يعتبر مشروع تربية دودة القز في السعودية من المشاريع التراثية القديمة في المملكة. حيث يربي السكان دودة القز لإنتاج الحرير ضمن مشاريع زراعية صغيرة في أماكن توفر أشجار التوت. ولكن في العصر الحديث وبعد دخول السعودية في مشروع تنظيم طريق الحرير الجديد الذي بدأته الصين. انطلقت فكرة افتتاح مشاريع تربية ديدان الحرير في السعودية لإنتاج الحرير الطبيعي، لما له دور في تعزيز حركة التجارة والاكتفاء الذاتي للمملكة.
متطلبات مشروع تربية دودة القز في السعودية
يحتاج مشروع تربية دودة القز عدة متطلبات أساسية لضمان نجاحه، وإنتاج الحرير الخام بجودة عالية:
- توفير المكان المناسب للمشروع: حيث تكون أماكن تربية دودة القز قريبة من السوق لتوفير أجور نقل الحرير الخام من المزارع إلى مصانع الغزل.
- توفر أشجار التوت: من المعروف أن أوراق التوت هي الغذاء المفضل لدودة الحرير، لتنتج أجود أنواع الحرير نعومةً ومتانة.
- صناعة الصواني وحوامل التربية: تُصمم الصواني من الخشب، وتربط بالأسلاك المعدنية بحيث لا تسمح بسقوط الديدان منها.
- شراء البيوض: يتطلب حوالي 20000 بيضة لفتح مشروع متوسط الحجم لإنتاج الحرير.
- غرف مناسبة للتربية: بحيث تكون الغرف ذات درجة حرارة ورطوبة مناسبة مع إمكانية تعديلها في كل مرحلة من مراحل دورة حياة دودة القز.
- الاستعانة بخبراء التربية: بالتأكيد الخبراء هم من يعلمون ما تتطلبه كل مرحلة من مراحل التربية.
عوامل نجاح مشروع تربية دودة القز في السعودية
يجب توفر عدة عوامل لضمان نجاح مشروع التربية وكسب المال منها:
- دراسة جدوى مفصلة عن المشروع من حيث تكاليف الإنتاج والنقل ونسبة الأرباح المحتملة.
- تعلم تفقيس البيوض، ومراحل التغذية، وسحب اليرقات من شرانق الحرير.
- توفير احتياجات المشروع من حوامل التربية وأدوات الإنتاج.
- دراسة أسعار البيع في السوق، وعمل العروض، والتخفيضات لضمان الانتشار في سوق الحرير.
- الاهتمام بعمل الدعايات والإعلانات وخاصةً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتواجد عليها الناس بكثرة.
- تطوير المشروع بشكل مستمر.
- تشجيع الشباب على الاستثمار في مثل هذه المشاريع.
معرض تربية دودة القز في جدة
بدأت فكرة إنشاء متحف الحرير في السعودية بعد زيارة السيد عبد الرحمن عبد القادر فقيه إلى مدينة شنغهاي في الصين. حيث لفت نظره في أحد الأسواق الشعبية معرض لبيع الحرير يتم فيه التعريف على صناعة الحرير وطريقة استخلاصه. وبعدها طلب من إدارة المعرض إقامة معرض مشابه في مدينة الشلال في جدة. وبالتالي يقوم فريق صيني بإدارته والإشراف على تدريب الشباب السعودي على طرق تربية دودة القز واستخراج الحرير منها.
بعدها دُشن المعرض والمتحف الترفيهي لإنتاج الحرير في جدة مدينة الشلال. حيث أصبح بإمكان الجميع مشاهدة هذا المنظر الجميل لمراحل إنتاج الحرير من دودة القز. بدايةً من فقس البيوض وتربية الديدان، ومن ثم استخراج الحرير الطبيعي من شرنقة الحرير دون تخربه.
وتبلغ مساحة متحف الحرير 600 متر مربع داخل مدينة الشلال حيث يحتوي على لوحات تاريخية عن الطرق التي سلكها الحرير بدايةً من الصين وانتقاله إلى جميع دول العالم. وهذا المعرض هو أكبر بأضعاف من معرض شنغهاي ومفتوح مجانًا لزواره من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
سعر كيلو الحرير الخام في السعودية
يتحدد سعر الحرير الخام من خلال عدة عوامل، حيث تتأثر الأسعار بكمية الطلب في السوق المحلي على الملابس الحريرية، فحتمًا يزداد الطلب عليها في فصل الشتاء، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحرير الخام مع زيادة الطلب. حيث يبلغ سعر متر القماش من الحرير الطبيعي بنسبة 100% حوالي 69 ريال سعودي.
في حين يبلغ سعر متر القماش المصنوع من الحرير بنسبة 80% حوالي 50 ريال سعودي. وبالتأكيد القماش المنسوج من الحرير الطبيعي بشكل كامل أفضل، باعتباره أكثر لمعانًا وجاذبية.
كيفية التفريق بين الحرير الطبيعي والصناعي
قبل كل شيء حتى لا تتعرض للغش عند شرائك للحرير هنالك بعض الخطوات التي يجب معرفتها لكشف الحرير الطبيعي من الصناعي وهي:
- القيام بحرق قطعة من القماش فإذا نتج منه رائحة تشبه الورق أو النايلون فهو حرير صناعي، أما إذا كانت الرائحة تشبه رائحة الشعر فهو حرير طبيعي 100%.
- الانتباه إلى ملمس الحرير، فملمس الحرير الطبيعي بين أصابع اليد يشبه صوت السير على الجليد الناعم، أما الحرير الصناعي لا ينتج هذا الصوت أبدًا.
- الحرير الصناعي يفقد بريقه ولمعانه مع مرور الوقت، لذلك يجب الاتباه إلى عمر قماش الحرير، فالحرير الطبيعي يزداد لمعانه وبريقه كلما زاد عمره.
في الختام، مشروع إنتاج الحرير من دودة القز في السعودية مشروع ناجح يساهم في دعم الاقتصاد الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحرير الطبيعي، وبالتالي تصدير الفائض منه إلى البلدان المجاورة.