المخاطرة بالسندات؛ يتعرض المستثمرون في الأوراق المالية لعدد من المخاطر المختلفة. وتنوع تلك المخاطر حسب نوع الاستثمار نفسه ، الفترة الزمنية للاستثمار، و كذلك أداة الاستثمار نفسها. وهناك عدد من المخاطر التي تشوب الاستثمار في السندات. فبالرغم من تعدد مزايا الاستثمار في السندات للفرد حامل السند أو الآخر مُصدِر السند. و كذلك للاقتصاد ككل نظرا لكونها مصدر تمويل ملائم منخفض التكلفة. إلا أن هناك عدد من المخاطر التي يجب أن يكون المستثمر على دراية بها قبل بدء الاستثمار، و في هذه المقالة سوف نتعرف على ماهية المخاطرة؟ و تصنيف المخاطرة، ثم ننتقل للتعرف على أنواع مخاطر الاستثمار في السندات و نقوم بتوضيحها بشيء من التفصيل.
مفهوم المخاطرة بالسندات
تتعدد تعريفات المخاطرة وذلك لتنوع وجهات نظر الباحثين حول ماهية المخاطرة. ويمكن القول بأن المخاطرة هي احتمال وجود اختلاف بين العائد الفعلي للاستثمار و العائد المتوقع من الاستثمار. فهي تعني احتمالية أن تكون النتائج المتوقعة خاطئة. و تكمن المخاطرة في كونها عدم التأكد من تحقيق العوائد المتوقعة.
متى تقل وتزداد درجة المخاطرة
كما أوضحنا في تعريف المخاطرة بأنها احتمالية أن تكون النتائج المتوقعة خاطئة. و بالتالي فإنه إذا كان هناك احتمالية كبيرة في أن تكون النتائج المتوقعة خاطئة فهذه إشارة على وجود مخاطرة عالية. على النقيض أيضا إذا كان هناك احتمالية صغيرة في أن تكون النتائج المتوقعة خاطئة فهذه إشارة على وجود مخاطرة منخفضة نوعا ما. أما عن انعدام المخاطرة فإنه تنعدم درجة المخاطرة بشكل كامل عندما يتم تحقيق المساواة بين العوائد المتوقعة و العوائد الفعلية. أي أنه عندما يكون: العوائد المتوقعة = العوائد الفعلية. ونود أن نشير أن تلك الحالة – حالة انعدام المخاطرة– نادرة الحدوث في الاقتصاد بشكل عام. فلا يخلو أي استثمار من درجة من المخاطرة.
ما أنواع المخاطرة بالسندات
يتم تصنيف المخاطرة إلى مخاطر منتظمة وأخرى غير منتظمة حيث:
- المخاطر المنتظمة: هي مخاطر متعلقة بالنظام الاقتصادي نفسه ككل، و بالتالي يكون تأثيرها شاملا عوائد وأرباح كل الأوراق المالية المتداولة في البورصة. فهي ناتجة عن عوامل ما تؤثر على السوق بشكل عام، و هذا النوع من المخاطر ليس له سياسة للحماية من مخاطره و يجب على المستثمر معرفة احتمالات تأثير هذه المخاطر على استثماره.
- كذلك المخاطر غير المنتظمة: هي مخاطر متعلقة بقطاع معين أو شركة ما، أي أنها تكون مستقلة عن العوامل المؤثرة في النشاط الاقتصادي. ويمكن للمستثمر أن يحمي نفسه من المخاطر الغير منتظمة من خلال قيامه بتنويع استثماراته أي الاستثمار في أنواع مختلفة من الأوراق المالية.
المخاطرة بالسندات
كما أوضحنا سلفا أن المخاطر أمر طبيعي في الاستثمار، و بالرغم من المزايا العديدة الناتجة عن الاستثمار في السندات و الأمان المتوفر في ذلك النوع من الأوراق المالية. إلا أن هناك عدد من المخاطر التي يتعرض لها المستثمر في السندات و التي قدر يترتب عليها تحقيق خسائر للمستثمر فيها ويمكن إيجاز تلك المخاطر في:
مخاطر السيولة
يمكن تعريف السيولة على أنها إمكانية التصرف في الورقة المالية بسهولة و سرعة دون حدوث انخفاض شديد في سعرها. و بشكل عام تفتقر السندات للسيولة خاصة في تلك السندات طويلة الأجل. و بالتالي فإن المستثمر في السندات مُعرَض لخطر السيولة الذي قد يحدث عند انخفاض القوة الشرائية للعملة بسبب التضخم الحادث للعملة. حيث تنخفض قيمة السند الحقيقية عن قيمته الاسمية، و كلما ارتفع أجل السندات كلما زادت مخاطر السيولة. ولكي يخفف المستثمر مخاطر السيولة لحدها الأدنى عند استثماره في السندات يجب عليه أن يأخذ في اعتباره عدد من العوامل وهي: حجم الإصدار، حجم الصفقة، و فئة السند. فكلما زاد حجم الاصدار و الصفقة و فئة السند، زادت سيولة السند.
مخاطر سعر الفائدة
تتغير أسعار الفائدة بشكل مستمر وذلك بسبب تغير قوى العرض و الطلب على الأصول المالية المختلفة مع تغير معدلات التضخم أيضا. فكلما ارتفعت أسعار الفائدة في السوق كان ذلك مشجعا للمستثمرين على بيع السندات الخاصة بهم في السوق وبالتالي زيادة عرض تلك الأصول. وأي تغير في سعر الفائدة سوف يؤثر على أسعار السندات طويلة الأجل. وتقاس مخاطر سعر الفائدة باستخدام النسبة بين الأصول و الخصوم، و نود ذكر أن تلك النسبة تتأثر بتغير أسعار الفائدة أيضا.
مخاطر التضخم
و الذي يعني الارتفاع الشديد للأسعار مع انخفاض قيمة العملة و بالتالي تدهور القوة الشرائية، أي عدم كفاية العوائد المستقبلية لشرآْء السلع والخدمات التي كان يمكن الحصول عليها بالعوائد الحالية. ويزداد هذا النوع من المخاطر في حالة القيام بالاستثمار في حسابات التوفير أو التأمين على الحياة.
مخاطر استدعاء السند
هناك عدد من الشركات التي تصدر سندات قابلة للاستدعاء. والذي يعطيها الحق في إعادة شراء السندات من حملتها مجددا بعد تاريخ محدد في العقد عند الاكتتاب، و تقوم الشركة بذلك في حالة وجود مؤشرات لانخفاض أسعار الفائدة في السوق قبل أجل استحقاق السند. فتقوم بشرآْ السندات مجددا من حملتها و تصدر سندات أخرى جديدة ذات فائدة منخفضة.
مخاطر الإطفاء السنوي للسندات
هناك عدد من الشركات التي تصدر سندات قابلة للإطفاء سنويا بنسبة محددة من الاصدار. ويستغل المصدرون شرط الإطفاء الذي تم تحديده في العقد خاصة في فترة ارتفاع السعر السوقي للسند مقارنة بقيمته الاسمية. فيقومون بإطفاء السندات القابلة للإطفاء. و بالتالي رحمان حامليها من إمكانية تحقيق أرباح رأسمالية كبيرة إذا احتفظوا بتلك السندات.
مخاطر تاريخ الاستحقاق
كلما زاد تاريخ استحقاق السند زاد معه عدم التأكد من مدفوعاتها النقدية المستقبلية، فكلما طالت مدة استحقاق السند زادت مخاطر. بالقدرة على التنبؤ بالمخاطر التي تتعرض لها الورقة المالية التي ستُستحَق خلال 3 سنوات أكثر من القدرة على التنبؤ بالمخاطر التي تتعرض لها الورقة المالية التي ستُستحَق بعد 30 عام.
بذلك وصلنا إلى نهاية مقالنا عن المخاطرة بالسندات. كما نأمل أن تكون معلوماتنا قد أفادتكم.