احتكار جوجل للإعلانات عبر الإنترنت يعرضها لغرامةٍ ضخمة قيمتها 270 مليون دولار. فوفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، ستدفع شركة جوجل مبلغاً قيمته 270 مليون دولار لتسوية رسوم مكافحة الاحتكار في فرنسا. كما يبدو أن الشركة ستجري تغييرات لزيادة الشفافية في أنظمة الإعلانات عبر الإنترنت. بعدَ أن صرحَت أنها تواجه تدقيقاً مشابهاً في الولايات المتحدة.
تهم باحتكار جوجل للإعلانات عبر الإنترنت وإساءة استخدام سيطرتها
وافقَت جوجل أن تدفع يوم الاثنين البارحة 7 يونيو، ما يقرب من 270 مليون دولار كغرامات وكجزء من تسويّة مع منظمي مكافحة الاحتكار الفرنسيين الذين اتهموا الشركة بإساءة استخدام سيطرتها واحتكار جوجل لسوق الإعلانات عبر الإنترنت.
أعلنَ الاتفاق على لسان وزير المالية الفرنسي برونو لومير، والذي يرى أنه من الضروري تطبيق قواعد المنافسة الإعلانيّة على عمالقة التكنولوجيا الرقميّة العاملين في فرنسا. وأضاف أن الاتهامات بإساءة استخدام تكنولوجيا الإعلان تعتبر”خطيرة ، ويجب المعاقبة لكل من يخلّها.
بينما تعدّ الاتفاقية بحدّ ذاتها من المرات الأولى التي استهدفت فيها جهة تنظيم مكافحة الاحتكار بشكل مباشر البنية التحتية للإعلانات عبر الإنترنت لشركة تكنولوجيا عملاقة كجوجل. والتي تعتبر منصة تعتمد عليها العديد من مواقع الويب حول العالم لبيع الإعلانات.حيثُ أتت اتفاقية التسويّة بعدَ أن جادلَ منظمو المنافسة الفرنسيون إن جوحل استخدمت مكانتها كأكبر شركة إعلانات عبر الإنترنت في العالم لإيذاء ناشري الأخبار وغيرهم من بائعي الإعلانات عبر الإنترنت.
فيما وافقتهم السلطات الفرنسية، والتي قالَت بدورها إن الشركات التكنولوجيا العملاقة في “وادي السيلكون” كلها تتجه لبيع الإعلانات عبر الإنترنت. لكن إعطاء جوحل لميزات رياديّة أدى إلى تقويض المنافسة. ثمَ أضافَت أن جوجل قبلَت بالتسويّة، ووافقت على إنهاء ممارسة منح خدماتها معاملة تفضيلية وتغيير نظامها الإعلاني.
وبينما أن الغرامة تعدّ مبلغ زهيد مقارنةً بالنشاط التجاري الإجمالي لشركة جوجل. فقد كسبَت شركة الفابيت-الكيان الأم لجوجل- 41 مليار دولار العام الماضي. لكن السلطات الفرنسية أشادت مع ذلك بالتنازلات من الشركة لأنها تؤثر على التكنولوجيا والممارسات في صميم أعمالها. ناهيكَ عن قبول جوجل بوجود مراقب مستقل سيكون مسؤولاً أيضاً عن التأكد من التزام الشركة بشروط التسوية.
خسائر كبيرة للشركات الصحفية بسبب احتكار جوجل لسوق الإعلانات
ركزت السلطات الفرنسية على الروابط بين سوق جوجل لبيع الإعلانات بالمزاد، وخدمة AdX وخدمة أخرى تسميها جوجل Ad Manager. والتي يستخدمها الناشرون لبيع مساحة على مواقع الويب للإعلان. حيث قالت سلطة المنافسة الفرنسية إن شركة جوجل قد شاركت معلومات التسعير التي تم جمعها من Ad Manager لمنح ميزة لمنتج المزاد الخاص بها.
كما وقالت هيئة المنافسة أن شركات صحفية كبرى قدموا شكاوي إلى السلطات الفرنسية بشأن Google . أهمهم شركة “نيوز كورب” المالكة لصحيفة “وول ستريت جورنال” والتي كانَ لديها مشاكل سابقة مع “فيسبوك” كذلك. إضافةً للناشر الفرنسي “روسيل لافوكس جروب”. فقد جادلت الشركتان قوة ضغط واحتكار جوجل لسوق الإعلانات دونَ أن يدفع تكاليف إنشاء أي محتوى. حيثُ أن الخلل الاقتصادي ساهم في تراجع ثروات الأعمال وتقلص غرف التحرير.
أنّ موقف Google كانَ دوماً مصدر قلق بين المنافسين وناشري الأخبار، الذين يقولون إنه يمنح جوجل احتكاراً لسوق الإعلانات الشركة رؤى غير عادلة حول أسعار الإعلانات والمخزون والبيانات التي لا يمكن للآخرين مطابقتها. ورغمَ أنّ جوجل لم تعترف بارتكاب مخالفات في التسوية الجديدة. لكنها سعَت لاسترضاء المنظمين. كما وافقَت على إتاحة المزيد من البيانات للمنافسين وتسهيل استخدامهم لخدمات الإعلان عبر الإنترنت.
إنهاء هيمنة الشركات التكنولوجية
لا تعد الإجراءات في فرنسا سوى جزءٍ من التدقيق المتزايد في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى لقوة أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. حيثُ يدرس الاتحاد الأوروبي حالياًأيضًا قوانين أكثر صرامة لمكافحة الاحتكار وقواعد تعديل المحتوى التي تستهدف قطاع التكنولوجيا.
كما أنه في الأسبوع الماضي، أعلنت المفوضية الأوروبية وبريطانيا عن تحقيقات لمكافحة الاحتكار من قبل فيسبوك بشأن خدمة الإعلانات المبوبة التي تسمى Marketplace. كما وجهت اللجنة أيضاً تهماً ضد الاحتكار على شركة Apple. مبينةً أن سياسات متجر التطبيقات لديها مناهضة للمنافسة. ثمَ اتهموا أمازون كذلك بسبب المعاملة غير العادلة لتجار الطرف الثالث. أما في الولايات المتحدة، فقد وجه المنظمون الفيدراليون تهماً كذلك ضد الاحتكار لكلٍ من جوجل وفيسبوك في الأشهر الأخيرة.
اقرأ أيضاً من مقالاتنا:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على شركات صينية كبرى
دول السبع تعلن عن صفقة تاريخية لمواجهة التهرب الضريبي للشركات متعددة الجنسيات
هواتف آيفون iPhone 13 القادمة ستحظى بترقيات كبيرة ومهمة وفقاً لشركة آبل