تنتشر في إيران تربية النعام على أوسع نطاق، مما جعلها تحتلّ المرتبة الثّانية في هذا المجال، وبالتالي دخولها في مجال تجارة النعام ومنتجاته. ومن المتعارف عليه أهميّة لحم النعام بسبب احتوائه على نسب عالية من الفيتامينات والبروتينات، هذا فضلًا عن طراوته، ممّا أدّى إلى إلى زيادة الطّلب عليه وبالتّالي ارتفاع سعره.
منتجات النعام في إيران
ما يميّز منتجات النعام في إيران أنّها طبيعيّة. حيث يتمّ تربية هذه الطيور في مزارع لا تعتمد في نظامها الغذائي على المضادات الحيويّة، والهرمونات، والمواد الكيميائية أو المحسّنات. ونعدّد منتجات النعام في إيران وفق الآتي:
- اللّحوم: تمتاز لحوم النّعام الإيرانيّة بجودة لحمها ولونها الأحمر الدّاكن، الذي يشير إلى احتوائه على نسبة عالية من الحديد والفيتامينات. بالإضافة إلى ذلك طراوته، وسهولة طهيه، ومذاقه اللذيذ. ولا ننسى قلّة دسمه كما أنّه من السّهل نزع الدّهون عن اللّحم في حال وجودها.
- البيض: تعتمد إيران في تربية النعام عل أجود الأنواع كأسود الرّقبة، نظرًا لغزارة إنتاجه من اللّحم والبيض. ويتميّز بيض النّعام الإيراني بكبر حجمه، حيث يبلغ وزن البيضة الواحدة حوالي 1.4 كلغ. كما يحتوي بيض النعام على نسب ومستويات عالية من الحديد، والأملاح المعدنيّة كالبوتاسيوم، المغنيسيوم، والفوسفور. مما يعزّز مستويات الطاقة في الجسم، والسيطرة على ارتفاع ضغط الدّم، وتقوية العظام، وتعزيز مناعة الجسم. ولا بدّ أن نشير إلى أنّ هذه العناصر تتواجد بشكل أساسي في صفار البيض.
- الجلد: من أجود وأغلى الجلود على الإطلاق. إذ تدخل جلود النعام في صناعات الملابس الجلدية، والحقائب والأحذية. ومن مميّزاته المتانة، وجمال المظهر.
- الرّيش: من أجمل أنواع الريش، حيث يستخدم في التنجيد الفاخر والديكور. بالإضافة إلى ذلك الإكسسوارات الكلاسيكية. كما أنّه يدخل في تنظيف الأجهزة الالكتورنيّة مثل الكمبيوتر، وذلك بسبب قوّته المغناطيسية التي تجذب الغبار والأتربة.
تجارة النعام في إيران
اعتمدت إيران في تربية النعام على عدّة خطوات أدّت إلى توسّع نطاق التجارة بها. نوجز هذه الخطوات كالآتي:
- تسمين النعام: تعتمد هذه الخطوة بشكلٍ أساسيّ على أجود أنواع الأعلاف التي تضمن تحقيق هذا الغرض. والابتعاد قدر المستطاع عن كافّة المحسّنات والهرمونات. مع العلم إن الهدف من التّسمين زيادة الإنتاج من اللّحوم والرّيش والبيض كونها من المنتجات الباهظة الثّمن. وبالتّالي تحقيق أكبر نسبة ممكنة من الأرباح. إذ يصل سعر فرخ النّعام الذي بيلغ عمره شهر إلى 11 دولار أميركي.
- تجارة الجلود: تشكّل جلود النعام حوالي 80% من القيمة النقديّة للذّبيحة الواحدة. لذلك يحتفظ بالجلد بعد عمليّة الذّبح والسّلخ. بعدها تبدأ عمليّة الدباغة الأوليّة، حيث يوضع الجلد في محلول خاصّ مدّة تتراوح بين 3 و5 أيّام، ويتمّ تحضيره إلى التّصدير. وتبلغ قيمة صادرات جلد النعام في إيران 8 ملايين دولار أميركي في السّنة.
- بيع اللحوم والبيض: تبدأ عمليّة البيع على المستوى الدّاخلي عن طريق المزارع والمطاعم لتأمين الاكتفاء الذّاتي. بعدها يسار إلى تصدير الفائض من الإنتاج إلى الخارج. ولا بدّ أن نشير إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من لحم النعام يبلغ حوالي 15 دولار أميركي. كما أنّ سعر البيضة الواحدة يتراوح تقريبًا بين 5 و8 دولار أميركي. ويعدّ هذا النّوع من أفضل الأنواع وأكثرها جودة. فالبيضة الواحدة تكفي تقريبًا حوالي 14 شخصًا.
- تعتبر تجارة ريش النعام في إيران الأهمّ. إذ أنّ اللون الأبيض في ذيل النّعام يتميّز بلمعانه، وهذا الأمر يساهم في تصديره بشكل أكبر. ويبلغ سعر كيلو ريش النعام في إيران تقريبًا 100 دولار أميركي.
- تنتج إيران حوالي 3000 طن من لحوم النعام ومنتجاته سنويًّا، والتي تصدر إلى العديد من الدّول نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كومنولث الدّول المستقلّة، الدّول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وأوروبا.
النتائج المترتبة عن تجارة النعام ومنتجاته في إيران
تتمظهر نتائج تجارة النعام ومنتجاته في إيران على الصّعيد الدّاخلي والخارجي وفق الآتي:
- سدّ حاجات النّاس الغذائيّة وتأمين الاكتفاء الذّاتي.
- تحريك العجلة الاقتصاديّة للبلاد، وبالتّالي زيادة النّاتج المحلّي.
- ارتفاع نسبة الواردات في خزينة الدّولة بسبب عمليّة التّجارة.
- انتعاش قطاع تربية المواشي، وخلق فرص عمل جديدة.
- تأمين عائد مالي ضخم للفرد.
- زيادة الطّلب على منتجات النعام، وبالتالي زيادة نسبة الأرباح.
- دخول منتجات النعام لاسيّما جلدها ضمن المنافسة مع باقي الأنواع، نظرًا لجودته وجمال شكله.
خطوات لضمان نجاح تجارة النعام في إيران
- اختيار أجود أنواع طيور النعام لتربيتها بهدف الحصول على أفضل المنتجات.
- تأمين كافّة المستلزمات الأساسيّة للمحافظة على صحّة طيور النعام.
- المشاركة في النّدوات، وبالتّالي رفع مستوى ثقافة تربية النعام والتجارة بها.
- العمل على تسويق منتجات النعام بواسطة كافّة الوسائل التقليديّة والحديثة، التّي تحثّ المشترين على زيادة الطّلب عليها.
- مراقبة أسعار السّوق والبيع بسعر أقلّ، ممّا يضمن نجاح المنافسة.
- اختيار الشّركات المصدّرة ذات الخبرة العالية في هذا المجال للتّعامل معها.
- اعتماد كافّة المعايير الّلازمة عند توضيب المنتجات والمحافظة عليها.
تكمن أهميّة مشروع تربية النعام والتّجارة بمنتجاتها في المردود المالي الضّخم الذي يمكن تحقيقه. لذا عمدت العديد من الدّول على تنفيذه كما هي حال الدّولة الإيرانيّة. ولا بدّ من أن نشير إلى أنّها احتلّت المرتبة الثّانية عالميًّا في هذا المجال.