إن كنت من مربي النحل كيف تعلم أن الخلية بها عسل؟ هل هناك علامات واضحة يمكن أن تدل مربي النحل على ذلك؟ قد لا نجد بشكل واضح شروط أو علامات مباشرة. لكن يمكن للخبراء بهذا المجال خلال سنوات العمل والخبرة التكهن عبر عدة طرق فيما إذا كانت الخلية تحتوي على العسل، أو إن كانت الكمية جيدة ويجب قطافها. لذلك سنجمع قليلًا من تلك الخبرة في سطور مقالنا هذا.
كيف تعلم أن الخلية بها عسل
أكد العديد من مربي النحل أن الطريقة المثلى لمعرفة إن كانت الخلية تحتوي على العسل تتجلى بمراقبة وتتبع النحلات العاملات أو كما يسموهن بشغالات النحل. فعندما تكون النحلة في المرعى، أو عند مصدر ماء عذب ترتوي منه، ثم تنطلق للأعلى حتى ارتفاع 30 متر فذلك يعني قرب المنحل من المرعى وبالتالي تواجد العسل فيه.
أما إذا طارت النحلة العاملة من المرعى وانطلقت على ارتفاع منخفض، فذلك يعني بعد مكان تواجد العسل عن المرعى. وكلما توقفت النحلة العاملة للاستراحة عند التنقل والطيران فذلك يعني أن المسافة التي تبعد عن النحل كبيرة جداً.
وعند الاقتراب من المنحل أو الخلية يمكن معرفة إن كانت الخلية تحتوي على عسل بوضوح بسبب تصرفات النحل، حيث يصبح دفاعياً أكثر وحتى ذو نزعة هجومية. إذ تظهر شراسته من خلال الموت في سبيل الدفاع عن الخلية والعسل بداخلها في حال اقتراب أي شخص منها. كما حدد مربو النحل أربع علامات أو حركات تقوم بها النحلات العاملات لكل منها معناها:
- العلامات الدائرية: وهي علامات ترسمها هذه النحلات خلال مسارها على الصخور، وذلك يعني اقترابها من الخلية ومن العسل.
- العلامات الطويلة: تدل هذه العلامات على وجود الخلية على الأشجار التي تعرف بكونها مرعى للعسل.
- علامات التعجب: إن علامة التعجب التي ترسمها النحلات بمسارها تعني أن الطريق للعسل أو للخلية عمومًا هو للأمام أي بشكل مستقيم.
- علامات الاستفهام: عندما ترسم النحلات علامات كعلامة الاستفهام، فذلك لأنها أصبحت قريبة من الخلية ضمن المسار التي تطير فيه.
معلومات قيمة عن النحل
كل 12 نحلة عاملة تنتج ملعقة واحدة من العسل
وعليه إن الخلية تحتوي على عشرات الآلاف من النحل الذي يعمل بجد كي ينتج كميات كبيرة من العسل. ففي فصول الخريف والربيع يمكن للنحل القوي والمعافى أن ينتج ما يقارب 24 كيلو من العسل.
يعتمد النحل على لغة إشارة معقدة ليتواصل فيما بينه
تعتبر لغة النحل واحدة من أكثر لغات التواصل عند الكائنات تعقيداً. حيث يوجد في دماغ كل نحلة حوالي مليون خلية عصبية تقوم باستخدامها جميعها، بالرغم من أن حجم دماغها لا يتعدى الميليمتر مكعب.
تستطيع كل نحلة عاملة أن تجمع الرحيق من حوالي 2000 زهرة يومياً
لن تجمع النحلات الرحيق وحبات الطلع باستمرار يوميًا، فهي أثقل مما يمكنها تحمله. لذلك تتوجه النحلات إلى الخلية بعد جمعها حبات الطلع من حوالي 50 – 100 زهرة. وتكرر هذه الرحلة حتى تجمع ما تريده من عدد الأزهار المذكور. وبالرغم من أن متوسط حياتها لا يتجاوز الثلاثة أسابيع إلا أن المسافة التي تقطعها النحلة العاملة في حياتها حوالي 800 كم.
النحل هو أكثر الكائنات التي تعتبر مهووسة بنظافة بيئتها التي تعيش فيها
يستغرق النحل جزء كبير من وقته لتنظيف الخلية، ولا تخرق أي نحلة القوانين إلا الملكة التي يمكنها قضاء حاجتها ضمن الخلية. وحتى في هذه الحالة تنظف وصيفاتها المكان. وعندما تموت النحلات فهي تخرج إلى الخارج كي تبقى الجثة خارج الخلية بعيداً عن اليرقات وعن الغذاء.
قد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة حتى 60000 نحلة
يتراوح عدد النحل في الخلية الواحدة بين 20000 وحتى 60000 نحلة، وذلك يعتمد على مدى قوة الخلية وضخامة انتاجها. كما أن عمل النحلات في الداخل ليس موحدًا، فهناك النحلات التي تهتم بالصغار، والتي تهتم بنظافة الملكة، ومجموعة أخرى لتقديم الغذاء للملكة أيضًا.
تقتل الملكة منافستها في نفس الخلية
تلدغ الملكة العذراء منافساتها التي تبحث عنهن في أرجاء الخلية حتى الموت، وتحرص على ألا تفلت منها أي منافسة لها. حتى أنها تبحث عن بيوت الملكات وتقتل اليرقات التي في الداخل. ويمكن لمربي النحل تمييز بيوت الملكات التي خربتها الملكة عن تلك التي خرجت منها الملكات. حيث سيلاحظون ثقبًا على أحد جوانب البيت الملكي.
في نهاية المطاف نرجو أن نكون قد أجبنا على تساؤل كيف تعلم أن الخلية بها عسل. فبالرغم من أن مربي النحل هم الأقدر على اكتشاف ذلك، ولكن حتى إن لم نربي النحل بشكل فعلي، يمكننا تتبع عادات النحل واستكشاف عالمه الفريد المنظم.