عادةً ما يبحث المهتمون بالاستثمارات وعالم الاقتصاد عن شرح معنى صندوق التحوط Hedg fund. لذلك، سنخصص هذا المقال للحديث عن أهم المعلومات المتعلقة بهذا النوع من صناديق الاستثمار. بشكل عام، تعد صناديق التحوط من أكثر الصناديق نموًا في العالم، على الرغم من أنها لا تباع أو تُتداول ضمن أسواق الأسهم العامة. كما أنها لا تخضع للقيود واللوائح التنظيمية التي تخضع لها باقي صناديق الاستثمار. تعرف صناديق التحوط كمجمعات استثمارية تدار بشكل فعال لتحقيق أعلى ربح ممكن من خلال توظيف خيارات استثمار بديلة حتى وإن كانت عالية المخاطر.

ما معنى صندوق التحوط Hedge fund

صندوق التحوط Hedge Fund هو صندوق استثمار يستخدم مجموعة من الأدوات والسياسات الاستثمارية المتطورة بهدف الحصول على عوائد أعلى من متوسط عائد السوق أو أي معيار ربحي آخر لعدد محدود من المستثمرين. عادةً ما يهتم صندوق التحوط بتداول الأصول الباطنية على شكل أوراق نقدية في أغلب الأحيان. كما يعرف أيضًا باسم المحفظة الوقائية.

يعد صندوق التحوط بمثابة شراكة استثمارية بين مدير الصندوق وعدد محدود من المستثمرين الذين يساهمون في التمويل. يعرف مدير الصندوق fund manager باسم الشريك العام، وهو الشخص المسؤول عن إدارة المال وفقًا لاستراتيجية الصندوق، وعادةً ما يستثمر أمواله في صندوق التحوط الذي يديره. بشكل عام، يدفع الصندوق لمدير الاستثمار نوعين من الرسوم، وهي:

  • رسوم الأداء: تؤخذ كنسبة من مئوية من الزيادة في قيمة الصندوق خلال العام.
  • رسوم الإدارة: وتؤخذ كنسبة مئوية من أصول الصندوق.

أهداف صندوق التحوط

بشكل عام، تسعى صناديق التحوط إلى زيادة العوائد من خلال خيارات استثمار بديلة قد تكون عالية المخاطر. بالتالي، فهي تهدف إلى تحقيق أقصى ربح ممكن بغض النظر تقلبات السوق العالمي ومساره سواء كان صاعدًا أم هابطًا. لتحقيق هذا الهدف، تستخدم صناديق التحوط سياسات استثمارية مختلفة مثل الرفع المالي والبيع المكشوف. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأدوات مثل: المشتقات المالية، العقود الآجلة، والمقايضات.

تاريخ صندوق التحوط

يمكننا القول إن أول صندوق تحوط قد أطلق في وول ستريت من قبل الكاتب ألفريد جونز خلال عام 1949، وذلك عندما حاول تقليل مخاطر مراكز شراء الأسهم التي لديه عن طريق بيع أسهم أخرى على المكشوف.

منذ ذلك الحين، بدأت صناديق التحوط بالتطور كصناديق استثمارية من خلال استخدام استراتيجيات وأدوات مختلفة للحصول على أعلى قدر ممكن من الأرباح. أما أثناء الأزمة المالية العالمية، فقد ظهر توجه لدى بعض الشركات للاستدانة من صناديق التحوط كبديل عن البنوك التقليدية. فقد باتت الملاذ الوحيد لبعض الشركات التي أوشكت على الإفلاس ولم تقبل البنوك التعامل معها، وذلك على الرغم من صعوبة قواعد وشروط الدين الخاصة بهذه الصناديق.

أشهر الاستراتيجيات المستخدمة في صناديق التحوط

استراتيجيات صناديق التحوط

تتنوع الاستراتيجيات المستخدمة في صناديق التحوط وتختلف من صندوق لآخر، فقد ترتبط بعض الاستراتيجيات بأسواق رأس المال بينما لا يرتبط البعض الآخر بها. أما أهم الاستراتيجيات المستخدمة في صناديق التحوط، فهي:

  • الاستراتيجية القائمة على الاقتصاد الكلي العالمي Global Macro: تختلف عن استراتيجيات صناديق التحوط التقليدية، حيث تركز على اتجاهات السوق. بشكل عام، تؤثر التغيرات الحاصلة في السياسات الاقتصادية للحكومات والبنوك المركزية على أسعار الفائدة، العملات، الأسهم، والسندات. لذلك، تسعى الصناديق التي تستخدم استراتيجية الاقتصاد الكلي إلى الاستفادة من هذه التغيرات، إذ تستثمر في العملات والسلع والأسهم والسندات وتلجأ إلى التمويل بالاستدانة والمشتقات المالية.
  • القائمة على الأوراق المالية المتعثرة: تعرف الصناديق التي تتبع الاستراتيجية القائمة على الأوراق المالية المتعثرة باسم صناديق صقور. وتركز هذه الاستراتيجية على شراء أسهم وسندات الشركات التي خسرت قدرًا من قيمتها أو أوشكت على الإفلاس. كما تتولى إدارة هذه الشركات في أغلب الأحيان.
  • الطويلة/ القصيرة الأجل على الأسهم أو استراتيجية تحوط الأسهم: يركز المدراء على شراء الأسهم بأقل من قيمتها وبيع الأسهم المقومة بأعلى من قيمتها. بالتالي، يؤخذ الفرق كصافي تعرض الصندوق لأسواق الأسهم. كمثال توظيف 80% من الأسهم، وبيع 20% على المكشوف، فيكون صافي التعرض لأسواق الأسهم 60%.
  • المحايدة للسوق: تشبه استراتيجية تحوط الأسهم، إلا أن مدير الصندوق في هذه الحالة يحاول التقليل من التعرض للسوق. وتتمثل أبرز الوسائل المستخدمة في هذه الاستراتيجية بمحاولة بلوغ الحياد للسوق في الاستثمار بحيث يكون إجمالي التعرض 100% وصافي التعرض للسوق 0%. لتوضيح الفكرة، فلنفرض توظيف 50% من ممتلكات الصندوق في مراكز استثمارية مغطاة، و50% في مراكز استثمارية مكشوفة.

ميزات صناديق التحوط

من خلال شرح معنى صندوق التحوط يمكن استنتاج أهم المزايا التي يتمتع بها والتي تتمثل بـ:

  • تحقيق أرباح ونتائج إيجابية بغض النظر عن اتجاه السوق.
  • التخفيف من إجمالي مخاطر الصندوق، إذا كان متوازنًا.
  • تنوع الاستثمارات المتاحة أمام المستثمر بشكل أكبر من صناديق الاستثمار التقليدية، وذلك بسبب تنوع الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها.

عيوب صندوق التحوط

على الرغم من الانتشار الواسع الذي يتمتع به صندوق التحوط، إلا أنه يمتلك عددًا من نقاط الضعف التي يمكن تلخيصها بما يلي:

  • يفرض هذا النوع من الصناديق رسومًا أعلى بكثير من صناديق الاستثمار التقليدية. بشكل عام، يفرض صندوق التحوط رسومًا بمقدار 2% من قيمة الأصول كرسم إدارة الأصول. كما يفرض رسمًا آخر يدعى رسم الأداء بنسبة 20% من أرباح صندوق التحوط.
  • إلزام المستثمر بتجميد الأصول لفترات طويلة.
  • ينطوي على مخاطر أعلى من الصناديق التقليدية: حيث يؤدي استخدام التمويل بالاستدانة أو الاقتراض إلى تحويل الخسائر الصغيرة إلى خسائر كبيرة.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن صناديق التحوط ليست ملزمة بالإفصاح عن الاستثمارات والبيانات للعموم ولا تخضع للتبليغ الدوري. بالتالي، قد ينشأ عن هذا الأمر مجموعة من المخاطر المتعلقة بسوء إدارة أو الاحتيال.

أشهر صناديق التحوط في العالم

أشهر صناديق التحوط

يتجاوز عدد صناديق التحوط في العالم عتبة السبعة آلاف صندوق. لكن كيف يمكن تصنيف هذه الصناديق؟ هل تصنف وفق الأرباح السنوية، أم بناءً على نسبة الأرباح مقابل رأس المال، أم بالاعتماد على الأرباح الإجمالية منذ الإنشاء؟

في الواقع، تتحفظ معظم صناديق التحوط عن نشر بياناتها. كما أنه لا يوجد معيار موحد يمكن الاعتماد عليه لتصنيف هذا النوع من الصناديق، فجميعها يمتلك رؤوس أموال ضخمة وتحقق أرباحًا خيالية. لذلك، لا يمكن تصنيف صناديق التحوط وفق الأكبر بل يمكننا ذكر أشهر هذه الصناديق:

  • صندوق Bridgewater Associates: تأسس عام 1975 على يد راي داليو. ويقع مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد أكبر صندوق تحوط من حيث رأس المال. يتميز هذا الصندوق باستخدام أساليب متطورة لتوزيع المخاطر في عدة استثمارات، ويركز على عوامل الاقتصاد الكلي.
  • صندوق Renaissance Technologies: يستخدم النهج الكمي ويطبق استراتيجيات استثمار بتقنية عالية، حيث يعتمد على نماذج رياضية وإحصائية. تأسس على يد رجل الأعمال وعالم الرياضيات جيمس هاريس عام 1982، ويمتلك أفضل أداء بين صناديق التحوط.
  • Man Group: يعتمد هذا الصندوق على نهج المتاجرة العامة، وهو أكبر صندوق تحوط مدرج في سوق مالي. بالتالي، يمكن للعامة الاستثمار فيه، وبما أنه مدرج ضمن بورصة لندن، فهو ملزم بالإفصاح عن بياناته.

في الختام، إن كنت تنوي الاستثمار في صناديق التحوط فلا بد من التأني في دراسة كافة الاحتمالات الممكنة وعدم المخاطرة في الاستثمار بما لست مستعدًا لخسارته.