السوق الدوائي
يلعب سوق الأدوية دورا رئيسيا في كيفية حصول الناس على الأدوية و هو يضم الشركات المنتجة و منافذ التوزيع و المستهلكين.
شهد سوق الدواء تغيرا كبيراهذا العام بسبب جائحة الكورونا التي عصفت بمعظم أجزاء و مكونات الاقتصاد العالمي، وكانت صناعة الدواء واحدة من الصناعات التي نجت إلى حد كبير من العاصفة، بل إنها كانت في مقدمة القوى الصناعية القليلة المستفيدة من الجائحة إن صح القول.
وقد بات لزاما على الحكومات و الجهات الصحية الاهتمام بتطوير و صناعة الأدوية و أصبحت معرفة المسارات التي ستسلكها الصناعة مستقبلا واحدا من التحديات الكبيرة أمام الاقتصاديين، حيث يراهن البعض أن تتحول صناعة الدواء إلى إحدى القاطرات التي تحول دون سقوط الاقتصاد العالمي في هوة الكساد، و من المؤكد حاليا أن هذه الصناعة ستشهد نموا أعلى مما كان يعتقد سابقا و سيمثل تفشي وباء كورونا عامل جذب لضخ مزيد من رؤوس الأموال فيها.
يرى محللون أن أبرز المظاهر التي ستشهدها الصناعة الدوائية النمو السريع في سوق الأدوية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين و الهند و البرازيل، حيث يتوقع الخبراء أن يزيد الإنفاق العالمي على سوق الأدوية العام القادم بنمو يقارب 0,9% عن السابق.
العوامل التي تؤثر على حجم السوق الدوائي :
تشمل تلك العوامل مدى انتشار الأمراض، و القدرة على تحمل تكاليف الأدوية و مواقف المستهلكين و السياسات الحكومية
*يرتبط انتشار المرض بحجم السكان و العمر و السلوك السائد حيث أن نمط الحياة المستقرة يلازمه انتشار للأمراض المزمنة كما أن الممارسات الصحية الجيدة في المجتمع تقلل الإصابة بالأمراض
* القدرة على تحمل تكاليف العلاج ترتبط بشكل أساسي بالدخل و بأسعار الأدوية
* تشمل مواقف المستهلك عدم الثقة في تناول الأدوية أو تفضيل علاجات بديلة
*تؤثر سياسات الحكومات (و شركات التأمين) على طريقة سداد ثمن دفعات الدواء لشركات الأدوية، حيث أن تأخير السداد يشكل عائقا أمام إنتاج علاجات جديدة
العوامل المؤثرة على نمو سوق الأدوية:
1-أنماط الحياة و العادات الصحية الخاطئة و انتشار الشيخوخة في المجتمع يؤديان إلى زيادة الأمراض المزمنة
2-خفض الضرائب و أسعار الأدوية له دور إيجابي في استهلاك الأدوية
3-خفض الحواجز التنظيمية الأدوية الجديدة
4-زيادة الحضارة و تلوث الهواء و الممارسات البيئية الخاطئة تزيد من حالات مثل الربو
قيود السوق الدوائية :
إن ارتفاع تكلفة البحث العلمي و تطوير الأدوية و المخاطرة الكبيرة في هذا الاستثمار جعل الشركات تقيد استثماراتها في البحث و التطوير، لذلك انخفضت عائدات إنتاج أدوية جديدة تبعا لذلك، بينما يعزى الجزء الأكبر من نمو السوق الدوائي إلى الحجم المتزايد السكان المسنين في العالم مما يعزز الطلب على العلاجات طويلة الأجل للأمراض المزمنة و تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في الاقتصادات الناشئة
النمو العالمي لأسواق الأدوية :
كانت أمريكا الشمالية و أوروبا الغربية تمثل 56٪من السوق الدوائية العالمية، لكن حاليا تفوقت قارة آسيا على أوروبا
الغربية بسبب ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد في المنطقة و البرامج الحكومية لدعم الرعاية الصحية، و التوسع
الحضاري السريع مما جعل الأطباء و الصيدليات في متناول أعداد متزايدة من السكان،
تحقق أسواق الولايات المتحدة ارتفاع سنويا يقارب5٪بينما تحقق أسواق الأدوية الأصغر في الهند و الصين ضعف
هذه الوتيرة، و تمثل منطقة أمريكا اللاتينية أقل حصة من عائدات سوق الأدوية العالمي
القطاعات الرئيسية في السوق الدوائي :
أكبر سوق تصريف للأدوية على مستوى العالم هو لأدوية العضلات و العظام، يليه الأدوية القلبية و الوعائية، وأدوية
الأورام و الأدوية المضادة العدوى،
وتحتل الأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات الأيضية مثل السكري و أمراض الغدد المرتبة الخامسة من حيث حجم السوق،
من المتوقع أن يشهد قطاع الحقن أسرع معدل نمو سنوي مركب في السوق و خاصة الحقن المعبأة مسبقا و الجاهزة
للحقن.
احتكار الشركات الكبرى السوق الدوائية
يخضع تصنيع الأدوية لعدد كبير من اللوائح و القوانين التي تتعامل مع براءات الاختراع و الاختبارات و السلامة و
الفعالية و التسويق و تؤثر على حجم و معدلات نمو السوق، ذلك إلى جانب ارتفاع تكاليف البحث و التطوير، كل هذا
يشكل حواجز أمام دخول الشركات الصغيرة مجال المنافسة.