تمتلك الجهورية الجزائرية شبكة كبيرة من الطرق البريّة، والّتي تربط مدن الجزائر مع بعضها البعض، ومع الدول المجاورة. ويوجد العديد من مكاتب النقل البري في الجزائر، والّتي تقدّم خدماتها للمواطنين في سبيل نقلهم بين المحافظات الجزائرية. وتعمل على إيصالهم إلى مراكز عملهم. علاوة على ذلك، تساهم هذه المكاتب في مجال إيصال وشحن مختلف أنواع البضائع إلى جميع المناطق الجزائرية.
والأهم من ذلك كلّه، تمتلك الجمهورية العربية الجزائرية العديد من وسائل النقل المتطورة. مثل القطارات عالية السرعة، وقطار الأقاليم السريع، وقطارات الأنفاق (مترو). بالإضافة لامتلاكها وسيلة النقل المعلق (تلفريك) في المناطق الجبلية. وتحتوي الجزائر على 118306 كيلومترًا من الطرق البرية المعبّدة، تقسم حسب نظام خدمتها إلى 26626 كيلومترًا من الطرق الولائية، و30000 كيلومترًا من الطرق الوطنية، و62100 كيلومترًا من الطرق البلديّة. وقد انتهت الجزائر في وقت سابق من إنجاز ما يعرف بمشروع القرن، وهو طريق سيّار يربط كامل مناطق البلاد بمسافة 1720 كيلومترًا. وفي وقت لاحق أطلقت الجزائر العمل بمشروع لإنجاز طريق جديد يعرف باسم الطريق السيار للهضاب العليا بطول 1300 كيلومتر.
وفي السياق ذاته، تنشط العديد من الشركات الوطنية ومكاتب النقل البري في الجزائر، والّتي تقدّم خدماتها المتنوعة في سبيل نقل البضائع، والمسافرين على كامل النطاق الجغرافي للبلاد.
لمحة عن الجزائر
وتعرف باسم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تقع في منطقة شمال أفريقيا، وعاصمتها هي الجزائر، والّتي تعتبر من أكثر عواصم العالم اكتظاظًا بالسكّان. وتبلغ مساحة البلاد 2.381.741 كيلومترًا مربعًا، وهي في المرتبة 10 عالميًّا بين أكبر دول العالم مساحةً، وتتكوّن البلاد من 58 ولاية، و1541 بلديّة. ويبلغ عدد سكّانها ما يقارب 39 مليون نسمة، وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي، وتعدّ قوّة متوسطية وإقليمية كبيرة، ومن الألقاب الشهيرة للجزائر هو تسميتها ببلد المليون شهيد. وهي عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، وفي اتحاد المغرب العربي.
وقد توجّهت الدولة الجزائرية منذ زمن بعيد باتجاه العناية بجميع الأمور المتعلقة بالمواصلات. وعملت على تحديث شبكة المواصلات القديمة، والسكك الحديدية، والمطارات، والموانئ. إلّا أنّ سياسة التقشّف الّتي اتبعها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. سبّبت توجّه الحكومات الجزائرية المتعاقبة إلى الاهتمام بصيانة الطرق الموجودة، أكثر من توجهها نحو تطوير أو استحداث طرق مواصلات جديدة.
لمحة حول قطاع المواصلات البرية في الجزائر
الطرق البريّة في الجزائر
تعدّ شبكة المواصلات في الجزائر أحد أكثر الشبكات الطرقية كثافةً في القارة الأفريقية، ويقدّر طولها بحوالي 113.665 كيلومترًا. وتحتوي هذه الشبكة على بنية تحتية متكاملة من الطرق السريعة، والطرق السيارة. ونذكر منها على سبيل المثال الطريق السيّار شرق – غرب والّذي صمّم لكي يكون طريقًا سريعًا مغاربيًا، أفريقيًا. ويسهّل هذا الطريق حركة المرور الوطنية، والتنقلات الطرقية على المحور المفتوح الرابط بين الحدود المغربية، والتونسية مرورًا بأكبر المدن الجزائرية. والأهم من ذلك كلّه، تلعب بعض الطرق البرية دورًة هامًا في المجال الاقتصادي، ومثال ذلك سنذكر الطريق العابر للصحراء الجزائرية من الشمال إلى الجنوب، حيث يربط هذا الطريق بين 5 دول أفريقية وهي مالي، وتونس، والنيجر، التشاد، ونيجيريا. وتأتي أهميّة هذا الطريق الكبرى بسبب سماحه في بناء اقتصاد حر بين هذه الدول.
السكك الحديدية في الجزائر
تمتلك الجزائر شبكة سكك حديدية تربط بين أهم المدن الجزائرية، وتسهّل حركة النقل البري بينها. وتشكّل حلقة ربط مهمّة بين مناطق استخراج المواد الأولية والمناجم، وحقول النفط من جهة. والمناطق الصناعية، والموانئ البحرية من جهة أخرى. علاوة على ذلك تعتبر الجزائر واحدةً من أهم الدول الأفريقية من حيث كثافة سككها الحديدية، فيصل طولها الإجمالي إلى أكثر من 4200 كيلومترًا. وتعمل الحكومة الجزائرية بوتيرة متصاعدة في مجال توفير وتطوير وسائل النقل المعتمدة بسيرها على السكك الحديدة. وذلك في سبيل حلّ مشاكل الازدحام، وتخفيف مدّة التنقّل. ومن أمثلة ذلك سنذكر لكم الترامواي، والّذي تعمل الجزائر على نشره، ووضعه في الخدمة في كثير من الولايات والمدن الجزائرية.
حيث وضع الترامواي بالخدمة الفعلية في كلّ من الجزائر العاصمة، وسطيف، ووهران، ومستغانم، وغيرها الكثير من المدن. بالإضافة إلى ذلك، تهتم الجزائر بتطوير خدمة القطار السريع، وكذلك خدمات قطار الأنفاق، واستبدال القطارات القديمة بأخرى حديثة. وتعتبر الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية هي المشغّل المسؤول عن الإشراف على قطّاع النقل بالسكك الحديدية.
مكاتب النقل البري في الجزائر
تنشط في الجمهورية الجزائرية العديد من شركات ومكاتب النقل البري في الجزائر، حيث تعمل هذه المكاتب بنقل الركاب والبضائع المتنوعة على حدّ سواء. وتعتمد هذه المكاتب على شتّى سبل ووسائل النقل البرّي المتاحة في الجزائر مثل السيارات، والقطارات، والشاحنات. ومن أهم مكاتب النقل البري في الجزائر سنذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر كل من الشركة الوطنية لنقل المسافرين وسط، والشركة الوطنية لنقل المسافرين شمال. حيث تمتلك كلتا الشركتين مجموعة من المكاتب المنتشرة في أكثر من منطقة على امتداد البلاد في سبيل تسهيل حركة نقل الركاب والبضائع. بالإضافة إلى ذلك سنذكر لكم مؤسسة مترو الجزائر، والشركة الوطنية للسكك الحديدية.
شركة سوغرال للنقل البري في الجزائر
تعتبر شركة سوغرال من أفضل شركات النقل البري بين الولايات الجزائرية. وتعمد هذه الشركة إلى وضع أكثر من 1000 باص في الخدمة الفعلية خلال أوقات الذروة، وفي فترات الأعياد، وموسم الإجازات الصيفية. وكلّ ذلك في سبيل استيعاب عدد الركاب الكبير في مثل هذه الأوقات. كما أنّ الشركة تعمل في سبيل توفير ميزة الدفع الإلكتروني مستقبلًا للحد من مسألة الدفع المباشر.
مكتب أوبتيشارج للنقل البري في الجزائر
هي شركة أسسها العديد من الطلاب والمواطنين الجزائريين. وذلك في سبيل إيجاد منصّة لتقديم شتّى أنواع الخدمات اللوجستية، وذلك من خلال توفير أفضل تقنيات الربط بين العملاء ومزودي الخدمة اللوجستية. وتلبّي هذه الشركة احتياجات قطاع النقل الجزائري الماسّة إلى الشفافية والترتيب بخطوات العمل. وعملت هذه الشركة على تقريب وجهات النظر بين العملاء المرسلين للبضائع من جهة، والجهات المستلمة لهذه البضائع من جهة أخرى. ويمكن لشركات النقل، وأصحاب الشاحنات الوصول إلى قاعدة أكبر من العملاء المحتملين عن طريق التعامل مع مكتب أوبتيشارج ومنصّته المتطورة. علاوة على ذلك يمكنهم الاستفادة بشكل أكثر كفاءة من شاحناتهم، ويمكن للجميع التسجيل في المنصة التابعة للمكتب، وطلب الخدمات المتنوعة المقدّمة فيه. ومن أمثلة ذلك سنذكر مقدرة العملاء على طلب خدمات نقل البضائع، وتقديم بيانات طلبهم عبر منصة الويب أو التطبيق الخاص بالجوّال.
وفي نهاية مقالنا هذا، نلاحظ وجود اهتمامًا كبيرًا من قبل الحكومة الجزائرية في مجال تطوير قطّاع النقل البري في الجزائر. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجزائريين العمل بجد، وبوتيرة متصاعدة في سبيل إيجاد سوق تنافسي أكبر. يضمّ مكاتب للنقل البري بشكل يسهم في تطوير وتحسين الخدمات في هذا المجال.