يعتبر مشروع تربية البط في تونس من أهم المشاريع التي تقوم بها الدولة، وعامة أفراد الشعب. و هو مشروع لا غنى عنه أبدًا. إذ يعود على الدولة وعلى صاحب هذا المشروع بأرباح هائلة خلال فترة قصيرة جدًا.
وفي مقالنا هذا سنتحدث عن الوسائل والطرق التي يتبعها التونسيون في تربية البط سواءً كان ذلك في المزرعة، أو في المدجنة، أو حتى في المنزل.
تربية البط في تونس تقوم على عدة وسائل
لا يمكن تربية البط دون مراعاة السكن الدافئ، والمريح، والغذاء الملائم. الذي يساعد البط في النمو بطريقة صحيحة وآمنة. ومن هذه الوسائل:
- توفير السكن: توفر المزارع والدواجن في تونس السكن المناسب للبط، لمنع الحيوانات الأخرى من افتراسه ليلًا. مع العلم لا يحتاج البط إلى مسكن كبير في حال كانت أعداده صغيرة، لأن البط يمضي معظم وقته خارج المنزل. في الماء أوالترع المائية. كما أنه لا يحتاج إلى أعواد وأعمدة تسلق كما هو الحال بالنسبة للدجاج والديك الرومي. لكن المدخل يجب أن يكون واسعًا وعريضًا، لمنع تصادم البط مع بعضه البعض أثناء الخروج. لأن جماعات البط تتحرك معًا وفق فريق واحد.
- توفير الغذاء: تقوم تغذية البط في تونس على عدة مراحل:
- المرحلة الأولى: لا يجب إطعام صغير البط بعد أول 24 ساعة من التفقيس. لأنه يتغذى على صفار البيض الذي فقَس منه.
- المرحلة الثانية: هذه الفترة تشمل الصغار من عمر يومين وحتى عمر 10 أو 20 يوم. حيث يقدم العلف للصغار مع إضافة القليل من الماء لتسهيل عملية الهضم. إضافًة لتقوية مناعة جسمهم بإعطاءهم الفيتامينات والقليل من العسل.كما ويُمنع إعطاءهم المضادات الحيوية.
- المرحلة الثالثة: بعد عمر 20 يوم. تعطي المزارع أوالدواجن العلف المركز مع بعض البروتينات للبط. إضافةً لبعض أنواع الخضروات والأعشاب.
- توفير الماء: رغم أن أهمية الماء بالنسبة للبط تكمن في الشرب أكثر من السباحة. إلا أن أغلب المزارع في تونس، توفر البرك وأحواض السباحة للبط. حيث يحتاج البط لحوض يبلغ 20 سم متر، ليستطيع غسل وترطيب جسمه بالكامل.
- توفير المناخ: رغم أن البط معروف بقدرته على تحمل مختلف درجات الحرارة. إلا أنه غير قادر على تحمل درجات الحرارة المنخفضة جدًا، والتي تكون تحت الصفر، أو درجات الحرارة المرتفعة جدًا، والتي تكون فوق 60 درجة مئوية. لذلك تحرص تونس على توفير المناخ المناسب للبط داخل السكن، الذي يتراوح بين 20-30 درجة مئوية.
فوائد تربية البط في تونس
تعتبر تربية البط في تونس من أنجح المشاريع وأكثرها وفرةً. حيث يستفاد من البط في جميع الجوانب مثل: اللحم، والبيض، والريش، والسماد. وفق التالي:
- فائدة لحم البط على الدولة: تربية البط في تونس متوفرة في معظم أرجاء الدولة، وهذا ما يجعل الأرباح التي تجنى ضئيلة جدًا داخل الدولة. إذ لا تكاد تصل إلى 15%. لكن الأرباح التي تجنى خارج تونس من تصدير لحم البط تعتبر مرتفعة جدًا. وتساهم برفع اقتصاد البلد إلى حوالي 50%.
- فائدة بيض البط على الدولة: يعتبر بيض البط من أفضل أنواع بيض الطيور التي تنتجها تونس. فهو يمتاز بقساوة قشرته وكبر حجمه، مما يساعد على إطالة صلاحيته. إضافًة إلى غناه بالكثير من العناصر الغذائية المتوفرة في بيض الدجاج (فيتامينات وكالسيوم وبروتين ومعادن). كما أن تنوع ألوانه يجعل منه منتجًا قيمًا للبيع في المناسبات الدينية.
وتتراوح الأرباح التي تجنيها تونس من بيض البط ما بين 40% و45% من قيمة الثروة الحيوانية. ومعظم الدول التي يصدر لها بيض البط هي دول شرق آسيا واستراليا الأكثر استهلاكًا لبيض البط.
- فائدة ريش البط على الدولة: تتراوح الأرباح التي تجنيها تونس من تربية البط حوالي 70% من قيمة الثروة الحيوانية. وتعتبر قيمة مرتفعة كون ريش البط مطلوبًا كثيرًا في الصناعات مثل: حشو الوسائد والبطانيات، والزينة مثل: الإكسسوارات والقبعات.
- فائد سماد البط على الدولة: تعتبر الأرباح التي تجنى من سماد البط قليلة جدًا، ولا تتجاوز 10% من اقتصاد البلاد. ويباع سماد البط داخل الدولة التونسية لمزارع الخضروات، والفواكه، ومزارع السمك. حيث يعتبر طعام جيد للسمك لاحتوائه على البروتين.
وفي الختام تعتبر تربية البط في تونس من المشاربع المفضلة. لما لها من سهولة، وقلة التكاليف، وعائد مربح على الشعب والدولة. لذلك تسعى الدولة إلى دعم هذا القطاع، مما يضمن التقدم القادر على سد الاحتياجات المحلية وصولًا إلى التصدير العالمي.