تربية النعام في العراق من المشاهد القليلة جدًا في الحقبة الزمنية السابقة؛ باعتبار أن هذا الطائر نادر التأقلم مع مناخ العراق، بالإضافة إلى حاجته لرعاية خاصة في الأشهر الأولى، مما يمكنه من مقاومة الظروف البيئية القاسية. مع العلم عاش النعام في بالصحراء الغربية من العراق حتى بدأت بالاختفاء تدريجيًا، وذلك بسبب قسوة المناخ بالإضافة إلى وصول المشاريع العمرانية غير الملائمة لوجود النعام. وباعتبار أن فوائد النعام كثيرة لابد من التعرف على تربية هذا النوع من الطيور في العرق. وهذا ما سنتعرف عليه من خلال سطورنا التالية.
محاولات تربية النعام في العراق
أقدم مهندس زراعي حاصل على شهادة الماجستير في كلية الزراعة من جامعة بغداد والمدعو الفؤادي والمقيم في الديوانية إحدى مدن العراق التي تبعد مسافة ١٨٠ كيلو متر من جنوب بغداد على تأسيس مزرعة صغيرة خاصة بتربية النعام، تبلغ مساحتها حوالي ٢٥٠٠ متر مربع.
وتحدث عن تجربته الخاصة بتربية النعام وإكثارها من خلال الاهتمام بمرحلة التفقيس، ورعاية الفراخ جيدًا حتى البلوغ، بالإضافة إلى تمكنه من بيع حوالي ١٠٠٠ نعامة صغيرة. وتوقع الفؤادي أن يكون لحم النعام أحد الأطباق المفضلة على المائدة العراقية، بالإضافة إلى ذلك تقديم البيض في وجبات الإفطار في المستقبل لغناه بالعديد من الفوائد الصحيّة، وكانت هذه إحدى التجارب الناجحة في العراق.
صعوبات تربية النعام في العراق
لقيت تربية النعام في العراق صعوبات من أهمها:
- قساوة المناخ الحار.
- حاجة النعام إلى أعلاف خاصة بالإضافة إلى ذلك حاجتها لمزارع كبيرة، تؤمن لها حرية وسهولة الحركة.
- علاوة على ما سبق، تحتاج النعام إلى أماكن وأجواء خاصة لعملية تفقيس البيض.
- عدم توافر الخبرة الفنية الكافية لتربية وإكثار النعام.
- صعوبة في تسويق المنتجات وذلك بسبب ارتفاع أسعارها، وهذا بدوره جعلها مقتصرة على فئة معينة (الأثرياء).
- تكاليف الاستثمار العالية نسبيًا، واللازمة لتأسيس مزرعة لتربية النّعام فيها.
ولأن العراق من الدول الفقيرة نسبيًا في أغلب مناطقها، تعد تربية النعام فيها أحد أهم الإنجازات.
التلقيح الاصطناعي للنعام في العراق
أجريت تجربة التلقيح الاصطناعي للنعام في العراق بهدف تحسين معدل ونسب الخصوبة والتفقيس، وذلك بعد انخفاضها دون المعدلات الطبيعية لأسباب عدة تتعلق:
- بالإدارة.
- نوع التغذية.
- بالرعاية البيطرية.
- سلوك التزاوج المتبع وغيرها.
كما اتبع عدة أساليب في التلقيح الاصطناعي لدى ذكر وأنثى النّعام، وفق التالي:
- الأساليب المتبعة مع ذكر طائر النّعام:
- التدليك اليدوي.
- الدمية.
- أنثى الإثارة.
- أساليب التلقيح الاصطناعي المتبعة مع أنثى طائر النعام:
- تدريب أنثى النعام على الرقود عند وجود شخص بجانبها ليكون مسؤول عن عملية التّلقيح الاصطناعي وهي راقدة.
- بالإضافة إلى ذلك تدريبها على وجود فريق عمل مسؤول عن تلقيحها اصطناعيًا وهي في وضعية الوقوف.
ولابدّ أن نذكر أنّ هذه التجربة كانت لأول مرة في العراق، وشجّعت على انتشار تربية النعام فيها. كما أنها ساهمت في زيادة المردود الاقتصادي الناتج عن تحسين معدلات الخصوبة، وبالتالي زيادة أعداد طيور النّعام في العراق.
استغلال منتجات النعام في العراق
يمكن الاستفادة من جميع منتجات النعام، وفق التالي:
- ريش النعام: إنه من أفخر وأغلى أنواع الريش، ويستخدم في صناعة المنسوجات، وبعض الإكسسوارات الفاخرة. وتنتج النعامة الواحدة حوالي (١.٥-٢) كيلو غرام.
- جلد النعام: يتميز بجودته وجاذبيته، ويدخل في صناعة الملابس، والأحذية والحقائب الفاخرة. وتنتج النعامة الواحدة ما يقارب (١.٢٥-١.٥) متر مربع.
- لحم النعام: يتميز بقيمته الغذائية الغنية بالبروتينات، والفيتامينات، والحديد، وانخفاض نسبة الكوليسترول. تنتج النعامة تقريبًا ٤٠ كيلو غرام.
- بيض النعام: الذي يمكن الاستفادة منه كالتالي:
- البيض المخصب: يستخدم لإنتاج فراخ النعام.
- البيض غير المخصّب: يستخدم في وجبة الإفطار، حيث تكفي البيضة الواحدة ما يقارب ١٤ فردًا، علاوة على ذلك يستخدم قشر البيض في أعمال الزينة والزخرفة.
- عيون النعام: تدور الأبحاث حول تأسيس بنك لعيون النّعام لدراستها وتحليلها، فيما إذا يمكن استخدامها كبديل لعيون الإنسان.
- دهن النعام: يُستخدم في صناعة المنتجات الطبية ومستحضرات التجميل، حيث أثبت فعاليته في معالجة الالتهابات الجلدية وآلام المفاصل والعضلات.
- عظام النعام: يستخدم لغرضين:
- العظام الطويلة: تستخدم في أعمال النحت والزخرفة.
- مسحوق العظم: يستخدم في صناعة العلائق لغناه بالكالسيوم والفوسفور.
وفي الختام وباختصار لابدّ من التأكيد على أنّ تربية النّعام من المشاريع الهامة والرابحة وواسعة الانتشار، حيث خصصت لها مزارع في كل أنحاء الدول لحمايتها من الانقراض والاستفادة من مردودها الاقتصادي الكبير. لذلك تعمل الدولة على تطوير تربية النعام في العراق.