنزلية، والإلكترونيات، والملابس، وغيرها. يقدم خدمات التوصيل في دمشق وريفها مع إمكانية الدفع نقدًا عند الاستلام.
أكثر المنتجات مبيعًا أون لاين في سوريا
يقتصر جمهور التجارة الإلكترونية في سوريا على الشباب الذي يهتم بشراء الملابس والإكسسوارات والأجهزة الإلكترونية بشكل عام. لذا من الطبيعي أن تكون هذه هي المنتجات الأكثر مبيعًا في سوريا، وخصوصًا مع تراجع القيمة الشرائية للعملة السورية، الأمر الذي دفع المستهلك إلى التركيز على تأمين الاحتياجات الأساسية للمعيشة بشكل خاص.
ولكن يمكن القول إن معظم عمليات البيع والشراء الإلكتروني تجري في إطار المنتجات التالية:
- الملابس: يشارك الشعب السوري العالم حبه للتأنق ومتابعة الموضة. لذا نرى الشباب يبحثون عن الملابس المميزة في الأسواق والمتاجر الإلكترونية. كما نشُط بيع الملابس المستعملة أون لاين أو ما أصبح يُعرف بالبالة الإلكترونية. وقد شهد هذا المجال إقبالًا شديدًا يقابله منافسة شرسة خصوصًا في مجموعات البيع على الفيسبوك.
- الإكسسوارات: تُعرض الإكسسوارات المحلية من الأعمال اليدوية على الإنترنت بما يشبه البازار الافتراضي. ويمكن ملاحظة إقبال جيد من الشباب على شراء ودعم هذه المنتجات لما تملكه من رونق جمالي يقابله سعر مقبول مقارنةً مع غيرها من السلع.
- الأجهزة الإلكترونية: يبحث الشباب السوري عن الأجهزة الإلكترونية التي يودّون شرائها على الإنترنت في المقام الأول. وذلك لرؤية مواصفاتها وسعرها، قبل اتخاذ قرار شرائها. ولكن بالطبع، فإن عملية الشراء يجب أن تتضمن معاينةً فعليةً للمنتج قبل دفع ثمنه وهذا ما يجري من خلال خاصية الدفع عند الاستلام.
- منتجات أخرى: تشمل هذه المنتجات أدوات المطبخ والهدايا والمستحضرات التجميلية التي قد يشتريها البعض لتجنب عبأ الخروج من المنزل والبحث في الأسواق عن المنتج الذي يريده.
في النهاية، نودّ القول إنه ما زال هناك عوائق كبيرة أمام انتشار حرك البيع والشراء أون لاين في سوريا. يعود ذلك إلى عدم قلة التشريعات التي تمنع الغش وتضمن حقوق المستهلك في هذا النوع من الأسواق. إضافةً إلى استحالة الاعتماد على التجربة الإلكترونية بشكل كامل بسبب عدم توفر وسيلة دفع إلكتروني معتمدة وآمنة.