تحتل القوائم المالية في أي مؤسسة أو شركة مكانة مهمة لأنها تعكس السجلات الرسمية لجميع الأنشطة التجارية والمالية لهذه المؤسسة. وهي تمثل البيانات المحاسبية وتعكس السيولة وجميع آثار المعاملات المالية والتجارية. وتُصنف قائمة المركز المالي ضمن القسم الأول من القوائم المالية التي تُقدم في الربع الأول من كل عام. كما أنها تقدم صورة مفصّلة للأوضاع المالية مثل موجودات الشركة “أصولها”، وخصومها، وحقوق المساهمين فيها. بالإضافة إلى ذلك فهي تقدم معلوماتٍ أخرى مهمة، فهي توضح قدرة الشركة أو المؤسسة على توسيع مشروعاتها. فمن خلالها نستطيع معرفة إذا ما كانت أصول الشركة كافية لفتح مشاريع جديدة أم لا. كما أنها تبين قدرة تلك الشركة على الاستحواذ على شركاتٍ أخرى، وإلى أي درجة نجحت الإدارة في السيطرة والتحكم في مخزون المنتجات. وعلى الرغم من كون نسب هذه القائمة متفاوتة بين الشركات إلا أنها تندرج تحت إطارٍ واحدٍ. وفي المقال التالي سنعرف المزيد عن هذه القائمة وعن صافي الربح فيها وكيفية معرفته في المؤسسات.
عناصر قائمة المركز المالي
وتًعرف قائمة المركز المالي على أنها الميزانية العمومة أو بيان المركز المالي التي تعرض من خلاله المؤسسة السجل المحاسبي لها في تاريخٍ محدد. وتتألف هذه القائمة بشكلٍ أساسي من البنود التالية:
- الأصول: ونقصد بالأصول جميع ما تملكه الشركة مثل معدات، ومخزون، وبضاعة، والنقد وغيرها من الممتلكات. ونستطيع تقسيم هذه الأصول إلى نوعين وهما:
- أصول ثابتة: وهي جميع الممتلكات التي تخدم الشركة أو المؤسسة خلال فترة زمنية معينة، وقد تكون طويلة الأمد. ومثال على هذا النوع من الأصول: الأراضي، ووسائل النقل المختلفة، والآلات. كما نستطيع إدراج حقوق النشر، والسمعة، وبراءات الاختراع وغيرها من الأمور غير الملموسة ضمن هذا النوع من الأصول.
- أصول متداولة: ويندرج ضمن هذا النوع جميع الممتلكات التي تحولها الشركة أو المؤسسة إلى نقد ولكن خلال عامٍ واحدٍ أو أقل. ومثال على هذا النوع من الأصول: الأسهم، والأذونات، والاستثمارات المالية، والأرصدة النقدية في البنوك، وحتى المخزون.
- الخصوم: ونقصد به جميع الديون أو الالتزامات التي تدين بها المؤسسة أو الشركة للأطراف الأخرى، مثل: القروض، ومصاريف واجب دفعها، ومستحقات الزكاة والمعاملات المصرفية الأخرى. وقد تكون هذا الخصوم ذات أمد طويل، مثل: الالتزامات أو الديون التي تترتب على الشركة أو المؤسسة خلال مدة تزيد عن العام الواحد. وقد تكون تلك الخصوم متداولة أو آنية وهي المستحقات أو الالتزامات التي تترتب على المؤسسة خلال فترة لا تزيد عن العام الواحد.
- حقوق الملكية: وفي هذا البند نستطيع معرفة الفرق بين الأصول المتوفرة وما يتم دفعه في الخصوم، فهو يمثل جميع ما يملكه أصحاب الشركة في المؤسسة أو الشركة. وقد يتمثل إما عن طريق رأس المال المدفوع، أو الأسهم القوية، أو الاحتياطي المخزون، أو الأرباح المحتجزة.
وفي هذه القائمة يكون هناك توازن دائم بين مجموع الخصوم ومجموع الأصول، وتكون الأصول في أحد جوانب الجدول وفي الجانب الثاني تكون الخصوم. وتكون القائمة كما هو مبين في الصورة التالية:
صافي الربح في قائمة المركز المالي
يشير صافي الربح إلى عملية التشغيل وهنا يجب أن يكون مجموع دخل المؤسسة أو الشركة في تلك العملية أكبر من مجموع مصروفاتها. ويظهر صافي الربح في بداية الأمر في قائمة الدخل، ومن بعدها يتم ترحيله إلى قائمة المركز المالي للشركة ضمن حقوق ملكية ملكيتها. ويتم حساب صافي الربح في أي مشروعٍ للشركة أو المؤسسة من خلال المعادلة التالية:
صافي الربح = الإيرادات – مجموع التكاليف.
أهمية قائمة المركز المالي
وكما ذكرنا سابقًا هناك أهمية كبيرة لهذه القائمة في أي مؤسسة أو أي شركة تفوق أهمية نظيراتها من القوائم الأخرى. فهي تساعد في تحقيق الاستقلالية المالية والتأكد من السلامة المالية وتقييمها. كما أنها تساهم في تحديد المسار الذي يجب أن تسير الشركة عليه فيما يخص الميزانية. ونستطيع تحديد أوجه أخرى لأهميتها من خلال البنود التالية:
- إظهار أصول الشركة وحقوق المساهمين فيها.
- تحديد إمكانية التوسع المستقبلية والاستثمار، كما أنها تحدد الوقت المناسب لهذه المشاريع.
- إمكانية التعرف على قيمة الكثير من الأصول والعمل على تحسينها.
- تحديد حالة السيولة في المؤسسة أو الشركة.
- تعيين المخاطر المالية التي تتعرض لها الشركة، والمساعدة على اتخاذ القرارات الصائبة والأفضل لحل تلك المخاطر.
- تحديد مخاطر الائتمان الذي تتحلى به الشركة.
الفرق بين قائمة الدخل وقائمة المركز المالي
على الرغم من كون هاتين القائمتين متساويتين في الأهمية في أي شركة أو مؤسسة إلا أن هناك العديد من الفروقات التي تميز إحداهما عن الأخرى. فقائمة المركز المالي تحتوي على تفاصيل أكثر من قائمة الدخل. كما أنّ إعدادها يستدعي جردًا كاملًا لكل من الخصوم والأصول خلال فترة محاسبية لا تقل عن العام. في حين تختص قائمة الدخل بالإيرادات والمصروفات خلال فترة زمنية لا تتجاوز العام. ونستطيع تقديم المزيد من الفروقات بين القائمتين فيما يلي:
- تتكون قائمة المركز المالي من ثلاثة فروعٍ أساسية ذكرناها سابقًا، في حين تتألف قائمة الدخل من قسمين. المصاريف التي تُسجل على شكل ديون وإيرادات سُجلت على شكل ائتمان.
- تختص قائمة المركز المالي بأصول وخصوم المؤسسة فقط، في حين تقدم قائمة الدخل المتغيرات المالية للمؤسسة.
- يتكون شكل قائمة المركز المالي من بندين الخصوم على الطرف اليميني والأصول على الطرف اليساري. بينما يتكون شكل بيان الدخل من قائمة تحتوي على النفقات وفوقها المنتجات.
وعلى الرغم من خلط العديد من الناس بين تلك القائمتين إلّا أنه تتفرد قائمة المركز المالي بالأهمية الأكبر. وذلك لما تحتويه من تعقيد في إعدادها وتدخلها بأمورٍ مصيرية وأساسية للمؤسسة أو الشركة. فهي البيان الذي يُبين الوضع المالي لجميع المشاريع التي تقوم بها الشركة. فأي نشاط تجاري تقوم به أي مؤسسة أو أي شركة يتحدد مستوى نجاحه من خلال الأرباح التي يقدمها، وهذا ما نستطيع معرفته من خلال تلك القائمة.