تجذب الصّين التُّجار من كافّة دول العالم، باعتبارها أكبر بلد يُصنّع نسبة هائلة من المنتجات الاستهلاكيّة، ويصدّرها إلى العالم لمدّة ثماني سنوات متتالية، وأحد أهمّ هذه الدّول هي دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. حيث يعتبر الاستيراد من الصين إلى الإمارات مُربحًا للغاية، بسبب انخفاض أسعار السّلع، الأمر الذي يؤدي إلى توليد هوامش ربح كبيرة. علاوة على ذلك، تمتلك الصّين آلاف المصانع التي تنتج جميع أنواع السّلع بأقل تكاليف إنتاج على الإطلاق. فمن شبه المستحيل عثورك على بلد في العالم منتجاته تضاهي المنتجات الصينيّة من حيث الأسعار. فالمنتجات الصينيّة وعلى الرغم من أنّها ليست الأفضل من حيث الجودة، إلا أنّها ليست بتلك الرداءة للدرجة التي تجعلها عديمة الجدوى.
ومن الجدير بالذكر، أنّه هناك الكثير من المنتجات الصينيّة التي تتّصف بارتفاع جودتها، بالإضافة إلى وجود خيارات متعدّدة بها ليست موجودة في المنتجات المستوردة من أيّ بلد آخر. على سبيل المثال: خطوط الإنتاج، والمعدّات، والسيارات، والملابس، وغيرها الكثير. وفي مقالنا هذا سنتحدث عن أهمّ الأمور المتعلّقة بالاستيراد من الصين إلى الإمارات.
شروط الاستيراد من الصين إلى الإمارات
كما هو الحال في أغلب البلدان، فإن اللّوائح التي تتحكّم بالاستيراد من الصين إلى الإمارات وطرح البضائع في السّوق المحليّة في الدّولة، تضم بعض الشروط وهي كالتالي:
- التّأكد من توفير جميع المستندات المطلوبة لاستيراد البضائع من الصين إلى الإمارات العربيّة المتّحدة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُختم هذه الوثائق من قبل المنظّمات التّالية: غرفة التّجارة والصّناعة في البلد المصدّر، وغرفة التّجارة الثنائيّة، وقنصلية الإمارات المتّحدة في الصّين.
- حيازة سجل تجاريّ ساري المفعول، بشرط أن يكون النّشاط الموضّح مطابقًا للوصف المذكور في السّجل.
- الحصول على رمز جمركيّ خاصّ بك. ومن الجدير بالذكر، أنّك ستحصل عليه بسهولة عند تقديم سجلك التّجاريّ إلى مصلحة الجمارك.
- امتلاك وثيقة لمنشأ البضاعة، وتكون مصدقّة من قبل الغرفة التّجاريّة في الصّين.
- وجود فاتورة استيراد موثّقة من قبل وزارة التّجارة في الدّولة التي تنتسب إليها السّلع.
- حيازة وثيقة تفيد بأنّ الحمولة الواردة تطابق المواصفات الإماراتيّة، أو العالميّة.
- وجود ملصقات على السّلع المستوردة لا يمكن إزالتها، تشير إلى بلد المنشأ أو التّصدير. بالإضافة إلى تاريخ انتهاء صلاحيّة المنتج لتتوافق مع المواصفات القياسيّة الإماراتية.
- يجب أن تكون البضائع الطبيّة المستوردة مسجّلة لدى وزارة الصّحة.
- تُرسل الجمارك الإماراتيّة المطبوعات المسموعة، والمرئيّة إلى وزارة الثقافة والإعلام، للتّأكد من أنّها لا تنتهك حقوق الملكيّة الفكريّة.
- خضوع الحيوانات والنباتات لفحوصات وزارة الزّراعة للتّأكد من ملاءمتها للمقاييس الصحيّة.
- التّأكد من أنّ البضائع التي ترغب باستيرادها مصرّح بها. بالإضافة إلى ذلك، تحقّق فيما إذا كانت هذه البضائع تخضع لأيّ قيود، أو لوائح حكوميّة.
إجراءات الاستيراد من الصين إلى الإمارات
للبدء بعمليّة الاستيراد من الصين إلى الإمارات هناك العديد من الإجراءات الواجب اتّباعها، وهي كالآتي:
- تعيّين الكميّات المطلوبة من البضائع المستهدفة.
- نقل البضائع إلى الميناء المخصّص في بلد المنشأ تمهيدًا لشحنها إلى الإمارات العربيّة المتّحدة.
- شحن البضائع إلى الميناء الإماراتيّ المتّفق عليه.
- التّخليص الجمركيّ للنقلة بعد إعطاء المستندات، ودفع المستحقّات الماليّة.
- استلام الحمولة وإيداعها في المستودعات قبل توزيعها.
متطلبات الاستيراد من الصين إلى الإمارات
إليك بعض المتطلبات الأساسيّة للاستيراد من الصين في الإمارات العربيّة المتّحدة، وهي كالتّالي:
- تناسب نشاط استيراد المستورد في سجلّه التّجاري مع أنواع السّلع التي يريد استيرادها. ومن الجدير بالذكر، أنّ شهادات تسجيل الاستيراد تُصدر من قبل وزارة التّجارة والاستثمار.
- وجود ثلاثة نسخ من الفاتورة الأصليّة مصدّقة من قبل سلطة التّجارة ذات الصّلة في البلد المصدّر.
- ذكر قيمة البضائع، ووزنها، ووصفها، وعلامتها التجاريّة في الفاتورة.
- توفّر بوليصة الشّحن البحريّ، أو الجويّ حسب مقتضى الحال.
- وجود شهادة تأمين في حال كانت البضاعة مؤمّنة. بالإضافة إلى ذلك، توفير شهادة الباخرة تتضمّن اسم الباخرة، ومالكها، وجنسيتها، وميناء التّحميل والموانئ التي ستعبر من خلالها وهي في طريقها إلى الإمارات العربيّة المتّحدة.
- وجود شهادة المطابقة للمواصفات القياسيّة الإماراتيّة، والعالميّة المعتمدة من الدّولة المصدّرة.
- في حال كانت البضائع من المنتجات الصّالحة للأكل، يجب ذكر تاريخ انتهاء صلاحيتها بشكل واضح بالإضافة إلى مكوّناتها.
الأنظمة الجمركية لعملية الاستيراد من الصين إلى الإمارات
يخضع استيراد البضائع لأنظمة جمركيّة معيّنة في الإمارات. إليك بعض اللّوائح الهامّة لعمليّة الاستيراد من الصين إلى الإمارات:
- يجب أن يكون مستورد السّلع حاضرًا في الإمارات العربيّة المتّحدة عند تخليص البضائع من قبل الجمارك.
- الشّحنات المجمّعة والموحّدة غير مسموح بها في الإمارات العربيّة المتّحدة، وأيّ انتهاك لهذا يغرّم بشدة.
- تخضع الحمولات الواصلة إلى البلاد للتّفتيش الماديّ من قبل سلطات الجمارك، وهذا يتضمّن البضائع المنزليّة، والأمتعة الشخصيّة.
- تخضع الحمولات لرسوم الجمارك المحليّة، والضرائب حسب مقتضى الحال.
- تُقيّم الشّحنات محليًّا، وقد تختلف الأسعار وفقًا لطبيعة الشّحنة.
- يجب إظهار قوائم التّعبئة بشكل واضح على جميع الحاويات. بالإضافة إلى ذلك، توضيح المحتويات المتواجدة فيها، بالإضافة إلى اسم وعنوان المستورد.
- سيجرى فحص كليّ للبضائع، وعندها لا تعرض قائمة التّعبئة.
- يجب تعيّين بلد المنشأ على جميع البضائع. من الجدير بالذكر، أنّه من الممكن مصادرة البضائع في حالة عدم ذكرك لمنشئها.
- بالنسبة لبعض البنود، قد تكون الموافقة ضروريّة من الدّوائر الحكوميّة والوزارات ذات الصّلة. حيث ستُخلّص البضائع بعد الفحص الإجباريّ وفحوصات الجّودة.
- يخضع تخليص سلعك من قبل سلطات الجمارك في الإمارات العربيّة المتّحدة لقواعد وأنظمة حازمة. علاوة على ذلك، ستتأكّد السّلطات من إطاعتك لكافّة القوانين والإجراءات ذات الصّلة. حيث يجب أن تكون المستندات المرافقة متكاملة ودقيقة، كما يجب تقديم جميع الشّهادات المطلوبة.
الاستيراد من الصين إلى الإمارات عبر الإنترنت
يمكن إتمام عمليّة الاستيراد من الصين إلى الإمارات عبر الإنترنت، حيث أنّه هناك عدّة مواقع إلكترونيّة تعمل بمجال تصدير البضائع وشحنها من الصّين إلى الإمارات. ومن بين تلك المواقع الإلكترونيّة الخاصّة بالاستيراد، موقع علي إكسبريس والذي بإمكانك الدخول إليه من هنا.
حيث يتعامل 20 ألف مستورد من جميع دول العالم وليس الصّين فقط مع هذا الموقع في الوقت الحاليّ، وقد أصبح موقعًا مستهدفًا من قبل شركات كبرى، وأيضًا لكل من يريد بدء تجارة إلكترونيّة، بالإضافة إلى ضمّه عدّة منتجات يُمكن استيرادها أون لاين. علاوة على ذلك، يوّفر هذا الموقع الضّخم تعاملات تسمى B2B، وهي تعاملات تعقد بين الشّركات الكبرى، وقد أصبح نقطة جذب من خلال عرضه لجميع المنتجات التي يُقبل عليها المستهلكين. فهو يؤمّن كل ما يحتاج إليه المستخدمين، والأهمّ من كل هذا السّهولة في الحصول على المنتجات من خلال شبكة الإنترنت. ومن الجدير بالذكر، أنّ كل ما تحتاجه لعملية الاستيراد من موقع علي بابا الإلكترونيّ هو الشّراء من الموقع فقط، وطلب المنتجات التي تريد استيرادها.
المواد المستوردة المحظورة في الإمارات
تتّبع الإمارات سياسة حازمة في التّعامل مع جلب المواد المحظورة، واستيرادها بطريقة غير مشروعة. حيث وضعت الدّولة قائمة من المواد المحظورة التي يجب عليك معرفتها عند الاستيراد من الصين إلى الإمارات، نذكر منها:
- المخدرات، والوصفات التي تتضمّن مواد مخدّرة.
- المنتجات المقرصنة.
- المواد المستعملة في السحر الأسود، أو الشعوذة.
- الحيوانات الغريبة، والمحميّة، والمعرّضة للانقراض، وبعض أنواع الكلاب الشّرسة.
- العملات المزيّفة.
- المطبوعات، والأعمال الفنيّة التي تتنافى مع التعاليم والقيم الإسلاميّة.
- أدوات وأجهزة القمار.
في الختام يمكن القول إنّ الاستيراد من الصّين يكفل للمستوردين الحصول على منتجات تعتبر الأرخص في العالم، وفي الوقت نفسه يمكنهم تحقيق أعلى هامش ربح ممكن من خلاله. بالإضافة إلى ذلك، تعدّ الصين أسهل بلد يمكن الاستيراد منه، وذلك بسبب توّفر مئات المصانع بالإضافة إلى السّرعة الكبيرة في عمليّات النّقل، والشّحن، وإنجاز الإجراءات.