يشمل مجال عمليات البيع حول العالم العديد من أساليب وطرق البيع، ومنها طريقة البيع بالتقسيط، وفي مقالنا التالي سنسلّط الضّوء على مساوئ البيع بالتقسيط. علاوة على ذلك سنذكر لكم العديد من إيجابيات هذا النوع من البيع، وسنخبركم عن كافة المعلومات، والأفكار التي ستساهم في منحكم فكرةً واضحةً عن أسلوب البيع بالتقسيط. ويمكننا تعريف مصطلح البيع بالتقسيط على أنّه عملية بيع للمنتج، أو للسلعة بثمن مؤجل، ويتمّ دفع هذا الثمن على شكل أقساط متّفق عليها، وفي وقت محدّد مسبقًا.
علاوة على ذلك، فقد اهتمّ الدين الإسلامي بمسألة تنظيم عملية البيع بالتقسيط، ووضع الضوابط، والأحكام التي تساهم في منع وقوع البائع، والمشتري في فخ الربا المحرّم إسلاميًّا. بالإضافة إلى ذلك ينقسم البيع بالتقسيط وفق تعاليم الإسلام إلى عدّة صور، وسنذكر منها على سبيل المثال، كلًّا من بيع التأجيل، والعجيل، وتعجيل الثمن، وتأجيل الثمن. ولا بدّ من التنبيه إلى وجود اختلاف بين طريقتي البيع بالتقسيط، والبيع الآجل من ناحية نقل الملكية للمشتري.
آداب عملية البيع بالتقسيط
لكي تكون عملية البيع بالتقسيط عمليةً صحيحةً، وخاليةً من اللغط والاستغلال فلا بدّ من الالتزام بالعديد من الأمور التي تضمن إتمام هذه العملية بشكل صحيح. ومن أهمّ آداب عملية البيع بالتقسيط سنذكر لكم ما يلي:
- يجب على الطرف البائع أن يكون أخلاقيًّا، ولا يجب عليه استغلال حاجة المشتري للسلعة. فلا يزيد السعر ولا يطمع في زيادة نسبة الربح.
- علاوة على ذلك، يجب على الطرف المشتري ألّا يقدم على الدخول في خضم عملية شراء بالتقسيط في حال لم يكن قادرًا على تسديد الأقساط المترتبة عليه.
- والأهم من ذلك كلّه، يجب أن يكون هناك وجود لعقد واضح وصريح يذكر فيه سعر السلعة، وقيمة الأقساط المترتبة على المشتري، ومواعيد تسديد هذه الأقساط بشكل دقيق.
- بالإضافة إلى ذلك، من الواجب على البائع عدم المماطلة في تسليم البضاعة للمشتري. وفي نفس الوقت يجب على المشتري أن يلتزم بعملية الدفع وفق المواعيد المحددة للدفع.
مجالات البيع التي يمكن تطبيق البيع بالتقسيط بها
يوجد العديد من المواد التي يمكن شرائها بالتقسيط من الأسواق. كما يوجد العديد من مجالات البيع التي يمكن تطبيق نظام البيع بالتقسيط فيها. ومن أهمّ هذه المجالات سنذكر لكم على سبيل المثال كلًّا من مجال بيع السيارات الجديدة والمستعملة، وفي مجال بيع الأدوات الكهربائية، والإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك سنذكر لكم كلًّا من مجال بيع مواد البناء بالتقسيط، وتقسيط الموبايلات والكمبيوترات، وإمكانية بيع الشقق والبيوت السكنية بالتقسيط. والأهم من ذلك مجال بيع المواد الاستهلاكية بحيث يلجأ عدد كبير من المستهلكين إلى شراء المواد الاستهلاكية كالمواد الغذائية، والمنزلية من المتجر بالتقسيط. ومن الممكن تطبيق البيع بالتقسيط في مجال بيع الأثاث المنزلي، والأجهزة اللوحية، والعديد من مجالات التجارة الأخرى التي تستوعب عملية البيع بالتقسيط.
مساوئ البيع بالتقسيط
يوجد العديد من السلبيات والمساوئ في حالة البيع بالتقسيط، وفيما يلي سنذكر لكم عددًا من مساوئ البيع بالتقسيط:
- من الممكن أن تتراكم الديون على المشتري وذلك بسبب اتجاهه لاستخدام هذه الطريقة في سبيل شراء أكثر من سلعة.
- ومن الممكن أن تسبّب هذه الطريقة شراء العديد من المنتجات الترفيهية، وغير الضرورية. وهذا الأمر سيؤدي إلى زيادة العبء المالي على المستهلك.
- علاوة على ذلك، فإنّ التأخّر، والمماطلة في تسديد الأقساط سيساهم في وجود العديد من الخلافات والنزاعات بين المشتري والبائع.
- والأهم من ذلك كلّه، في كثير من الأحيان سيكون المشتري عرضةً لإفراط الكثير من الباعة، ومبالغتهم في وضع أسعار فائدة عالية.
- بالإضافة إلى ذلك، سيربط المشتري الذمة بالدين، وهذا أمر غير جيّد.
- ويمكن لكثير من الناس الاعتماد بشكل كلّي على أسلوب التقسيط، وهذا الأمر سيسبب لهم الكثير من المتاعب المالية.
- علاوة على ذلك، سيضطر المشتري إلى دفع سعر أعلى من السعر الحقيقي للسلعة في حال شرائها نقدًا. وتختلف نسبة القيمة الإضافية حسب السلعة ونوعها.
- ومن المحتمل وقوع أحد طرفي هذه العملية التجارية ضحيّةً للنصب والاحتيال. وفي حال اختفاء المشتري الملزم بدفع الأقساط، فإنّ البائع سيتحمل أعباءً ماليةً إضافيةً. وذلك في سبيل تحصيل قيمة الأقساط عن طريق القضاء.
- ومن المهم التنبيه إلى أنّ البيع بالتقسيط سيسبب تجميدًا للمال بالنسبة للطرف البائع، وسيبطئ من وتيرة الحركة المالية لديه.
إيجابيات البيع بالتقسيط
- يساهم نظام البيع بالتقسيط في حصول المستهلكين على حاجتهم الضرورية دون دفع ثمنها الكامل. حيث أنّ احتياجات الناس تزايدت في يومنا هذا. ولكن من الملاحظ ارتفاع الأسعار بشكل يمنع الناس من القدرة على سدّ حاجاتهم كلّها من خلال الدفع نقدًا.
- وفي حال تنفيذ عملية البيع بالتقسيط بشكل صحيح، فهذا الأمور سيعود بالفائدة على الطرفين الملتزمين بالعمل.
- علاوة على ذلك، سيتمكن الطرف البائع من زيادة رأس المال الخاص به. وذلك مقابل الالتزام مع المشتري بمدّة دفع أقساط واضحة.
- بالإضافة إلى ذلك، يساعد البيع بالتقسيط الطرف المشتري في سبيل إدارة ماله بحريّة أكبر في سياق حياته اليومية. فالشراء بالتقسيط يحرر الأسر ذات الدخل المحدود، ويتيح لها إمكانية الحصول على الراحة المالية.
شروط عملية البيع بالتقسيط في الإسلام
لقد وضع الدين الإسلامي العديد من الشروط، والأحكام في سبيل تنظيم عملية البيع بالتقسيط. ومن أهمّ هذه الشروط والأحكام سنذكر لكم على سبيل المثال ما يلي:
- يمنع منعًا باتًّا استخدم الربا في عملية البيع بالتقسيط.
- ويجب أن تكون السلعة المعروضة للبيع ملكًا للبائع، وأن تنقل للمشتري بعد اتفاق واضح.
- علاوة على ذلك، يجب أن يسجّل ثمن السلعة المباعة ضمن دفتر الديون مع ذكر اسم المشتري، وتواريخ دفع الأقساط.
- ولا بدّ من الاتفاق بين الطرفين على عدد الأقساط، ومدّة التقسيط، ومقدار القسط المالي المدفوع في كلّ مرة.
- والأهم من ذلك كلّه، لا يجب أن تتعدى نسبة الزيادة في ثمن البضاعة عن ثمنها عند بيعها النقدي أكثر من 25%.
وبعد كلّ ما سبق ذكره، نجد بأنّ مساوئ البيع بالتقسيط وإيجابياته متنوعة. وأنّ عملية البيع بالتقسيط أصبحت حاجةً ملحّةً للاستخدام في الأسواق والتعاملات التجارية. وذلك بسبب تزايد احتياجات الناس من جهة، وارتفاع الأسعار الّذي لحق الكثير من البضائع والسلع من جهة أخرى.