زراعة القهوة في تركيا
على الرغم من أن تركيا لم تزرع القهوة على أراضيها، لكن هناك نوع من القهوة يسمى بالقهوة التركية، وذلك لأن تركيا تقوم بتحضير القهوة عن طريق تحميصها وغليها، ومن ثم صبها في الفنجان، وهذه الطريقة سميت بالقهوة التركية، وقد انتشرت في أوروبا وكافة أنحاء العالم بدءاً من بوستون وصولاً إلى فينا، حتى تمكن الأوروبيين من اكتشاف طريقة لتصفية القهوة خلال القرن (18)، والقهوة التركية يتم تحضيرها من خلال غلي مسحوق القهوة في إناء من المياه أو اللبن، ويمكن إضافة سكر أو لا (حسب الرغبة)، وبعد ذلك يتم استخدام الفناجين الصغيرة لتقديمها، والقهوة التركية شهيرة بفناجينها المزخرفة والجذابة، وفي هذا المقال سنتحدث باستفاضة عن زراعة القهوة في تركيا.
زراعة القهوة في تركيا
يعتقد الكثير من الناس أن القهوة التركية تزرع في الأراضي التركية، فزراعة القهوة تتطلب المناخ الاستوائي الجاف عند زراعتها وعند حصادها، وهذه المتطلبات غير متوفرة بأي شكل في الأراضي الزراعية التركية، وتتميز القهوة التركية بالوجه الذي يتكون على السطح، وفي العديد من الدول العربية يسمى ب (الوش)، وهو الرغوة التي تظهر على سطح إناء القهوة عند الغليان، وطريقة القهوة التركية معروفة في البلقان، والقوقاز، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وبالرغم من أن لفظ قهوة يرجع للأصول العربية، لكن ثقافة المقاهي ظهرت في زمن الدولة العثمانية، فهذه الطريقة التي كانت شائعة لتحضير القهوة حينها.
تاريخ القهوة في تركيا
دخلت القهوة إلى دولة تركيا أيام السلطان العثماني (سليمان القانوني) خلال القرن (14)، من خلال (أوزديمير باشا) والي اليمن، وتسبب ذلك في أن البلاط الملكي قد عشقها، وقد تفننوا في طرق تحضيرها وتقديمها، وذلك وصل معهم لدرجة عمل منصب جديد بداخل القصر، فهو خاص بإعداد القهوة، ويهتم بعمل القهوة الخاصة بالسلطان، ويمكنه الإشراف عليها.
أهمية القهوة في تركيا
وصلت القهوة لعامة الشعب بعد ذلك، وارتبطت بالحفلات، والمناسبات الاجتماعية القومية، حتى أصبحت جزءاً كبيراً من ثقافة دولة تركيا، وتم إفتتاح أول مكان مخصص لشرب القهوة وهو مكان عام في اسطنبول خلال نصف القرن (15)، وهناك كان يتمجع المثقفون والأعيان ليشربون القهوة، ويتناقشون في الأمور السياسة والعامة.
البن التركي
يرجع تاريخ البن التركي إلى القرن (16)، عندما بدأ الأتراك في تحميص وطحن حبات البن، وخلال القرن (17)
أصبحوا من أكبر الموزعين للقهوة في العالم كله، وفي هذا التوقيت أصبحت القهوة من المتطلبات التي لا بمكن
الاستغناء عنها في الحياة، نتيجة إنتشار المقاهي، والمنتديات الشعرية والأدبية، وذلك كان من الإنتصارات الكبيرة
التي حققتها القهوة في إنتشارها السريع، والموطن الأول للقهوة كان في عدن اليمن، حيث كان الدراويش والمتصوفون
ليشربونها أثناء إحياء الليل، وحينها قاموا بوصفها بأنها المشروب الذي يقوم بفتح الذهن، وبعد ذلك إنتقل هذا
المشروب إلى سوريا، ومصر، والحجاز فتركيا.
إنتشار القهوة التركية
كان العرب المقيمين بشبه الجزيرة العربية يقومون بغلي ثمار القهوة ليشربونها، وبعد ذلك تعرفوا الوسيلة الجديدة
للطهي التي ابتكرها الأتراك، والتي تمتلم المذاق والطعم الخاص، والقهوة التركية كانت تحضر في المطبخ الخاص
بالقصر، حيث كانوا يقومون بتحميص البذور النية للقهوة، ومن ثم يدقوها بالهاون، ثم يتم طهيها في إبريق معدني،
وبعد مدة زمنية قصيرة قد إنتقلت القهوة لأوروبا بفضل التجار والسفراء العثمانيين، ونتيجة لذلك إنتشرت القهوة
التركية في كافة أرجاء أوروبا.
في النهاية تحدثنا عن زراعة القهوة في تركيا ، وتاريخ القهوة في تركيا، وكذلك إنتشار القهوة التركية في العالم كله، ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم.