لا بد أنك سمعت عن أمراض أساسية تصيب النحل، ومخاطر تلك الأمراض سواء على مجتمع النحل بشكل خاص أو التوازن البيئي بشكل عام. حيث تشير بيانات العلماء إلى أن الحياة على كوكبنا كما نعرفها ستنتهي بغضون 24 ساعة من اختفاء النحل عن سطحه، الأمر الذي يدلّ دون شكّ على الأهميّة الاستثنائية والمفصليّة لهذه الكائنات النشيطة، رغم أنها مجرّد حشرات!
لذا فإنه من الضروري المحافظة على هذه الحشرة من كل العوامل التي تهدّد بقاءها، فهي مثل باقي الحيوانات والبشر معرّضة للبكتيريا والفيروسات والطفيليات، التي قد يتسبب بانهيار كامل للمستعمرات المدجّنة منها أو البريّة.
النحل وبنيته
تعتبر النحلة حشرة من رتبة غشائيات الأجنحة، انحدرت من أسلافها “الدبابير” نتيجةً لعمليات التطوّر عبر العصور. وتتجلى وظيفتها الأساسية بإنتاج العسل وشمع النحل، بالإضافة للتلقيح الطبيعي، وتتواجد في جميع قارّات العالم – ما عدا القطب الجنوبي بالطبع- يتألف جسدها من ثلاثة أقسام: الرأس والصدر والبطن، وتضمّ ممالك النحل ثلاثة أنواعٍ من الأفراد: الملكة والعاملات والذكور. ويُعرف منها حوالي 20 ألف نوع! يعيش معظمها في مجتمعاتٍ تعاونية ضخمة، وتعدّ الأصناف المشمولة في مجموعة نحل العسل أكثرها أهميةً وقابليةً للترويض.
أمراض أساسية تصيب النحل مدرجة من قبل المنظمة العالمية لصحّة الحيوان
يوجد مجموعة أمراض أساسية تصيب النحل حصرًا، موزّعة ضمن أربع فئات وفقًا لمسبباتها:
- الآفات والطفيليات: عثّ Varroa المدمّر، وغزو خنفساء الخلية الصغيرة، وعثّ Acarine، وعثّ الشمع، وعدوى النوزيما المرتبطة بفيروس خلية الملكة السوداء.
- أمراض فطرية: الحضنة الطباشيرية، و Stonebrood.
- مسببات بكتيرية: الحضنة الأمريكية، والحضنة الأوروبية.
- أمراض فيروسية: فيروس شلل النحل بأنواعه، فيروس خلية الملكة السوداء، فيروس الجناح المشوّه.
أمراض النحل الطفيلية
- عثّ Varroa المدمّر: طفيليات تتغذّى على دهون البالغين وأجساد اليرقات، ويمكن رؤيتها بالعين المجرّدة كبقعة حمراء صغيرة على صدر النحلة، وتنقل إليها الفيروسات التي تحملها أثناء تطفّلها عليها، مما يتسبب بالقضاء على مستعمرات النحل البرية. ويمثّل هذا المرض مشكلةً كبيرةً في المناحل عندما تكون الخلايا موبوءة بشدّة، فغالبًا ما تترك الأفراد السليمة الخلية.
- سوس الأكارين: طفيلي يصيب القصبة الهوائية للنحلة، وينتقل من فرد مصاب لآخر بسهولة. حيث يضع البيض في الشعب الرئوية بمجرّد وصوله إليها، مشكّلًا تهديدًا حقيقيًا للمستعمرة، ولحسن الحظ تتوافر اليوم سلالات مقاومة له.
- عدوى nosemosis: تسببّها فطريات تغزو أمعاء الأفراد البالغة فتصيبها بالزحار الحاد، وهي من أخطر الأمراض التي يتعرّض لها النحل، حيث يتبرّز المصابون داخل الخلية، وهو أمرٌ غير طبيعي يسهّل انتشار العدوى فيها. كما يعانون من الضعف الشديد الذي يجعلهم غير مؤهلين لتحمّل مشاقّ مهامهم الدورية التي تضمن بقائهم، وغالبًا ما يترافق مع فيروس خلية الملكة السوداء، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة.
أمراض النحل الفطرية
- الحضنة الطباشيرية: تسببها فطريات تصيب أمعاء اليرقات وتشاركها غذائها. كما تتغذّى على أجسادها بعد تجويعها لتبدو بيضاء وطباشيرية، مما يفسّر تسمية هذا المرض بهذا الاسم. ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض غالبًا ما يحدث في مواسم الربيع الرطبة.
أمراض النحل البكتيرية
- الحضنة الأمريكية: من أكثر أمراض النحل انتشارًا وتدميرًا، تحدثها بكتيريا Paenibacillus. وتصيب اليرقات بعمر ثلاثة أيام بواسطة الغذاء، لتتكاثر داخل أجساد اليرقات التي تموت عادةً بعد بضعة أيام من تنبّت البكتيريا. كما تحوي كل يرقة ميتة حوالي مئة مليون خلية بكتيرية بإمكانها القضاء على مستقبل المستعمرة.
- الحضنة الأوروبية: أقلّ خطورةً من النوع السابق، تسبّبه بكتيريا Melissococcus plutonius، ويصيب أمعاء اليرقات. ومن الجدير بالذكر يمكن للمستعمرات التي تتمتّع بصحة جيدة أن تنجو من هذا المرض.
أمراض النحل الفيروسية
- فيروس شلل النحل: يوجد من هذا الفيروس نوعًا مزمنًا يجعل النحل عاجزًا عن الطيران بأعدادٍ كبيرة، ونوعًا حادًا يعد الأكثر شيوعًا. كما يوجد فيروس خلية الملكة السوداء الذي يسبب تحوّل يرقة الملكة إلى اللون الأسود ثم موتها، وهو من الفيروسات التي تصيب مستعمراتٍ تبدو طبيعية محدثة انهيارًا مفاجئ يعرف باضطراب انهيار المستعمرة.
الوقاية والعلاج
عل الرغم من حدّة وخطورة الأمراض السابقة، تتوافر العديد من طرق الوقاية وسبل العلاج الكفيلة بتجنّب وتجاوز هذه التهديدات. وهنا يأتي دور مربيّ النحل في تقديمها بشكل مناسب وسليم، سواءً كانت علاجًا كيميائيًا أو لقاحًا أو متابعة غذائية أو رعاية وتدفئة صناعية.