كيف اشتغل في سوق الخضار؟ وما هي مقومات العمل في سوق الخضار؟ قد تبدو هذه الأسئلة للوهلة الأولى، أسئلةٌ بسيطٌةٌ في عصرنا الحالي، عصر السرعة والإنترنت. إلا أنها تساؤلاتٌ تنطوي على مجموعة من الأفكار التجارية التي تساعد في البدء بمشروعك التجاري الخاص، والانتقال بمهاراتكَ الاستثمارية إلى مستوى جديد من الاستثمار. إذا كنت تحتفظ بحديقةٍ أو مزرعةٍ صغيرة، وترغبُ في تصريف الفائض من هذه الخضار، فإن سوق الخضار القريب من منزلك هو المكان المثالي لبيع الخضروات والأعشاب المزروعة محليًا. ومع ذلك الأمر لا يحتاجُ إلى مقوماتٍ عديدةٍ لبدء العملِ في هذا النوع من الاعمال.
ربما في هذا المقال نكون خيرَ عونٍ لك عزيزي القارئ في الإجابة على هذه التساؤلات، وتحديد خطوات ومقومات العمل في سوق الخضار.
متطلبات العمل في سوق الخضار
لا يتطلب العمل في سوق الخضار أن تكون مزارعًا ناجحًا بالضرورة. يكفي أن تكون مُلمًا بأنواع الخضار والمنتجات التي تقتنيها وتود بيعها لعملائك، وأن تكون على درايةِ كافيةٍ بقيمتها الغذائية والفائدة التي تقدمها. كلُّ ذلك لتكون هذه المعلومات عامل جذبٍ يدفع الناس لشرائها. كذلك من أبرز متطلبات العمل في سوق الخضار أن يكون هذا السوق من الأسواق المعروفة للناس، سواء كان سوقًا عامًا يتمُّ فيه بيعُ كافة المنتجات الغذائية والزراعية أم خاصًا يقتصر فقط على بيع الخضار والفواكه والمواد الغذائية. الأمرُ المهم الذي يظهر إلى العلن هنا أن يكون الشخص الذي يريدُ أن يبدأَ عمله الخاص في سوق الخضار شخصًا محبوبًا ومعروفًا من قبل أغلب العملاء المحتملين. وأن يكون لديه مهارات التواصل الاجتماعي مع مختلف الأعمار والطباع. هذا الصفة قد تجنبه الوقوع في العديد من مشاكل التواصل مع التجار الآخرين والعملاء المستقبليين.
تكاليف العمل في سوق الخضار
لا تحتاجُ إلى رأس مالٍ كبيرٍ لبدء العمل في سوق الخضار. يمكن القول هنا أنك تحتاج فقط إلى بعض النقود لشراء المنتجات التي تود بيعها في بداية الأمر. يمكن أن تبدأ مشروعك هذا على عربةِ تجوالٍ خشبية تتسع لكمية مقبولةٍ من الخضار، تسيرُ بها بين الأحياء والمناطق السكنية القريبة. كل ذلك لأجل توفير المال اللازم لشراء أو استئجار محل تجاريّ في سوق الخضار القريبة منك. موقع السوق هنا هو عامل مهم. تشير الدراسات المختلفة إلى أنه من الامر العمليّ أن تكون على مقربة من المشترين أكثر من البائعين.
غالبًا ما توجد الأسواق في ساحة البلدات أو أيّ مساحة عامة مفتوحة آخرى. يوفر البائعون طاولاتهم ورفوفهم وغيرها من المرافق للبيع التي يمكن تفكيكها بسهولة عند انتهاء التجارة. أيضا توفر الممرات المعبدة مزايا معينة بالإضافة إلى مساحة كافية لوقوف السيارات. بالإضافة إلى أنّ وجود مساحة مظللة بالأشجار محمية من عوامل الطقس أمرٌ مرغوبٌ به لكل من البائعين والمشترين.
الأمرُ الأكثرُ أهميةً هنا نوعُ الخضار التي تريد تقديمها لزبائنك. إذْ لابدّ من أن تكون خضارًا طازجةً سواء كانت من حديقتك المنزلية الخاصة أم من المزارعين والتجار القريبين منك. فضلاً عن ضرورة أن تكون من الخضار ذات الأنواع المرغوبة والموسمية التي يزيد الطلب عليها في مواسم زراعتها وإنتاجها. لابدّ هنا من عملية فرزٍ دائمةٍ لهذه الخضار وتصفيتها من الحبّات التالفةِ. كل ذلك لكسب ثقة الزوار والحرص على تقديم المنتج الأفضل إليهم ذي الجودة العالية.
عوامل نجاح العمل في تجارة الخضار
لعل أبرز عوامل نجاح و مقومات العمل في سوق الخضار هو فهم المستهلك الذي تريد التواصل معه وإقناعه بشراء الخضار منك دون غيرك من البائعين الآخرين. يمكن القول هنا إنّ فهم دوافع المشتري عملية ليست بالأمر السهل، وهي عمليةٌ معقدة للغاية وتختلف وفقًا للجنس والعمر والثقافة والعرق والإقليم وما إلى ذلك.
يمكن تقسيم أنواع المستهلكين هنا إلى مجموعاتٍ. تتألف المجموعة الأولى من المستهلكين ذوي التوجه الأساسي، وهؤلاء هم التقليديون. أيّ مستهلكين للفواكه والخضروات العامة. تسعى المجموعة الثانية إلى تمايز الجودة، أيّ تجذبها المنتجات العضوية الصحية أو ذات الجودة المعتمدة، والعلامات التجارية وعلامات شهادة المنشأ أو المنتجات الإقليمية المتمايزة وغيرها. في حين ينتمي المستهلكون الملائمون إلى المجموعة الثالثة. فهم يبحثون عن طرق سريعة وبسيطة لتحضير وجبات الطعام أي العناصر المعبأة مسبقًا، والمنتجات الطازجة والمجمدة والمعلبة والجاهزة للأكل.
بالإضافة إلى ذلك كله ، يتمثلُ الهدف الرئيسي للشراء في الحصول على الرضا بالنسبة للخضار والفواكه، فهذا يعني القدرة على تلبية المتطلبات الغذائية بالإضافة إلى القدرة على الاستمتاع بمذاقات وقوام وألوان وروائح مختلفة. هناك نوعان من الاعتبارات الرئيسية المهمة هنا وهي سمات الجودة الملموسة مثل النضارة والجودة واللون. أيضا النضج والتعبئة، وما إلى ذلك من الأمور التي تؤثر على المظهر وتجعل المنتج أكثر جاذبية. تتأثر قرارات الشراء أيضًا ببعض سمات الجودة غير الملموسة مثل الجودة وتقنيات الإنتاج الصديقة للبيئة وسمعة العلامة التجارية وصورة المورد وما إلى ذلك.
امتيازات الشغل في سوق الخضار
على اعتبار أنّ الخضار من العناصر الغذائية الضرورية لحياة الأفراد اليومية. الأمر الذي يجعلها من ضروريات الحياة، كونها تدخل في الغذاء اليومي للإنسان. بالتالي يصبح العمل أو الشغل في سوق الخضار سبيلًا لتحقيق الربح اليومي والبدء في بناء ثروتك الشخصية. ذلك أن الهدف الرئيسي من العمل في سوق الخضار هو تغطية نفقات هذا العمل في المقام الأول. ومن ثم ادخار مبلغٍ بسيط من الأرباح والمكاسب اليومية. أيضا من خلال العمل في سوق الخضار يمكن توسيع دائرة المعارف والعلاقات الاجتماعية، وبناء صلاتِ وصل مع العديد من العملاء. صلاتٍ مبنية على الثقة والالتزام بتقديم أفضل الخضار وأكثرها جودة.
أخيراً يمكن أن يساعد الفهم الدقيق لاحتياجات سوق الخضار في اختيار أفضل الطرق وأسرعها في تسويق المنتجات والخضار. وذلك لتحقيق المكاسب المادية المرجوة من العمل في سوق الخضار. نأمل أن يكون هذا المقال قد رسم الخطوط العريضة لهذا النوع من الأعمال، ونجح في الإجابة عن التساؤل الدائم كيف أشتغل في سوق الخضار.