هل التداول صعب؟ هذا هو أوّل ما قد تفكّر به عندما تريد خوض هذا المجال، وذلك بعد كشف البحث السريع على الإنترنت عن آلاف المقالات التي تزعم أنّ معظم المتداولين يخسرون أموالهم. حتّى أنّ هناك بعض البيانات التي لا أساس لها من الصحة تفيد بأنّ ما يصل إلى 95 ٪ من المتداولين اليوميّين يخسرون أموالهم وأنّ معظمهم لم يعد يتداول. لكن الأرقام توضّح أنّ التداول صعب للغاية، وأنّ مخاطر خسارة الأموال عاليةً جدًا. حيث يرى بعض الناس التداول اختصارًا للثروات، بينما يرفضه الآخرون باعتباره عمليّة احتيال.
علاوة على ذلك، تكمن حقيقة التداول في أنّه أصعب بكثير، ممّا تظنّه وسائل التّواصل الاجتماعي، لكنه أيضًا ليس طريقًا قطعيًّا للخسائر التي تشير الإحصائيات إليها. والحقيقة هي أنّ التداول من الممكن أن يكون مربحًا للغاية لأنّه صعب للغاية. فإذا كان الأمر سهلاً، فلن نتمكن من جني أموال كبيرة من خلال القيام به. وفي مقالنا هذا سنوضّح لك مفهوم التداول وأين تكمن صعوبته ونخبرك عن بعض الطرق التي تقودك إلى التداول الناجح.
مفهوم التداول
إنّ أغلب النّاس يقومون بالتداول بشكل مستمر في حياتهم اليوميّة على الرغم من عدم إدراكهم لحقيقة قيامهم به. فعلى سبيل المثال: يعد جميع ما نشتريه من المحلات التجاريّة هو نوع من تداول الأموال مقابل الحصول على السلع أو الخدمات التي نشتريها. وبالتالي يمكن تبسيط مفهوم التداول في تعريفه أنّه مبادلة لشيء مقابل أخر.
ويعتمد التداول بشكل رئيسي على العرض والطلب، حيث تتغيّر ثمن الشيء الذي يرغب شخص، أو مجموعة من الأشخاص بشرائه اعتمادًا على التغيّر في العرض والطلب، وارتفاع الطلب على السلعة أو الأصل المالي.
ومن ناحية أخرى، إنّ زيادة المقترح من سلعة ما يعني عدم طلب الشراء عليها، أو أنّ كميّة المعروض منها أعلى من حجم الطلب عليها. ممّا قد يؤدّي لهبوط سعرها من أجل جذب الزبائن لشرائها.
لماذا يعتبر التداول صعب
هناك أسباب كثيرة قد جعلت التداول صعب نذكر منها، على سبيل المثال:
صعوبة إتقان التجارة من صعوبات التداول
يطمح الكثير من المتداولين الجدد إلى التداول معتقدين أنّه من السّهل كسب المال. وعادةً ما يُجذب معظمهم بإغراء الإعلانات التي تخبرهم بسهولة جني الأموال عن طريق أخذ بعض الإشارات، وقضاء 30 دقيقة فقط يوميًا في مراقبة السوق.
الحقيقة هي أنّ تعلّم التداول ليس سهلًا. فالتجارة مهنة تحتاج مهارات عالية مثل الطبيب، أو المهندس. ويستغرق الحصول على شهادة في هذه المهن نحو 3-5 سنوات. بعد ذلك، لا يزال الطالب بحاجة إلى كسب الخبرة لبضع سنوات قبل معرفة خصوصيّات المهنة.
فقد يبدو الأمر سهلاً للغاية بسبب ما تخبرك به الإعلانات. لكن واقع التداول هو أصعب بكثير ممّا تعتقد. حيث يستغرق الأمر وقتًا للتعرّف على المفاهيم المختلفة. ويستغرق إتقان المفاهيم المختلفة وقتًا. كما يستغرق الانتقال من المعرفة الكتابيّة إلى التداول بأموال حقيقيّة بعض الوقت.
خسارة المال مؤلمة عاطفيا
أحد الأسباب التي تجعل التداول من أصعب الأماكن لكسب المال هو أنّنا مرتبطون جدًا بأموالنا. حيث نعلم جميعًا مدى صعوبة كسب المال باستخدام العمل البدني. فقد يكسب الشخص 10 دولارات في السّاعة من العمل من النّهار إلى اللّيل. بينما يمكنه كسب 500 دولار في الأسبوع. وفي سوق الأسهم، من المحتمل أن تخسر 500 دولار في ساعة واحدة.
لا أحد يستطيع التحكم في اتجاه السوق
عندما يتعلّق الأمر بسوق الأسهم، لا يستطيع حتّى أغنى وأقوى الأفراد التحكّم في اتجاه السوق. ففي حالة تعطّل أحد الأسهم، قد يستطيع الشخص الغني دعم المخزون لمرحلة من الوقت عن طريق شراء السهم. ولكن إذا كان السهم لشركة رديئة، بغض النظر عن المبلغ الذي تشتريه، فسوف يذهب في النهاية إلى حيث يريد أن يذهب. وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت التداول صعب.
يتطلب التداول الانضباط الهائل لاتباع القواعد
عندما يتعلّق الأمر بالتداول، فإنّ المتداول الذي لديه استراتيجيّة واضحة بقواعد معيّنة هو القادر على النجاح في السّوق على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يكتسب المتداول الخبرة في السوق، سيلاحظ ما ينجح، وما لا يعمل. كما يجب تجنّب الأشياء التي لا تعمل، واتّباع الأشياء التي تعمل. وإنّ قراءة الكتب والاستماع إلى المتداولين الآخرين، واكتشاف الذّات قد تمكّن المتداولين من الوصول إلى مجموعة من القواعد التي يجب اتّباعها، وتسهيل صعوبة التداول.
التداول يتطلب الكثير من العمل الشاق
إنّ الكثير من الناس لا يعتقدون أنّ التداول يتطلّب الكثير من العمل الشاق وأنّه ليس صعب للغاية. لكن الأمر لا يسير بهذا الشكل. حيث يستغرق تعلّم المفاهيم والمهارات الفنيّة وقتًا. كما يتطلّب تحليل الأسواق والأسهم أيضًا الكثير من العمل الصعب.
أهم القواعد لتسهيل صعوبة التداول
- استخدام خطة تداول:إنّ خطة التداول عبارة عن مجموعة من القواعد التي تحدّد دخول، وخروج المتداول. مع العلم أن إدارة الأموال معيار هام لكلّ عملية شراء.
- التعامل مع التداول كعمل تجاري:لتكون ناجحًا، يجب أن تتعامل مع التداول على أنّه عمل بدوام كامل أو جزئي، وليس كهواية. علاوة على ذلك، إنّ التداول هو عمل تجاري ويتحمّل نفقات، وخسائر، ومخاطر أيضًا. وبصفتك متداولًا، فأنت في الأساس مالك لشركة صغيرة، ويجب عليك البحث ووضع الاستراتيجيات لتحقيق منتهى الجهد في عملك.
- استخدام التكنولوجيا لصالحك:تقدّم منصّات الرسوم البيانيّة للمتداولين مجموعة كبيرة من الطّرق لعرض الأسواق وتحليلها. كما تتيح لهم الحصول على تحديثات السوق عبر الهاتف الذكي، ومراقبة التداولات في أي مكان، ممّا قد يسهّل عليهم صعوبة التداول.
- حماية رأس مال التداول الخاص بك:يستغرق تأمين المال الكافي لتمويل حساب التداول قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد. وقد يكون الأمر أكثر تعقيدًا إذا كان عليك القيام بذلك مرّتين. فمن المهم ملاحظة أنّ حماية رأس المال التجاري الخاص بك ليس مرادفًا لتجربة صفقة خاسرة أبدًا. كما تتطلّب حماية رأس المال عدم تحمّل مخاطر غير ضروريّة وبذل كل ما في مقدورك للمحافظة على عملك التجاري.
- كن طالبًا للأسواق: من المهم أن ندرك أنّ فهم الأسواق، وجميع تعقيداتها، هو عمليّة مستمرة لمدى الحياة. ويسمح البحث الجاد للمتداولين بفهم الحقائق، مثل ما تعنيه التقارير الاقتصاديّة المختلفة. كما يسمح التركيز والمراقبة للمتداولين بصقل غرائزهم ومعرفة الفروق الدقيقة.
- معرفة متى تتوقف عن التداول: هناك سببان للكف عن التداول هما خطة تداول غير فعّالة، ومتداول غير فعّال. حيث تُظهر خطة التداول غير الفعّالة خسائرًا أكبر بكثير ممّا كان متوقّعًا. ويحدث ذلك عندما تكون الأسواق قد تغيّرت، أو قد يكون التقلب قد انخفض.
في الختام، لا تدع واقع التداول الصّعب يخيفك. إذا كنت تريد شيئًا حقًا، فثابر واعمل عليه دون أن تسأل نفسك هل التداول صعب. وإذا كنت قادرًا على جني الأرباح من الأسواق باستمرار، فسوف يفتح لك عالمًا جديدًا بالكامل لم تعرفه من قبل.