ما هي مواصفات ملكة النحل الجيدة؟ كل مربٍ للنحل قد يتساءل هذا السؤال! فهل هنالك مواصفات محددة لهذه الملكة قد تؤثر على المملكة ككل؟ وماهي هذه المواصفات؟
كل ذلك سوف نأتي على ذكره تباعًا. لكن قبل ذلك لا بدّ لنا أن نذكّر بمكونات خلية النحل والتي تتألف من الملكة، والنحلات العاملة، والذكور (اليعاسيب).
تتطوُّر البيضة إلى ملكة للنحل
تنشأ كلًا من الملكة والعاملات من بيض مخصّب، لكنّ السبب الوحيد الذي يسمح لإحدى البيوض أن تصبح ملكًة هو طبيعة الغذاء الذي تحصل عليه، حيث يدعى هذا الغذاء بغذاء ملكات النحل.
تضع ملكة النحل البيوض التي ستصبح ملكات ضمن خلايا خاصة مجهزة لهذا الهدف (الفناجين الملكية). تخرج اليرقات من البيض لتطعمها النحلات العاملات وذلك خلال الأيام الثلاثة الأولى من حياتها. ومن الجدير بالذكر يكون هذا الغذاء عبارًة عن سائل أبيض من غدة الفك السفلي.
أمّا في اليومين الأخيرين من عمر اليرقة يضاف العسل إلى غذائها لتزويدها بالسكريات بالإضافة إلى هرمون التشبب (هرمون الشباب)، لما لذلك من دور في تحفيز اليرقة على إنتاج الهرمونات والبروتينات التي سوف تغير من وتيرة نموّها وتطوّرها إلى أن تصبح ملكات.
وظيفة ملكة النحل
بدايًة يجب أن نعلم أنّ ملكة النحل الجيدة هي الأنثى الوحيدة التي تمتلك جهازًا جنسيًا متطورًا، وبالتالي هي الأنثى الوحيدة القادرة على الإنجاب وهذه هي وظيفتها الأساسية الأولى. وتنتج الملكة البيض المخصّب وغير المخصّب، حيث يبلغ إنتاجها ما يقارب 1500 بيضة في اليوم خلال ذروة الإنتاج، وبالتالي يمكن أن تنتج ما يقارب 250000 بيضة خلال السنة، أي ما يقارب المليون بيضة خلال فترة حياتها التي تبلغ حوالي 2-4 سنوات.
أمّا الوظيفة الرئيسية الثانية لملكة النحل هي إنتاج الفرمونات وذلك بواسطة غدد الفك السفلي خاصّتها. ويوجد أنواع من هذه الفرمونات تمنع تربية ملكة جديدة، وأنواع مسؤولةً عن منع تكوّن مبيض للنحلات العاملة، وأنواع تحفز النحلات العاملة على جمع الرحيق وحبوب اللقاح وتربية الحضنة (الفقس الجديد).
وبالتالي هذه الفرمونات مسؤولة عن توحيد المملكة اجتماعيًا، وبالتالي إضفاء صفة مميزة للمملكة. أي أنّ الملكة هي المسؤولة عن تحديد جودة وحجم ومزاجية المملكة.
مواصفات ملكة النحل الجيدة
أما الآن فبعد أن تحدثنا عن أهم ما يجب معرفته حول تكوين ووظيفة الملكة، سنأتي إلى الموضوع الأهم في هذا المقال وهو مواصفات ملكة النحل الجيدة. ويمكننا تقسيم هذه المواصفات ضمن ثلاث مجموعات:
مواصفات شكلية
تتضمن هذه المجموعة الصفات التي ترتبط بالشكل الخارجي للملكات مباشرةً، إذ يجب أن تكون الملكة الجيدة قادرةً على التحرك، وخاليةً من أيّ إعاقات أو تشوهات في الأجنحة. وأن تكون خالية من الأمراض والآفات الخارجية كقمل النحل الأعمى. بالإضافة إلى ذلك من الضروري أن تكون ذات بطن ممتلئ، مما يدل على نمو مبايضها وقدرتها على الإنجاب.
بالإضافة إلى نمو الشعر في منطقة الصدر الذي يعطي مؤشرًا على عمر الملكة. علاوةً على ذلك فإنه يوجد صفات خارجية تستخدم للمقارنة بين سلالات النحل عللا سبيل المثال عرض الرأس، وطول اللسان، وطول الأرجل الخلفية، وطول وعرض الجسم، وطول الأرجل الخلفية، وطول وعرض الأجنحة.
مواصفات داخلية
وهي مجموعة من الصفات التشريحية لجسم الملكة، كعدد فروع المبيض، حيث أنّه كلّما زاد عدد أفرع المبيض كان ذلك أفضل. ويبلغ عددها حوالي 150 إلى 180 فرع. وتكون الفروع التي لا تحتوي على بيض بلون أبيض، في حين تكون التي تحتوي على بيوض بلون يميل للاصفرار.
ومن الصفات الداخلية الأخرى هي عرض القابلة المنوية وحجمها، وما تحتويه من حيوانات منوية. حيث إنّه كلّما زاد عدد الحيوانات المنوية كان ذلك أفضلًا.
مواصفات سلوكية
يمكن إضافة مجموعة إلى تلك المجموعتين تخصّ الصفات السلوكية للملكة، كالانتظام في وضع البيوض. وتعد هذه الصفة غايةً في الأهمية لأنّها تدل على تنظيم المملكة وقوّتها.
ومن الصفات الأخرى التي يجب الانتباه عليها هي نموذج وضع البيض. إذ يجب أن تضع الملكة البيوض في منتصف البرواز بشكل مرتب، وأن تعلوَ مساحة من العسل وحبوب اللقاح.
كما يجب أن تكون الملكة هادئةً في سيرها، لأن الملكات ذات المزاج العصبي وكثيرة السقوط تُورِث صفات سيئة إلى نسلها.
لكل مملكة ملكة واحدة
لا يحكم مملكة النحل إلّا ملكة واحدة، إذ في حال ظهور ملكة جديدة سينشأ عراكًا بينها وبين الملكة الأصلية حتى تتخلص إحداهنّ من الأخرى. وقد تقوم العاملات بطرد الملكة المعتدية، أو تقُمن باستبدال الملكة الجديدة بتلك القديمة، وذلك حتى دون أن ينتبه مربي النحل إلى ذلك.
وأخيرًا يجدر القول أنه من الضروري أن يحسن مربي النحل اختيار ملكة ذات مواصفات جيدة قادرة على إعطاء نسل مميز، ليحصل على خلايا من النوع الممتاز.