ما هو الصراع التنظيمي
الصراع التنظيمي أو كما يسميه البعض الصراع في مكان العمل، هو حالة منافسة أو اختلاف وجهات نظر أو مصالح ناتجة عن تضاد الاحتياجات أو القيم أو المصالح أو المعتقدات بين الأفراد في مكان العمل، ويأخذ الصراع في مكان العمل أكثر من شكل فأحياناً يكون بسبب خلاف حول طريقة تقسيم الإيرادات أو إعداد الميزانية وأحياناً يكون بين الإداريين أو أصحاب السلطة من جهة وبين المتضررين من قرار معين من جهة اخرى أو مثلاً عندما يختلف الأفراد حول كيفية إتمام العمل أو مدة الوقت لإنجاز عمل ما، وفي حالات معينة يذهب الصراع التنظيمي في مكان العمل ليأخذ أشكال تتعلق بالمنافسة السلبية والغيرة لتتحول إلى خصومات وصدامات شخصية وصراع حقيقي لفرض الرأي يتعامل معه الأفراد بأشكال مختلفة.
أين يحدث الصراع التنظيمي ولماذ
يحدث الصراع التنظيمي في المؤسسات أو المنظمات أو المجموعات، وفي معظم الحالات يحدث الصراع في مجموعات العمل بسبب التنافس على فرض السيطرة أو على الموارد القليلة، وفي حال حدث الصراع بين المجموعات في المنظمات أوالمؤسسات فيكون لنفس الأسباب.
ما هي الطريقة الصحيحة لحل الصراعات التنظيمية
الصراعات التنظيمية في مكان العمل قد تبدء صغيرة، ولكن في حال تم اهمالها فهي تمتد وتكبر وقد تصبح مدمرة بالنسبة لفريق العمل أو المجموعة أو المنظمة، لذلك يجب السيطرة على أسباب الصراع قبل فوات الأوان وكما هو الحال في كل المشاكل، كل ما كان البدء بالحل مبكراً كان تنفيذ الحل أسهل، ولكن بكل الأحوال الحل المنطقي الوحيد لمثل هذه الصراعات والعقبات هو من خلال النظرة الحيادية المهنية للمشكلة والعمل على حلها بشكل منطقي بحيث يتم توضيح الحقائق ومن المهم أن نتذكر أن احقاق المساوات لا تعني العدل بالضرورة، فعندما تستحق شيء فأنت ببساطة تستحقه، حتى لو لم يستحقه الاخرون، ولكن عندما نتحدث عن منح الفرص فالمساوات ضرورية بحيث يأخذ كل شخص فرصته بشكل عادل.
إن تقريب وجهات النظر وإيجاد حل وسطي بحيث يرضي الجميع هو فكرة ممتازة، ومن الممكن تطبيقها من خلال النقاش وطرح الأفكار والمعتقدات بوضوح بحيث يتم تبادل الآراء بمحاولة من كل طرف لفهم وجهة نظر الطرف الاخر وفهم خلفيات وأسباب وجهة النظر هذه، فيصبح إيجاد حل وسطي يرضي جميع الفرق هو أمر ممكن، خاصة في ظل وجود ضوابط وقوانين لضبط العمل والأجواء في مكان العمل.
هل يمكن تجنب الصراع التنظيمي؟
الصراع في الحياة موجود منذ وجود الحياة والكائنات الحية وهو أحد أساسات الوجود، ولذلك لن يخلو مكان في العالم
من الصراع بشكل أو بأخر، ولكن من الممكن دائماً محاولة التقليل من الصراع من خلال وضوح القوانين والسياسات
المعمول بها ومنطقية تطبيقها بالإضافة لعدم السماح لأي صراع بأن يكبر ويخرج عن السيطرة وأيضاً أن يتم اتباع
سياسة النقاش وتبادل وجهات النظر بشكل شفاف في مكان العمل فهذه استراتيجية جيدة لتقليل الصدامات أو على الأقل
تجنبها، في النهاية لابد أن نعترف بأن الصراع التنظيمي بالرغم من سلبياته الكبيرة ولكن أحياناً له بعض الإيجابيات
وخاصة عندما لا يتعدى حدود المنافسة الشريفة ومحاولة إظهار أفضل ما لديه كل طرف أو فرد فعندها ينعكس دوره
الإيجابي كحالة من التطور والابداع في المجتمع.