النظام الاقتصادي الشمولي
إن الأنظمة الاقتصادية هي الوسيلة التي تقوم بها المجتمعات أو الحكومات بتنظيم وتوزيع الموارد والخدمات والسلع المتاحة عبر منطقة جغرافية أو دولة، كما تعمل النظم الاقتصادية على تنظيم عوامل الإنتاج، بما في ذلك الأرض ورأس المال والعمالة والموارد المادية، ويشمل النظام الاقتصادي العديد من المؤسسات والوكالات والكيانات وعمليات صنع القرار وأنماط الاستهلاك التي تشكل الهيكل الاقتصادي لمجتمع معين، وتتعدد الأنظمة الاقتصادية المختلفة، وأحد أبرز تلك الأنظمة هو النظام الاقتصادي الشمولي، والذي سنتناول الحديث عنه في مقالتنا اليوم على منصة تجارتنا.
ما هو النظام الشمولي؟
قبل بدء الحديث عن الاقتصاد الشمولي وتعريفة، يجدر بنا أولاً الإشارة إلى المقصود بالنظام الشمولي، ويُقصَد بالنظام الشمولي سيطرة الحكومة المركزية على كافة جوانب الحياة، وكان ضمن أبرز خصائص النظام الشمولي هو عدم التسامح مع أية أطراف أو جماعات تتعارض مع ذلك النظام، فهو نظام يحاول توجيه جميع جوانب الحياة الفردية من خلال الإكراه والقمع.
فالشمولية هي شكل من أشكال الحكم تحاول فيه الحكومة الحفاظ على سيطرة كاملة على المجتمع، بما في ذلك جميع جوانب الحياة العامة والخاصة لمواطنيها، وقد أصبحت الشمولية موضوعًا شائعًا بعد الحرب العالمية الثانية وخلال سنوات الذروة للحرب الباردة.
ما هو النظام الاقتصادي الشمولي؟
إن النظام الاقتصادي الشمولي هو أحد أنواع الأنظمة الاقتصادية التي تسيطر فيها الدولة على الأنشطة التجارية وسياسات الاقتصاد الكلي أيضاً، ولكنها مع ذلك تسمح بحرية بعض القرارات الاقتصادية، خاصة تلك المتعلقة بمستويات معينة من الاستهلاك والتوظيف.
كيف يعمل النظام الاقتصادي الشمولي؟
النظام الاقتصادي الشمولي يعتمد في الأساس على التخطيط الاقتصادي المركزي بواسطة الحكومة أو الدولة، والتي هي في الأساس تسيطر على كافة القطاعات الرئيسية، وهي أيضاً التي تقوم بصياغة كافة القرارات المتعلقة باستخدام الموارد، فالمخططون هم الذين يقومون بتقرير حجم الإنتاج المناسب من الشركات والمصانع من أجل ملائمة الأهداف الوطنية والاجتماعية التي تقررها الدولة.
وهذا يعني أن هناك سيطرة كاملة بواسطة الدولة على جميع عوامل الإنتاج، فضلاً عن التخطيط المركزي لما سيتم إنتاجة، والطريقة التي سيتم إتباعها في الإنتاج نفسه، والجهة التي سيتم تقديم المنتجات أيضاً إليها، ولكن كما أشرنا في تعريف النظام الاقتصادي الشمولي، فإنه يسمح بحرية بعض القرارات الاقتصادية، مع وجود حرية ضئيلة للقرارات الفردية، كاختيار الوظيفة.
الانتقادات التي وُجهت إلى النظام الاقتصادي الشمولي
واجه النظام الاقتصادي الشمولي العديد من الانتقادات، فقد عارض الكثير من الاشتراكيين طبيعة النظام الاقتصادي
الشمولي، والذي هو قائم بالأساس على التخطيط المركزي، فقد رفض الاشتراكيون ذلك النظام كأساس اقتصادي
للاشتراكية، وفضَّلوا التخطيط الديمقراطي اللامُمَركَز عن النظام الاقتصادي الشمولي.
كما واجه النظام الاقتصادي الشمولي معارضة من قِبل الديمقراطيين أيضاً، حيث عارض الديمقراطييون
الاشتراكييون الاقتصاد المُخَطَط (النظام الاقتصادي الشمولي) وقاموا بالدعوة إلى تطبيق نموذج الاقتصاد المختلط،
ويُعتبَر الإتحاد السوفييتي السابق أبرز مثال على الاقتصاد المُخَطَط.
أبرز الدول والقادة الذين أتبعوا النظام الاقتصادي الشمولي
جوزيف ستالين – في الاتحاد السوفيتي، بعد انتهاء الحرب الأهلية، حيث استولى ستالين على البلاد وبدأ في إعدام أي
شخص لا يتوافق مع أهداف الدولة، وطبَّق النظام الاقتصادي الشمولي.
بينيتو موسوليني – بعد أن استولى على السلطة في إيطاليا عام 1922، أصبح موسوليني زعيمًا للأمة وبدأ على الفور
في الحكم بطريقة شمولية سياسياً واقتصادياً أيضاً.
أدولف هتلر – اشتهر بحكمه الألماني، استخدم هتلر الشمولية سياسياً واقتصادياً كوسيلة لمحاولة تحقيق أمة مطيعة
كانت رؤيته الشخصية للبلاد.
ماو تسي تونغ – منذ عام 1949، عندما أسس جمهورية الصين الشعبية، حتى وفاته في عام 1976، وقد قاد الرئيس
ماو الصين بطريقة تتماشى مع مفاهيم الشمولية، كما أنه كان يتبع النظام الاقتصادي الشمولي.