الشعير في سوريا
تميزت سورية بالعديد من الزراعات التي تميزت بوفرة محاصيلها وجودة أنواعها، مما أدخلها السوق العالمية بامتياز، إضافة إلى تحقيقها الاكتفاء الذاتي بالنسبة للكثير من المنتجات الزراعية، وفي مقالنا هذا سوف نخص بالذكر زراعة الشعير.
الشعير:
يعتبر الشعير نوعًا من أنواع الحبوب التي عرفها الإنسان منذ قديم الزمان، إذ أشارت أدلة أثرية عدة بأنه زرع في مصر قبل آلاف السنين، ويتميز الشعير بساقه المنتصبة، التي تتألف من عقد مصمتة تتوضع بينها عقد داخلية مفرغة، كما وتعلوها سنابل ذات شكل اسطواني، تحمل كل منها عدد من حبات الشعير يتراوح بين 20 و60 حبة، ويوجد لنبات الشعير سيقانًا ثانوية لا تحمل رؤوسًا، ويتراوح عددها بين ساق واحدة إلى ستة سقان، وتعرف باسم الشطء، وقد يصل طول الشعير إلى 80 أو 100سم.
ونظرًا لفوائد الشعير الكثيرة، وما يحمله من قيم غذائية كبيرة مثل الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والدهون، والكربوهيدرات التي تحافظ على صحة الإنسان، وتمده بالطاقة، فتعددت البلدان التي اهتمت بزراعته، حيث تأتي روسيا في المرتبة الأولى عالميًا في إنتاجه، تليها أوكرانيا، ثم فرنسا، ثم ألمانيا، بينما عربيًا تحتل مصر المرتبة الأولى، تليها العراق، ثم سورية، وعلى الرغم من أن الأقطار العربية لا تشكل 5% من سكان العالم، إلا أنها تستهلك أكثر من 20% من صادرات الحبوب ككل.
زراعة الشعير:
يعتبر الشعير من النباتات السنوية التي تُزرع في أوقات مختلفة من السنة، كما أنه يتكيف في مناخات متعددة، إذ ينمو في المناطق المعتدلة خلال فصل الصيف، وفي المناطق الاستوائية خلال فصل الشتاء، وأكثر ما يميزه أنه بنضج بسرعة في فترة تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام.
وتعتبر التربة الرسوبية العميقة الخصبة من أفضل الترب لزراعته، حيث تتميز بأنها تربة رملية غنية بالمواد العضوية، وذات تهوية وتصريف جيد للماء.
كما يميل الشعير إلى النمو في التربة الجافة أكثر من المغمورة، لذلك ينصح بتقليل عدد مرات ريه خلال الموسم، إذ
يجب أن يُسقى من 2 إلى 3 مرات في الأراضي الطينية، ومن 6 إلى 7 مرات في الأراضي الجديدة.
زراعة الشعير في سورية:
يعد الشعير من أهم المحاصيل العلفية في سورية، حيث تهتم الحكومة بإنتاجه، لتحسين الثروة الحيوانية، بما يحقق
التكامل بين الإنتاج الزراعي والحيواني.
حيث يُزرع الشعير بشكل أساس بعلًا، وبلغت المساحات المزروعة به ما بقارب1.3 مليون هكتار، أي ما يعادل
51% من مساحة المحاصيل الشتوية السورية، بإنتاج بلغ 1.2 مليون طن، فشكلت المساحات السورية
المزروعة بالشعير حوالي 2,4% من المساحات العالمية (55,5 مليون هكتار)، وذلك وفق إحصائيات أقيمت خلال
عام 2006م.
كما يزرع الشعير في سوريا عادةً في شهري أيلول، وتشرين الأول قبل سقوط الأمطار، وفي شهر تشرين الثاني بعد سقوط الأمطار، وتعتبر المحافظات الشمالية، والشمالية الشرقية من أكثر المحافظات السورية زراعةً للشعير إلى جانب القمح، فتحتل حلب المرتبة الأولى في زراعته تليها الحسكة ثم الرقة ثم حماه، وينقل منها إلى العاصمة والمناطق الساحلية.
العرض والطلب على الشعير في سورية:
تختلف الكميات المستوردة من الشعير من سنة لأخرى اعتمادًا على جودة المحصول الزراعي السنوي، لذلك يزداد
الطلب على مادة الشعير في فترات الجفاف، وخلال فصل الشتاء بسبب قلة الأعشاب.
فقد بلغ الطلب الكلي على الشعير في سورية خلال عام 2007م حوالي 2،3مليون طن ليستخدم كعلف أو للزراعة
في السنة التالية، فتعتبر الكميات المصدرة من الشعير قليلة، حتى أنها تنعدم في بعض السنوات، نظرًا لتزايد الطلب عليه في السوق المحلية.
كما تعد أوكرانيا الشريك التجاري الأكبر لسورية في استيراد الشعير، إذ بلغت حصتها حوالي 48% من كميات
الشعير المستورد خلال عام 2005م، تليها روسيا بحوالي 23%، ثم تركيا بما يقارب 20%.
فوائد الشعير:
يستخدم الشعير بشكل أساسي، كغذاء للماشية مثل البقر، والماعز، والغنم، كما أنه يستعمل في صناعات المنتجات
الغذائية، وتحضير الأطعمة المختلفة كالخبز، إضافة إلى استخدامه في صناعة المنتجات العلاجية والصحية.
كما يعد الشعير المقشور، من أكثر مشتقات الشعير شيوعًا، فهو شعير خالي من النخالة الحاوية على الألياف، إلا أنه
لا يعد من الحبوب الكاملة، مع العلم أن الحبوب الكاملة من الشعير تُستخدم في الوقاية من العديد من الأمراض،
لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية، ومضادات الأكسدة.