يتواصل هبوط الليرة التركية. حيث كسرت حاجز 8,7 ليرة لكل دولار واحد في التعاملات المسائيّة، من يوم الخميس وحتى يوم أمس الجمعة 4-6-2023 . ذلك حيث سجّلت أدنى مستوى تاريخي لها أمام الدولار الأمريكي، وسط تزايد الطلب على النقد الأجنبي من جانب الأفراد والشّركات، لتقليص حجم الخسائر التي يتعرّضون لها مع استمرار هبوط اللّيرة التركيّة.
و وفق مسح أجرته “تجارتنا نيوز”، تبيّن أنّ العملة التركية تراجعت في الشّهور الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 11%. بذلك تكون واحدة من أكبر 5 عملات الأكثر هبوطاً حول العالم، وسط عجز لدى البنك المركزي لاستعادة تماسك الليرة.
رحلة هبوط الليرة التركية خلال شهر يونيو الجاري
كما يبدو أن اللّيرة أمام رحلة هبوط جديدة خلال الشهر الجاري. ذلك في حال استمرار حالة السّكون من جانب رسمي للسّياسات النّقدية والماليّة في تركيا. إذ تشير توقعات الخبراء ببلوغ سعر الصرف 9 ليرات لكل دولار خلال شهر يونيو الحالي.
وأمام حالة هبوط الليرة، ستبحث تركيا عن ضخ مزيد من النّقد الأجنبي داخل البنوك والأسواق المحليّة. ذلك لاستيعاب عمليات الدولرة، التي ينفّذها المتعاملون الهاربون من عملتهم المحلية إلى عملات أكثر استقراراً.
و لكن تركيا لا تزال تواجه عجزاً في مصادر النّقد الأجنبي، متمثّلة بقطّاعي الصادرات والسّياحة. إذ يسجل الزوار الأجانب تراجعاً مقارنة مع السّنوات السابقة. ذلك مع استمرار القيود الصحية فايروس كورونا.
تقارير ارتفاع معدل التضخم السنوي في تركيا
كما بالحديث عن تقرير ارتفاع معدّل التضخم السّنوي في السّوق التركية خلال شهر مايو الماضي لأعلى مستوى في عامين، مع استمرار انهيار الليرة أمام الدولار.
كذلك فقد تحدّثت هيئة الإحصاء التركية، في بيان عن أنّ المؤشر العام في الرقم القياسي لأسعار المستهلك صعد بنسبة 0.89% على أساس شهري، بينما سجّل نمواً بنسبة 6.39% مقارنةً مع ديسمبر الماضي.
و أما على أساس سنوي، وهو المؤشّر الذي يقدم صورة أدق وأوضح، فقد أظهرت بيانات التضخم في تركيا ارتفاع النسبة إلى 16.59%. ذلك مقارنةً مع مايو 2023، وهي أعلى نسبة منذ يوليو 2019، وفق البيانات.
كما أنّه خلال مايو 2023، وضمن متوسّط أسعار 415 سلعة في المؤشر، انخفض متوسّط أسعار 97 سلعة. و ظلّ متوسط أسعار 59 سلعة دون تغيير، بينما ارتفع متوسّط أسعار 259 سلعة.
بالحديث في النهاية عن التجارة و استناداً إلى بيانات وزارة التجارة التركية، بلغ العجز قرابة 18,3 مليار دولار. بذلك متخطياً العجز المسجّل في الفترة المقابلة من عام 2019، و البالغ 11,6 مليار دولار. فيما أرقام 2023 لا تعطي صورة حقيقية للقطّاع.
وأدى انهيار قيمة العملة المحلية منذ أغسطس 2018، إلى ارتفاع تكاليف السّلع داخل السوق التركية. ذلك ما أثّر بشكل سلبي على القوّة الشرائيّة للمواطنين في السوق التركية. و خلق حالة ركود خلال الرّبعين الثاني والثالث من عام 2023.
اقرأ أيضاً: