ما هو مفهوم التورق؟ سؤال قد يتراود في ذهن العديد من الناس والكثير منهم لا يعلم معناه. لذلك سنتعرف عليه في هذا المقال. فالتورق عقد يتم بواسطته شراء سلعة ما بيعت لغير بائعها الأول، وذلك للحصول على النقد. فإذا بيعت للبائع الأول فهي محرمة، وإذا بيعت لطرف ثالث فهو التورق. والورق في اللغة هو الدراهم من الفضة، أما التورق هو طلب الورق أو الدراهم.
والهدف من استخدام التورق إدارة السيولة ومنح التمويل، وله أشكال عديدة من حيث استخدامه، وهذا ما دفع بعض الفقهاء إلى معارضته لأنه على حد قولهم يتشابه مع القرض البنكي الذي يقوم على الفائدة وهذا يرفضه الإسلام. مع العلم يرتكز التورق الحقيقي على شراء سلعة بثمن مؤجل، لتدخل ملك المشتري، ثم يبيعها ولكن بثمن نقد.
وبدأ التورق بالظهور في المصارف الإسلامية لتلبية حاجات العملاء النقدية، وحرصًا عليهم من الخسائر العالية، حيث تعد تجربة جديدة لتمويل العملاء. وبشكل يتوافق مع المعتقدات الدينية، بحيث تم الأخذ بعين الاعتبار المبادئ الأساسية من حيث الربا وكسب الفائدة محرم. لذلك لا يُقرض البنك العملاء المسلمين مباشرةً.
ما هو مفهوم التورق
التورق هو وسيلة للتمويل تهدف إلى حصول العميل على المبلغ المادي لقضاء حاجاته. وذلك بعد سلسلة صفقات، فالتورق يتم عن طريق شراء البنك سلعًا، ثم يبيعها للعميل وبعد ذلك يبيعها مرة ثانية للحصول على المبلغ وفق المبادئ الأساسية في الإسلام. والسلع التي يمكن استخدامها في التورق زيوت نخيل ومعادن وغيرها ما عدا الفضة والذهب. وتعاملت البنوك الإسلامية بأنواعه المختلفة منها التورق المنظم والحقيقي.
خصائص التورق
يتميز التورق بالخصائص التالية:
- للتورق ثلاثة أطراف وهي:
- الطّرف الأول أو المشتري الأول يسمى المستورق أو طالب التورق.
- الطرف الثاني هو بائع السلعة أول العملية.
- الطرف الثالث هو مشتري السلعة لثاني عملية.
- الهدف من التورق هو حصول المشتري الأول على السيولة وليس التجارة لأنه بحاجة للمبلغ النقدي، فلا يسد حاجة الاقتراض الحسن. ويختلف التورق عن بيع العينة، فالهدف منه هو حصول الزيادة بعملية البيع لصاحب العينة.
- ليس للبائع الأول أي علاقة بعملية بيع السلعة، فلا يستطيع شراءها مرة ثانية.
أنواع التورق
أدخلت المصارف الإسلامية عدة أنواع لعقود التورق، وهي كالتالي:
- التورق الحقيقي: هو شراء طالب التورق للسلعة من البنك ولكن بثمن مؤجل. وبعد ذلك يبيعها للطرف الآخر نقدًا، وبالتالي يحصل على المبلغ النقدي الذي يحتاجه.
- التورق المنظم: هو شراء طالب التورق لسلعة ما من أحد المصارف الإسلامية، ومن ثم يُكلف المصرف بائع هذه السلعة ببيعها لصالح طالب التورق وهو العميل. حيث يتم تسليمه المبلغ المالي مباشرةً. ويدخل التورق المنظم في بيع السلع المختلفة كالآلات الميكانيكية والحديد والسيارات وغيرها. وله أشكال عديدة وتتفق فيما بينها بالجوهر. وهذه الأشكال هي:
- صيغة الأمر بالمرابحة والشراء: يقدم طالب التورق طلبًا إلى المصرف لشراء سلعة ما، ولكن يشتريها المصرف منه وفق اتفاق بين الطرفين على أساس المرابحة، ثم يبيعها المصرف للشخص نفسه مضافًا إليها الربح. وبعد ذلك يتولى المصرف بيعها للطرف الثالث، ووضع الثمن في حساب طالب التورق.
- الشراء المسبق مع البيع بالمرابحة: يشتري المصرف السلع بشكل مسبق، ويخزنها، ثم يبيع البعض منها لعملائه بثمن مؤجل يتضمن سعر السلعة الحقيقي والربح، وبعد ذلك يطلب العميل بيعها للطرف الثالث، ورصد ثمنها في حسابه.
- بيع المساومة: هذا الشكل لا يختلف عن سابقه، إلا أن المصرف لا يوضح سعر السلعة الحقيقي، حيث يطرح السلعة بسعر يتضمن الربح. ولكنه يخضع للمساومة من العميل، ثم يشتري العميل السلعة ويوكل المصرف لبيعها ورصد ثمنها في حسابه.
شروط التورق
لضمان نجاح عملية التورق بالشكل المطلوب، لا بد من توافر عدة شروط، وأهم هذه الشروط هي:
- يُبنى التورق على عقد شامل وواضح من حيث المعالم والشروط، بحيث تتم الموافقة من جميع الأطراف والتي تشمل البنك والعميل والبائع.
- أن يكون سعر السلعة معلومًا بالنسبة لجميع أطراف عملية التورق، بحيث لا يكون سعرها مجهولًا ويتفاجأ به العميل.
- يُبنى العقد على مادة قابلة للبيع، بحيث لا يتم شراء مادة منتهية الصلاحية أو تالفة أو غير قابلة للاستخدام.
- يُضاف مبلغ المرابحة أو مبلغ الفائدة إلى السعر الأساسي للسلعة بنسبة جيدة غير مبالغ فيها.
- يجب أن يكون طرفي عقد التورق يتمتعان بالأهلية، بحيث يتم توقيع العقد للعميل البالغ الراشد ذو أهلية.
- يُشترط التراضي بين الطرفين، فلا يتم شراء مادة ما دون رغبة الشخص بذلك، كما لا تباع إلا بموافقته. فمن شروط صحة العقد التراضي بين الأطراف.
- يمتلك البنك السلعة قبل بيعها لطالب التورق ( العميل).
- يشتري العميل السلعة شراءً حقيقيًا من البنك، فتصبح في ضمانه وملكه.
- يبيع العميل السلعة لعميل آخر أو يوكل البنك بيعها لحسابه.
الفرق بين المرابحة والتورق
- مفهوم المرابحة: هي أحد الأشكال التمويلية التي يشتري فيها البنك السلعة نيابةً عن العميل كالأثاث المنزلي، ثم يبيعها للعميل مع إضافة بعض الربح. ويوزع على الأقساط الشهرية للعميل. بحيث يعد معدل الربح بديلًا للفائدة التقليدية أو التأجير التمليكي أي يحتفظ الوسيط بالملكية حتى سداد القرض. وتشمل المرابحة أربعة أطراف، وهي: العميل، والبنك، والوسيط الأول والثاني.
- مفهوم التورق: هو تطور للمرابحة لأنه يعتمد على تداول السلعة لتأمين التمويل للعميل. ويعتمد على أمرين رئيسين وهما: المرابحة حيث يقوم البنك بإبرام عقد المرابحة مع العميل عن طريق شراء سلع أو أسهم، ثم تأجيرها للعميل. بالإضافة إلى بيع العميل عبر اتفاقية الوكالة بواسطة البنك. كما يشمل التورق ثلاثة أطراف، وهي: العميل، والبنك، والوسيط.
الفرق بين مفهوم التورق وبيع العينة
- مفهوم بيع العينة هو عملية بيع السلعة بسعر مؤجل ليشتريها من المدين بسعر أقل من السعر المؤجل وهذا يُعتبر ربا. حيث يعد بيع العينة محرمًا بالإجماع.
- أما مفهوم التورق يحدث عندما يحتاج شخص ما للمال ولم يقرضه أحد، فيشتري السلعة بثمن مؤجل. وبعد ذلك يبيعها لينفق ثمنها على حاجاته، ولكن لا تباع للدائن فهذا حرام. لذلك يعد التورق جائزًا عند أهل العلم.
وفي نهاية المقال تعرفنا على مفهوم التورق، وأهميته في تأمين التمويل للعميل بشكل نقدي تلبيةً لحاجاته، وبشكل يناسب الشريعة الإسلامية. كما تعرفنا على الفرق بين التورق والمرابحة، والفرق بين التورق وبيع العينة. مما سيكون معلومات متكاملةً لديك.