مبيعات قطاع السلع الفاخرة ترتفع في أنحاء العالم لمستويات قياسية، لم تصلها من قبل جائحة كورونا. ووفقًا لدراسة قام بإعدادها مكتب الاستشارات والدراسات الأميركي Bain & Company.حيث جاء ذلك نتيجة انتعاش سوق التجارة الإلكترونية وأيضا ظهور جيل جديد من الزبائن الشباب. كذلك لاستمرار تنفيذ الاستثمارات من قبل الشركات بهدف تعزيز مبيعاتها، في ظل القيود على حركة الأفراد والسياحة.
تأثير أزمة كورونا على مبيعات قطاع السلع الفاخرة
حيث ألقت أزمة كورونا ظلالها على قطاع السلع الفاخرة بشكل كبير، فبعد عام من النمو السريع، أنهار رقم أعمال القطاع بمقدار 22 % في عام 2023. ألا أنه يشهد حاليا عودة بقوة مع بداية الربع الأول من السنة الحالية، فقد سجل نشاطه ارتفاعا بنسبة 2 في المئة مقابل الفترة نفسها من عام 2019.
وبحسب رأي خبراء الاستشارات والدراسات Bain & Company، وفقًا لتقرير نشرته لوفيغارو الفرنسية أن قطاع السلع الفاخرة، عاد لسابق عهده في عام 2019 مع بداية العام الحالي. ذلك نتيجة حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، وبسبب إعادة فتح المتاجر والرغبة في الإنفاق. كذلك بفضل القفزة التي عرفتها المبيعات الإلكترونية فقد عوضت عن توقف عمل المتاجر بسبب الإغلاقات التي فرضتها الحكومات على السفر والحركة. الذي انعكس بشكل سلبي على تدفق السياح إلى أبرز أماكن بيع السلع الفاخرة حول العالم.
التجارة الإلكترونية تنعش قطاع السلع الفاخرة
فقد أدت هذه الحركة في التجارة الإلكترونية بحسب لوفيغارو إلى انتعاش ملوك القطاع وهي LVMH، وكيرينغ، ولوريال بالإضافة لهيرمس. حيث لم تتوقف الشركات عن تحقيق الأرباح، عبر مبيعاتها أو من خلال البورصة.
فهل ستصبح الأزمة التي مرتّ في قطاع السلع الفاخرة ذكرى عابرة؟ فقد سببت انهيار صرح أعمال قطاع السلع الفاخرة ليصل حجمه 263 مليار دولار. أي منخفض عن المستوى الذي كان عليه في عام 2014، لكن الآن يشهد انطلاقا قويًا مع بداية العام الحالي. لدرجة أنه زاد عن ما كان قد حققه بين شهري يناير ومارس لعام 2019 بنسبة 2%.
انتعاش مبيعات السلع الفاخرة
كذلك راجع مكتب Bain & Company توقعاته بسبب الانتعاش المذهل الذي يشهده قطاع السلع الفاخرة، فقد توقع الخبراء في فصل الشتاء عودة القطاع لمستوى 2019 في عامي 2023 – 2023. لكن النتائج غيرت توقعاتهم وأن الانتعاش بات ممكنا بنسبة 30 % هذا العام، وأيضا قطاع السلع الفاخرة العالمي قد يصل لأعلى مستوى تاريخي له بنحو 340 مليار دولار في 2023. هذا في حال استمر الانتعاش الذي شهده بداية العام الحالي، بفضل التطيعم وعودة الزبائن لمتاجر بيع السلع الفاخرة.
تراجع السياحة الدولية
وبذلك تفيد جويل دي مونتغولفيي الخبيرة في مكتب الاستشارات بأن هذا سيكون خبرا جيدًا جدًا. لكن من المرجح عودة القطاع لمستوى عام 2019 في 2023، بسبب تراجع السياحة الدولية وأيضا لاستئناف عمليات الشراء بشكل خجول.
من جهة أخرى،وبالعادة الشركات الفرنسية العملاقة في القطاع لا تكشف عن أرقام نموها، لكن LVMH وكيرينغ وهيرمس ولوريال حصدت مكاسب من العودة، تبعًا للوفيغارو. ذلك نتيجة مقاومة نشاطها للجائحة منذ نصف عام 2023 الثاني. فيما عانى السوق من تراجع كبير، بيد أنه مازالت عددا من القيود تضيق على حركة القطاع. حيث من أبرز القيود خضوع متاجر السلع الفاخرة لعملية الإغلاق الإداري، بأي وقت نتيجة إجراءات الحد من انتشار كورونا. أيضا بسبب انخفاض الرحلات الجوية، مما انعكس تأثيره في مبيعات متاجر المطارات. إذ يعد فرع من الفروع التي طورت نفسها كثيرًا في 15 سنة الماضية.
تأثير منع سفر الصينيين للخارج على قطاع السلع الفاخرة
في حين كان العامل المؤثر الأسوأ هو منع الصينيين من السفر خارج الصين. بخاصة أنهم يشكلون أبرز الزبائن في القطاع بالنسبة لآسيا ودول غرب أوروبا.
فضلا عن أنه قبل الأزمة كان ثلثا عمليات الشراء التي يقوم بها الصينيون تتم في الرحلات الخارجية. بالإضافة لبعض المدن، إذ يسهم الزبائن الصينيون في نصف رقم أعمال متاجر بيع السلع الفاخرة. ومن المتوقع استمرار هذا العائق، حيث لا يظهر أن بكين مستعدة للسماح بالسفر إلى خارجها على الأقل إلى نهاية العام.
الإنترنت
وفي السياق المتصل، بات الإنترنت وسيلة نقل مهمة في كل أنحاء العالم، سواء من جهة الاتصالات أو من جهة التجارة الإلكترونية. حيث اعطى ذلك دافعا للعلامات الكبرى لتسريع عملية تحوّلها الرقمي. كما قالت جويل دو مونتغولفيي إن ثلث سوق السلع الفاخرة سيكون من خلال الإنترنت في 2025. فضلا عن أن السوق الصيني يشهد تسارعا رغم أن بعض الماركات كانت مترددة في الدخول فيه خشية التقليد.
والجدير بالذكر، أن العلامات الرابحة فيىهذه الفترة وفق لوفيغارو، تبدو هي العلامات الداخلة في قائمة العلامات التي تبيع منتجات فاخرة. وبأسعار معقولة وإذ تمتلك شبكة قوية من المتاجر في دولة الصين، حيث تمكنت هذه الماركات من استئناف نشاطها مباشرة بعد الإغلاق الكبير وبقوة.
اقرأ أيضًا:
استئناف حركة الطيران بين دمشق ودبي والشارقة عبر الخطوط الجوية السورية