أسباب مرض الرعام عند الخيول وطرق علاجه . الرُّعَامُ أو كما يسمى أيضا السقاوة (أو داء الخيل) (يدعى بالإنجليزية: Glanders)‏ هو أحد الأمراض المعدية. سبب الرعام بكتيريا تدعى  Burkholderia mallei. بالرغم من إمكانية إصابة البشر بالمرض، إلا أن الرعام يصيب الخيول بالدرجة الأولى. إلى جانب الخيول، يصيب الرعام: البغال والحمير، كما يمكن أن ينتقل بواسطة ثدييات أخرى كالماعز والكلاب والقطط.

لمحة عن مناطق توزع الرعام لدى الخيول

يتركز مرض الرعام في دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. حسب الإحصائيات، فليس للرعام تواجد في أمريكا الشمالية ومناطق واسعة من أوروبا، فقد تم استئصاله ومكافحته هناك بعدة أساليب كالمراقبة المستمرة وإبادة القطعان المصابة وسن قيود صحية صارمة على استيراد القطعان.

أسباب الرعام عند الخيول وطرق العدوى للإنسان

كما ذكرنا سابقًا، ينتج الرعام عن العدوى ببكتريا Burkholderia mallei ، تنتقل عادة عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث. بكتريا mallei قادرة على إصابة البشر، بناء على ذلك يتم تصنيف المرض كنتيجة لعامل حيواني المصدر. يحدث الانتقال إلى البشر عن طريق التلامس المباشر مع سوائل وأنسجة جسم الحيوان المصاب أثناء الاعتناء به. كما يمكن أن تدخل البكتريا لجسم الإنسان من خلال الخدوش في الجلد أو الأسطح المخاطية للفم والأنف أو الاستنشاق.

الأعراض العامة للرعام عند الخيول

تطلب ملاحظة مرض الرعام عند الخيول مراقبة مستمرة. فبعد فترة حضانة للبكتريا التي تمتد من 3 أيام إلى أسبوعين، عادة ما تظهر علامات المرض لدى الحيوانات المصابة ومنها:

  • تسمم الدم.
  • ارتفاع حرارة الخيل (قد تصل إلى 41 درجة مئوية).
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • إفرازات مخاطية صفراء سميكة من الأنف.
  • صعوبات تنفسية.

للأسف قد تحدث الوفاة في غضون عدة أيام. من جهة أخرى، قد تعيش الخيول المصابة لسنوات عديدة وتستمر في نشر البكتريا. في بعض الحالات، تكون الحمير والبغال أكثر تضررًا من الخيول.

الأعراض تبعا لنوع الرعام

هناك عدة أشكال من الرعام وقد يتأثر الحصان بأكثر من شكل منه في المرة الواحدة. يمكن تمييز عدة أشكال للرعام عند الخيول:

1- الرعام الأنفي: في شكل الرعام الأنفي، تتطور كتل (على شكل عقد) في الغشاء المخاطي للأنف والأجزاء السفلى من القرينات. كما تتطور هذ العقد إلى تقرحات. في المرحلة المبكرة من هذا الرعام، تتضخم الغدد الليمفاوية تحت الفك السفلي وتتورم لتلتصق لاحقا بالجلد أو الأنسجة العميقة.

2- الرعام الرئوي: في هذا النوع توجد عقد صغيرة تشبه الحدبات في الرئتين. قد تتكلس الحدبات وتكون محاطة بمناطق التهابية. في الحالة التي ينتشر فيها المرض على نطاق واسع، تميل العقد للتخريب لتفرغ محتوياتها في القصيبات الهوائية. ينتج عن الحالة السابقة امتداد العدوى لتبلغ الجهاز التنفسي العلوي.

3- الرعام الجلدي: في هذه الحالة تظهر عقد على طول مجرى الأوعية الليمفاوية، وخاصة في أطراف الحصان. تتحلل هذه العقد لتشكل تقرحات تفرز بدورها سائلًا لزجًا شديد العدوى. قد تظهر في الكبد والطحال أيضًا آفات عقيدية. بالنسبة للأنسجة، قد يكون هناك التهاب أوعية دموية، وقد يحدث تجلط الدم.

علاج الرعام عند الخيول والوقاية منه

في الحقيقة، لا يوجد لقاح مؤكد ضد الرعام. لذلك كبديل عن المعالجة الدوائية لابد من الكشف عن الحالات المصابة المؤكدة والقضاء عليها. بالإضافة إلى ماسبق، لابد من تطبيق الحجر الصحي الكامل على الإصابات والتطهير الصارم المنتظم للمنطقة المحيطة بالخيول المصابة. يعتمد نجاح عملية المكافحة على ما يُبذل من جهود في نشر الوعي بين مُربيّ الخيول والحمير في المناطق النائية البعيدة. بالإضافة إلى الوعي لابد من توفير الدعم المالي لتغطية تكاليف التخلص من الحيوانات المصابة. بالرغم من عدم وجود لقاح مؤكد ضد الرعام إلا أنه يمكن استخدام المركبات التالية للوقاية والحد منه: الدوكسيسيكلين والسيفترازيديم والجنتاميسين والستربتومايسين وتوليفات السلفازين والسلفامونوميثوكسين مع تريميثوبريم.

استخدم الألمان مرض الرعام كسلاح بيولوجي

باعتبار أن الرعام مرض مميت وينتقل بسهولة فقد صُنِّف على أنه سلاح بيولوجيّ. لذلك، استغل الألمان الرعام إبان الحرب العالمية الأولى وقاموا بنشر جرثومة الرعام بين قطعان الخيل والبغال في روسيا على الجبهة الشرقية. قد كان لهذه الخطوة تأثير على قوافل القوات والإمدادات العسكرية. كما أثرت العدوى على حركة المدفعية، التي اعتمدت وقتها على الخيول والبغال. من ناحيةٍ أخرى، زادت الإصابات بين البشر في روسيا بعد الحرب بسبب هذا الهجوم البيولوجي.