إن التطورات السريعة والمتلاحقة في كافة المجالات الصناعية والخدمية تفرض علينا معرفة الكثير عن الأسعار. وخصوصًا متى يتغير سعر المنتج، وما هي الأسباب التي تؤثر في تغيير سعره. فالسعر هو القيمة المقدرة التي نحصل من خلالها على المنتج أو الخدمة، وأيضًا بعبارة أخرى يمكننا القول إنه كمية الأموال المقدرة التي تمكننا من الحصول على قدر محدد من المنتجات. كما تتحدد أهمية السعر في كونه عنصرًا حاسمًا في إستراتيجية التسويق، من خلال تأثيره بكل عنصر من عناصر المزيج التسويقي وتأثره بعوامل العرض والتكلفة والطلب.
فإن كنت من الأشخاص الذين يملكون متجرًا إلكترونيًا أو كنت صاحب أحد مراكز البيع التي تصل منتجاتها عبر الدول، أو صاحب محطات توزيع أو كنت تريد التسويق في أي مجال من المجالات أو تاجرًا، فحتمًا أنت تحتاج لمعرفة الكثير عن الأسعار وأسباب تغيرها وكذلك إستراتيجيات التسعير وما هي العوامل المؤثرة في تغيير أسعار المنتجات. ولمعرفة كل ذلك اعتمدنا على طرق علمية متعددة ومتنوعة. فلنتعرف عليها من خلال مقالنا.
متى تغير السعر المنتج
إن التطور الاقتصادي أدى إلى ازدهار كبير في سوق السلع والمنتجات. وبالتالي حفز الكثير من المساهمين للبحث عن الأسباب التي تؤثر في السعر وتغيره، وكان من هذه الأسباب:
العرض والطلب
يعتمد تغير العرض والطلب على المنتجات حيث يؤدي ارتفاع الطلب على هذه المنتجات إلى زيادة العرض عليها. وبالمقابل فإن انخفاض الطلب يؤثر في التقليل من عرضها.
حركات العملات
يعتبر الدولار الأمريكي هو العملة المرجعية لجميع العملات الأخرى. الأمر الذي يؤثر على تغير سعر المنتج كلما تغير سعر الدولار، حيث أن ارتفاع الدولار يؤدي إلى ارتفاع سعر المنتجات. وفي المقابل هناك منتجات كلما ارتفع الدولار تتأثر وينخفض سعرها مثل النفط والمعادن الثمينة.
الأوضاع السياسية
وكذلك تؤثر الأوضاع السياسية على تغير سعر المنتج. كما تكون بعض المناطق المتصدرة في إنتاج أحد المنتجات تعاني من مشاكل وعقوبات سياسية واقتصادية. الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع هذه المنتجات من الأسواق وبالتالي إن وجدت تكون ذات أسعار مرتفعة.
النمو الاقتصادي
يجب علينا التأكد من وجود ازدهار ونمو في البلد الذي سنعرض منتجاتنا فيه. وذلك لأن الازدهار الاقتصادي لأي بلد من البلدان يؤثر في أسعار المنتجات التي تعرضها حيث تكثر منتجاتها مما يخفض من أسعارها.
تكاليف النقل والتخزين
بوجود المتاجر الإلكترونية والكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ازدادت الطلبات الخارجية وبذلك ازدادت تكاليف النقل والتخزين.
إستراتيجيات التسعير
هناك العديد من إستراتيجيات التسعير نذكر منها:
إستراتيجية التسعير المتباين
وتتمثل هذه الإستراتيجية:
- إستراتيجية السعر الواحد: حيث يباع المنتج لجميع العملاء بسعر واحد.
- التسعير المتغير: يختلف السعر حسب المساومات التي تحدث بين الموردين، وذلك نتيجة إحساس الشركة بأنها في مكان آمن عن غيرها من المنشآت الأخرى. ونتيجةً لذلك تعمل على تخفيض أسعارها من خلال تقديمها للعروض.
- التخفيض في السعر للسوق الثانية: تهدف هذه الإستراتيجية لبيع المنتج بأسعار مرتفعة في الأسواق الكبيرة وتخفض أسعارها في الأسواق الثانوية.
- سعر القشادة: وهو السعر الذي يوجه لفئة ذات دخل عالٍ يتصف بارتفاع أسعاره. كما يمكن أن يكون السعر المرتفع بسبب الحاجة الكبرى إليه.
- التسعير الدوري: ويكون في البداية سعر المنتج مرتفعًا ثم يبدأ بالانخفاض مع مرور الوقت.
- التخفيض العشوائي: وتتطلب هذه الإستراتيجية تخفيض السعر في فترات عشوائية لإغراء وجذب مستهلكين جدد.
إستراتيجيات التسعير التنافسي
وتستخدم عند المنظمات التي يكون لها أهداف تسعير تنافسية، فالشركات المسيطرة تستغل أوضاعها التنافسية أما الشركات الصغيرة ليس لها سوى أن تكون تابعةً وتتمثل:
- مواجهة المنافسة: حيث تعمل المنظمات على البيع بنفس أسعار المنافسين.
- المنافسة غير المباشر: من خلال البيع بسعر أقل من أسعار المنافسين.
- إستراتيجية اتباع القائد: وهي ببساطة تسعير المنتجات، مثلما يفعل القائد في السوق.
- التسعير الاختراقي: وهو التسعير الذي تتبعه شركات ذات موقف تنافسي مرتفع.
إستراتيجية تسعير خط المنتج
وتظهر أهمية هذه الإستراتيجية من خلال تركيزها على تسعير الربح الإجمالي، وكذلك إستراتيجية تسعير الأسير.
أهمية التسعير
يعتبر أهم قرار في المنتجات هو تسعيرها. كما يدل على مدى فهم السوق وفهم المستهلكين بتنوع طلباتهم وتعددها. وأيضًا تبرز أهمية التسعير في مجموعة من الأهداف تتمثل بالتالي:
- إن اعتماد سعر محدد للزبون يمكنه من تحديد فائدة المنتج والرغبة للحصول عليه.
- وكذلك يساعدك السعر في معرفة الأرباح التي من الممكن الحصول عليها في مشروعك.
- بالإضافة إلى اعتباره أحد أهم العناصر التي تحدد مدى نجاح أو فشل حملات المنتج من تسويق وترويج.
- كما يعتبر من أهم عناصر المزيج التسويقي.
العوامل التي تؤثر على تغير سعر المنتج
هناك الكثير من العوامل تؤثر على سعر المنتج، وتبرز من خلال عدة طرق تعمل على تسعير المنتجات ومن أهمها:
التسعير على أساس التكلفة
يمكن الاعتماد في التسعير هنا إما على التكلفة الكلية والتي تساوي التكلفة الإجمالية للوحدة المنتجة مضافًا إليها هامش الربح، أو على أساس التكلفة الحدية. وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى هذا النوع من التسعير لا يمكننا الاستغناء عن استخدام هذه الإستراتيجية.
التسعير على أساس سعر السوق
وبالنسبة لاستخدام هذا الأسلوب في التسعير إلا أنه يجري من خلال اعتماده على استراتيجيات الأسعار التنافسية.
دراسات حول تغير سعر المنتج
على الرغم من أن علم الاقتصاد يتحدث دائمًا عن السعر الموحد إلا أن هناك تغيرات كثيرة في الأسعار تحدث على مستوى العالم. وقد ظهرت واضحةً هذه التغيرات مع الاستخدام الكبير للمواقع الالكترونية وخصوصًا في مجال التجارة الإلكترونية. ويمكننا القول إن التغير في أسعار المنتج ناتج عن شركات متنافسة فيما بينها.
وفي نهاية مقالنا ندعو المستهلكين ليكونوا على مستوى كبير من الوعي والإدراك لشراء المنتج المناسب وبالسعر المناسب لهم. ونتمنى أن نكون قدمنا لهم الاستفادة المرغوبة ومعرفتهم متى يتغير السعر المنتج.