لقد سعى المستثمرون والمقترضون إلى البحث عن مفهوم عملية التصنيف الائتماني دليل المبتدئين الكامل. وذلك لفهم مبدأ التصنيف ومعرفة مخاطرهِ في إقراض حكوماتٍ ومؤسساتٍ وشركاتٍ وأفراد. وقد برزت مؤخرًا حروبًا اقتصاديةً تلعب خلالها مؤسسات التصنيف الائتماني دورًا أساسيًا. ولعل المهمة الأساسية لهذا التصنيف هو تصنيف الجدارة الائتمانية لمدى قدرة دولة، أو شركة على سداد ديونها. وبناءً على ذلك سنتحدث في مقالنا هذا عن مفهوم التصنيف الائتماني، وأنواعه، ومؤسساته وكل ما يندرج تحت هذا الموضوع.
مفهوم عملية التصنيف الائتماني
التصنيف الائتماني هو تقييم مدى قدرة المقترض سواء كان دولة أو شركة على تسديد التزاماته المالية. فإذا كان التصنيف ضعيف فإنّ المدين لا يستطيع الوفاء بديونه، أما إذا كان التصنيف قوي أو مرتفع فإنّ المدين قادر على الوفاء بالتزاماته. ومن الجدير بالذكر أن عملية التصنيف تتمّ بناءً على معايير اقتصادية أهمها الربح، ثم الموجودات، ثم التدفقات المالية. ومن الجدير بالذكر أنه حاليًا يوجد العديد من المؤسسات التي تقدّم خدمة التصنيف الائتماني، ولكن أكبر الشركات الفاعلة في هذا المجال هي الشركات الأمريكية وهي ثلاثة موديز، ستاندرد آند بورز، فيتش. حيث اعتبرت هذه الشركات مصدرًا معتمدًا لتقديم خدمة التصنيف الائتماني للأفراد والمؤسسات بسندات حكومية وأسهم ذو تصنيفٍ مرتفع.
أنواع التصنيف الائتماني
إنّ أنواع التصنيف الائتماني تقسم حسب الفترة الزمنية والأداة المصنّفة والجهة المصنفة وحسب طالب التصنيف، وبالتالي الأنواع هي أربعة:
التصنيف الائتماني حسب الفترة الزمنية
يقسم التصنيف الائتماني حسب الفترة الزمنية إلى نوعين:
- التصنيف الائتماني لفترة طويلة الأمد والذي يعبّر عن رأي وكالة التصنيف بمخاطر الائتمان ذات فترة استحقاق سنة، أو أكثر. وبالتالي احتمالية وفاء الديون المالية طويلة الأمد.
- التصنيف الائتماني لفترة قصيرة الأمد والذي يعبّر عن مخاطر الائتمان لفترة استحقاق لا تزيد عن 13 شهر. وبالتالي احتمالية سداد الديون المالية قصيرة المدى.
التصنيف الائتماني حسب الأداة المصنفة
يقسم التصنيف الائتماني حسب الأداة المصنفة إلى عدة تصنيفات أهمها التصنيف الائتماني السيادي، والتصنيف الائتماني المصرفي، وتصنيف القوة المالية لشركات التأمين، وتصنيفات الاستيراد، وتصنيف السندات، وأنواع أخرى متنوعة للتصنيف.
التصنيف الائتماني حسب الجهة المصنفة
يقسم التصنيف الائتماني حسب الجهة المصنّفة إلى ثلاثة أنواع:
- التصنيف الائتماني الداخلي: وهو أن تمارس المؤسسات المالية وخاصةً المصارف عملية التصنيف وتصحيح مخاطر العملاء.
- التصنيف الائتماني الخارجي: وهو أن تصدر وكالات التصنيف الائتماني درجات التصنيف التي تعبّر عن رأي وكالة التصنيف في تصحيح القدرة المالية على الالتزام بالديون بشكلٍ كاملٍ وفي وقتٍ محدد.
- تصنيف الهيئات الرسمية: حيث تنشر الهيئات الرسمية توقعاتها حول احتمالية تعثّر الشركات عن الوفاء بديونها لمدة سنتين، أو ثلاث سنوات تالية.
التصنيف الائتماني حسب الطلب
يقسم التصنيف الائتماني حسب الطلب إلى نوعين:
- تصنيف ائتماني مطلوب: وهو أن تطلب الجهات المعنيّة من وكالات التصنيف إعطائها درجات التصنيف لها. وذلك لإظهار ملاءتها الائتمانية الجيدة، وبالتالي زيادة فرص نجاح إصداراتها المالية وزيادة التسويق بشكلٍ أفضل.
- تصنيف ائتماني غير مطلوب: ويعني أن تقوم وكالات التصنيف بإجراء تصنيف ائتماني دون طلب من الجهات المعنيّة. وهذا التصنيف يكون لبلدٍ، أو شركةٍ بموجب حقها في الدستور الأمريكي الذي يعطيها هذا الحق.
أهمية عملية التصنيف الائتماني
تبرز أهمية عملية التصنيف الائتماني في تأثيرها على اقتصاد الدول والمؤسسات الاقتصادية. بمعنى آخر هناك أهمية في الحصول على تصنيف ائتماني عالي في مستوى الفائدة التي يلتزم مصدر الديون بدفعها. فكلما كان التصنيف مرتفع كلما انخفضت الفائدة، وبالعكس كلما كان التصنيف منخفض كلما زادت الفائدة التي يتوّجب دفعها من قبل الجهة المصدّرة. وكذلك الأمر تبرز أهمية التصنيف المرتفع في جذبِ أكبر عددٍ من المستثمرين. وذلك يعود لكون العديد من المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار لا تستثمر إلّا في أدوات الدين ذو التصنيف الائتماني العالي. ولذلك إذا انخفض التصنيف لإصدار معيّن أدى إلى انخفاض الإقبال عليه، وذلك بسبب عدم إقبال المستثمرين وصناديق الاستثمار عن شراء هذه الإصدارات.
وكالات التصنيف الائتماني
إنّ أساس عمل وكالات التصنيف الائتماني هو تقييم مخاطر إصدارات الدين، وذلك سواء للشركات أو البلدان. وكذلك يعتبر المصّدر الذي يكون قادر على تسديد الديون، ذو تصنيف ائتماني عالي تبنى عليه التصنيفات من قبل هذه الوكالات. ومن المهم معرفة أن هناك العديد من وكالات التصنيف الائتماني، ولكن هناك ثلاث وكالات كبرى أمريكية المنشأ وهي ستاندرد آند بورز، وموديز، وفيتش. حيث تسيطر هذه الوكالات على 90 إلى 95% من سوق الإصدارات المالية في العالم. ثم أن هذه السيطرة تعود إلى قرار أصدرته هيئة الأوراق المالية الأمريكية عام 1975، وذلك باعتبار هذه الوكالات معتمدة قانونيًا من قبلها. ومن الجدير بالذكر بأن معظم المؤسسات المالية وشركات التأمين، لا تستثمر إلا في السندات ذات التصنيف الائتماني المرتفع. وذلك لتصبح هذه الوكالات بمثابة المؤسسات المحتكرة للتصنيفات الائتمانية حول العالم.
ما هو دور وكالات التصنيف الائتماني
تعمل وكالات عملية التصنيف الائتماني على تقدير المخاطر الائتمانية التي تتعلق بإصدارات الدّين سواء للشركات، أو الحكومات، أو البلدان. وكذلك هي تتميّز بخبرتها الطويلة في صناعة التصنيف الائتماني، وبالتالي تحديد قدرة المصدّر على الالتزام بوفاء الدين والأقساط المترتبة عليه. بالإضافة إلى قدرتها على إجراء جميع أنواع التصنيفات، من تصنيفات سيادية وتصنيف أنواع الديون والمنتجات المالية ذات المخاطر العالية. وكذلك والأهم من ذلك انتشار هذه الوكالات الواسع في مختلف دول العالم.
درجات التصنيف الائتماني
تعدّ درجة عملية التصنيف الائتماني الأكثر استخدامًا في قرارات إقراض المستهلك هي (FICO). حيث تعمل هذه الدرجة على أخذ التقارير الأساسية للائتمان واستعمالها لحساب درجة الائتمان للشخص. وبناءً على ما سبق هناك درجتين للتصنيف هي:
- الدرجة الاستثمارية: حيث تعتبر هذه الدرجة من وكالات التصنيف القوية. وكذلك تكون لتلك الاستثمارات منافسات قليلة عند مقارنتها بالدرجة المتضاربة.
- الدرجة التخمينية: حيث تعد من الاستثمارات المتضاربة التي لها مخاطرة عالية، وكذلك تعكس جودة الاستثمارات وتعمل على تقديم معدلات فائدة عالية.
وفي ختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن عملية التصنيف الائتماني دليل المبتدئين الكامل. نكون قد تعرفنا على مبدأ التصنيف الائتماني وأنواعه وأهميته ومعظم المعلومات التي تحيط بهذا المقال.