تُعد مصر من الدول الرائدة في انتاج الغاز في قارةِ افريقيا, يُعزى ذلك الى امتلاكها بنية تحتية مميزة لاصدار الغاز المُنتج من حقولها وحقول الشرق الأوسط, ما يجعلها مؤهلة للمساهمة في الأسواق الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
وبسبب نجاحها ووصولها الى هذا المستوى تعمل مصر على زيادةِ صادراتها من الغاز الطبيعي المُسال من خلال إعادة تشغيل إحدى أهم منشآت الانتاج لديها وهما منشأتي دمياط وإدكو رغبةً منها في أن تُصبح أحد أهم الدول المصدرة للغاز في العالم.

تقدّمٌ انتاج الغاز في مصر

بعد أنّ توقفت مصر عن تسديد الغاز المُسال بسبب نقص انتاج الغاز في حقولها البحرية والبرّية, تمكّنت مصر من إعادة افتتاح مصنع إدكو بعد توقفٍ دامَ 8 سنوات في محافظة البحيرة الواقع على ساحل البحر المتوسط بطاقةٍ تصديريةٍ تصل الى نحو 8 مليون طن سنوياً, تُعد مصانع تصدير الغاز الطبيعى المُسال فى مصر في كل من ادكو ودمياط خيارًا مهمًا لمنتجي الغاز من الشركات العالمية العاملة في الشرق الأوسط مثل شركة شيفرون الأمريكية التى أبدت رغبتها فى ربط الحقول البحرية التابعة لها بمصانع إسالة الغاز فى مصر، كما يتجه الفائض المحلي من الغاز إلى تسهيلات مصانع إسالة الغاز, أضاف الوزير المصري “ستُمثل عودة منشأتي دمياط وإدكو التي انتعشت صادراتها بعد انخفاضها العام الماضي وسط جائحة فيروس كورونا احياء لخطة مصر لدفع أعمال الغاز الطبيعي المُسال الى الأمام”.
وقال الملا: “في عام 2023 كانت الأسعار منخفضة للغاية ولم نتمكن من التصدير باستثناء عدد قليل من الشحنات. لكن بدءاً من أكتوبر 2023 وحتى الآن، قمنا بالفعل بحجز جميع إمداداتنا للتصدير من مصنع إدكو حتى نهاية مارس”.

تحقيق مصر الاكتفاءَ الذاتيّ

نجحت مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي المُنتج محلياً بفضل تزايد الانتاج المحلي من الغاز تدريجياً نتيجة الانتهاء من تنمية ووضع مراحل جديدة في العديد من مشروعات تنمية حقول الغاز وأهمها 4 حقول كُبرى في البحر المتوسط, كما أنها ساعدت دول الجوار حيثُ وصلت صادارات مصر من الغاز المُسال الى مُعظم الأسواق الآسيوية خاصةً الهند والصين من خلال شحنات الغاز المنبعثة من مصنع إدكو.
بعد تسويةِ الخلافات الموجودة بين مصر وشركة الغاز الاسبانية ناتورجي وشركة إيني الإيطالية عاد مصنع ديماط الى ساحة العمل بعد توقفٍ دام 8 سنوات كما ذُكر سابقاً وبمساعدة مصنع إدكو القابع في البحيرة مثّلا هذان المصنعان قوّة ستستفيد منها مصر على مرِّ العصور, بعد تشغيل مصنعي الإسالة المذكوران نجحت مصر في إزالة عقبة رئيسية أمام سعيها لتكون البلاد مركزاً للطاقة, وهو ما يسمح لها بتعظيم الاستفادة من واردات الغاز الطبيعي الإسرائيلي والواردات المُنتظر وصولها خلال السنوات المقبلة من حقل أفروديت القبرصي.

أهدافٌ جديدة

نشر موقع “فايروسي” الهولندي المتخصص في مجال الاستشارات الاستثمارية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريراً يُصرّحُ فيه عن خطط مصر لزيادة انتاجها من الغاز الطبيعي مُشيراً الى إعلان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا عن مزايدة كبرى للبحث عن البترول والغاز فى المناطق البرية والبحرية لكل من هيئة البترول وشركة إيجاس علاوةً على توقيعه اتفاق مؤخرًا مع شركة “شل” للبحث والاستكشاف فى مياه البحر الأحمر مُستقبلاً.