تعتبر تجارة شمع النحل الخام من التجارات القديمة التي كانت شائعة وموجودة بقوة في أوروبا في القرون الوسطى. ونظراً لأهميتها استمرت حتى يومنا هذا. لذلك دعنا نطلعك على أهم الأمور المتعلقة بهذه التجارة من خلال كلماتنا التي نسجناها في مقالنا هذا. 

تجارة شمع النحل الخام 

تعتبر تجارة الشمع تجارة رابحة في العديد من البلدان، لما تقدمه من دعم اقتصادي على مستوى الفرد والدولية. كما تقيَّم هذه التجارة بحسب عدة تصنيفات كاللون والرائحة، حيث يتدرج لون الشمع من الأبيض الفاتح إلى الأصفر أو اللون البني أو البني الغامق. ويقسم شمع النحل بناءً على درجة اللون إلى ثلاث درجات، اعتماداً على عملية التبييض، وفي الوقت الحالي ينظر إلى شمع النحل من حيث استخدامه إلى شكلين: 

  •  الشكل الأول هو دخول شمع النحل بالاستخدامات التجميلية والطبية. 
  •  الشكل الثاني هو دخول شمع النحل بالاستخدامات التجارية والصناعية. 

وتقدر النسب المئوية لاستخدام الشمع الخام في المجالات المختلفة عدا صناعة الأساسات الشمعية كما يلي: 

  • مستحضرات التجميل 20 – 30 ٪. 
  • الصناعات الدوائية 20 – 30 ٪. 
  • صناعة الشموع 20 ٪. 
  • أغراض أخرى 10 – 20 ٪. 

وهناك ملاحظة تأخذ بعين الاعتبار في تجارة شمع النحل الخام وهي اختلاف خواص الشمع باختلاف الدولة المنتجة له من حيث درجة التبييض والمرونة. كما أنّ إنتاج الشمع يُقدّر بما يعادل 1٫5 – 2٫5 ٪ من إنتاجية المنحل من العسل، وذلك في حال استخدام الخلايا الخشبية الحديثة. بينما في الدول الإفريقية التي تستخدم الخلايا التقليدية، فيمكن تقدير إنتاج الشمع بما يعادل 10 ٪. 

تجارة شمع النحل الخام عالمياً 

في تجارة شمع النحل الخام هنالك عرف يقول أنّ النحل يوفر للنحال من 5-10 ٪ من دخله من شمع النحل طبقاً للأسعار العالمية، حيث يعادل سعر الشمع من 2-5 مرات مقدار سعر العسل. 

وبحسب إحصائيات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة FAO، بلغ الإنتاج العالمي من العسل في عام 1991 حوالي1٫19 مليون طن، في حين بلغ إنتاج الشمع حوالي 17٫850 – 29٫750 طناً خلال نفس الفترة. 

وبالنسبة للدول المسيطرة على إنتاج وتجارة شمع النحل الخام، فإنّ الدول النامية والاستوائية لها قصب السبق، لأن معظم الخلايا التي تستخدمها هي من الخلايا البدائية والتقليدية التي تُستخرج منها الأقراص الشمعية كاملة. 

بينما الدول الصناعية التي تعتمد مناحلها على استخدام الخلايا الحديثة، فهي أضعف في إنتاج الشمع الخام وأكثر حاجة إلى استيراده. وعادة ما تستهلك الدول المستوردة إنتاجها المحلي من الشمع الخام في صناعة شمع الأساس. بينما تستخدم الشمع المستورد للاستخدامات الصناعية والطبية. 

وفي عالم تجارة شمع النحل الخام تُسجل المعلومات التالية حول نسب استيراد هذه المادة: 

  • تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر حاجة إلى استيراد الشمع الخام، والأكثر استهلاكاً لشمعها المحلي. 
  • وبشكل رئيس فإن الشمع المستورد يعاد تصدير جزء منه مرة أخرى من بعض البلدان، مثل: ألمانيا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراء عمليات التنقية والتبييض. 
  • تستورد دول الاتحاد الأوربي حوالي 6000 طن من شمع النحل سنوياً، تأتي نسبة 50 ٪ منها من الدول النامية. 

مع العلم قد بلغت أسعار شمع النحل في عام 1991 حوالي 3.600 دولاراً للطن. وتتراوح أسعاره العالمية في أيامنا هذه بين 10 – 40 دولاراً أمريكياً لكل كيلوجرام. 

الصفات الطبيعية لشمع النحل 

في الحقيقة يتميز شمع نحل العسل عن غيره من الشموع النباتية والصناعية بالعديد من الخصائص الحسية والطبيعية منها: 

الصلابة والليونة والانصهار 

 فشمع النحل مادة جامدة لها درجة ليونة عالية على درجات الحرارة المتوسطة 32 °م، وتتغير خصائص الصلابة والليونة الخاصة به مع تغيير درجة الحرارة على النحو الآتي: 

  • يكون هشًا وسهل الكسر عند الدرجة 15٫5° م. 
  • يكون طريًا ومرنًا عند الدرجة 35-30 °م. 
  •  يبدأ الشكل المحدد للشمع في التغير عند الدرجة 47-46 °م. 
  • يتحول إلى عجينة عند الدرجة 49-48° م. 
  • ينصهر ويتحول إلى سائل عند الدرجة 70-60 °م. 
  • يحدث فوران وظهور فقاعات على السطح عند الدرجة 95 – 105 °م. 

بالإضافة إلى ذلك تعتبر درجة انصهار الشمع (62 – 65 °م)، التي تعد اختبارًا سريعاً لمدى نقاء الشمع أو خلطه بأنواع أخرى من الشموع الصناعية أو المعدنية. 

كما أن تسخين الشمع على درجة حرارة أعلى من 120 °م لمدة 30 دقيقة يزيل منه كل الماء المتبقي فيه، مما يسبب صلابته عقب تبريده. كما ينكمش حجم الشمع المنصهر بمقدار 10 ٪ عند تبريده على درجة 25 °م. 

وتتوقف خاصية الليونة في الشمع على نوع الأسترات والأسترات المشتقة. مع العلم تزداد الصلابة والمرونة مع تخزين الشمع لفترة طويلة من 3- 4 أشهر، كما يسبب التخزين زيادة تحبب الشمع.ا 

الذوبان 

يعتبر شمع النحل على وجه الخصوص من المواد غير القابلة للذوبان في الماء، كما أنه مقاوم للعديد من الأحماض، ولكنه يذوب في معظم المذيبات العضوية مثل: 

  • الأسيتون 
  • الأثير والبنزين. 
  • الزيلول. 
  • التلوين. 
  • الكلورفورم. 
  • والتراي كلورو إثيلين. 

غير أنّه لا يذوب كلياً في درجة حرارة الغرفة في أي من المذيبات السابقة، لكنه يذوب كلياً مع التسخين على درجة حرارة أعلى من درجة حرارة انصهاره. وأيضاً يذوب في كحول الإيثانول الساخن، وتذوب قشور الشمع حديثة الإفراز في التربتين. وتقل درجة ذوبانها كلما قدمت. ولشمع النحل قابلية الامتزاج بالدهون والزيوت والشموع الأخرى. وعند ذوبان شمع النحل في المذيبات العضوية، نحصل على نوعين من الأشكال المتبلورة، إما أن تكون بلورات طويلة أسطوانية إبرية وأحياناً شعاعية أو بلورات صغيرة جداً مغزلية الشكل. 

اللون 

غالباً ما يكون شمع النحل الخام النقي عديم اللون عند إفرازه من الغدد الشمعية للنحلات العاملات على شكل سائل، ولكنه يأخذ اللون الأبيض الشفاف عند تصلبه. 

غير أنّه في بعض الأحيان قد يأخذ اللون الأصفر، وقد يتحول إلى اللون البرتقالي بسبب بعض الصبغات الموجودة في حبوب اللقاح أو بعض مكونات البروبوليس التي يتلون بها طبيعياً عند معالجة النحلات العاملات له. 

وقد يرتبط لون الشمع بنوع النبات السائد وقت إنتاج الشمع، كما يتحول لون الشمع بعد استخدامه في الخلايا تدريجياً إلى اللون البني ثم البني المحمر ثم الأسود، بسبب مخلفات اليرقات وجلود الانسلاخ لليرقات والعذارى. 

بالإضافة إلى أن لون الشمع قد يتحول إلى اللون الأزرق عند تلوثه ببعض المواد المعدنية، كما لاحظ أن شمع البرافين الذي يكثر غش شمع النحل به ذا لون أبيض منفِّذ للضوء لكنه غير شفاف. 

الرائحة 

غالباً ما يكون شمع النحل الخام عديم الرائحة غير أنه وفي حال وجود رائحة فهي تختلف نسبياً تبعاً لاختلاف مصادره. وكثيرًا ما تميل رائحته إلى الرائحة الزهرية، إذ يحوي على العديد من المكونات الطيارة. 

الملمس ومكان الكسر 

ملمس شمع النحل دهني ناعم أملس، غير أنه عند فحصه تحت قوة التكبير الصغرى للميكروسكوب يبدو ذا سطح غير منتظم. علاوةً على أن شمع النحل النقي يكون هشًا قابلًا للكسر إذا خزن على درجة حرارة منخفضة. 

ويكون مكان الكسر حبيبيًا غير بلوري، ولكن على درجات الحرارة المتوسطة (32 °م) يمكن عجنه بالأصابع ولا يلتصق بها. 

الطعم والمضغ 

له طعم مميز وطبيعي لاسيما بوجود مواد غريبة تؤثر على المذاق بشكل واضح. وعندما يمضغ شمع النحل الطبيعي لا يلتصق بالأسنان. 

 الغش في شمع العسل 

من خلال الحديث عن الخصائص الطبيعية لشمع النحل يمكن معرفة المغشوش منه كما يلي: 

  •  (اللون): عندما يميل لون الشمع إلى الأبيض، فإنً ذلك مؤشر على إدخال شمع البارافين أو الستيرين إليه. 
  •  (اللزوجة): يمكن وضع القليل من الشمع بين الأصابع بدرجة حرارة 36درجة مئوية تقريباً للمكان، والضغط بالأصابع والنتيجة الطبيعية أن يبق لزجاً. أما إذا انزلق فمن المحتمل أنّه يحوي بارافين، وإن انكسر فغالبًا يحتوي ستيرين. 
  • (النقاء): يمكنك كشف غش شمع العسل باستخدام مصدر ضوء أسود. حيث يضيء البارافين في هذه الحالة، في حين لا يضيء شمع العسل النقي. 

في نهاية المطاف وكما مر معنا آنفاً إن لتجارة شمع النحل الخام مجالاً واسعاً. باعتباره العنصر الأساسي من أجل بناء منحل قوي وصحي ومتكامل العناصر. هذا فضلاً عن امتلاكه صفات مميزة تجعله ينفرد عن الأنواع الصناعية الأخرى.