تجارة الريسايكل شرح تعريف إعادة التدوير هو ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم عزيزي القارئ، حيث أصبحت تجارة الريسايكل القائمة على إعادة التدوير من أهم مجالات التجارة في عصرنا الحالي. ذلك يعود لما تقدمه من مزايا وفوائد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ما هي تجارة الريسايكل وإعادة التدوير وما أهميتها؟ وما هي أنواع ومجالات إعادة التدوير وتجارة الريسايكل والمواد التي يمكن إعادة تدويرها؟ كل هذه الأسئلة ستجد أجوبتها في هذا المقال. بالإضافة إلى مراحل وخطوات إعادة التدوير، وكيفية تمييز المنتجات المصنوعة من مواد تمت إعادة تدويرها.
ما هي تجارة الريسايكل
تجارة الريسايكل هي التجارة التي تعتمد على إعادة تدوير النفايات للحصول على منتجات جديدة يتم طرحها في الأسواق. وتعتبر تجارة ذات جدوى اقتصادية نظرًا لاعتمادها على مورد دائم وهو النفايات التي توفر بعد معالجتها مواد خام يمكن أن تدخل في الإنتاج بصورة مستمرة. كما أنها ذات أهمية كبيرة كونها تساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية. وهذا ما ساهم في خلق حالة من التوجه العالمي لدعمها من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي أصبحت غاية الحكومات في دول العالم.
شاهد أيضًا: مشروع إعادة تدوير النفايات الريسايكل.
إعادة التدوير وتجارة الريسايكل
إعادة التدوير عملية قام بها البشر منذ الزمن القديم. حيث كانت هذه العملية تتمثل بإعادة استخدام الأدوات المستهلكة وتحويلها إلى أدوات جديدة من خلال بعض الإجراءات والتعديلات كإذابة المعدات المعدنية المهترئة وصناعة معدات جديدة قابلة للاستخدام. ثم في العصور الحديثة تطور المفهوم واتسع ليشمل مجالات عديدة حتى تحول إلى تجارة تسمى تجارة الريسايكل. ذلك بعد أن توجهت الحكومات للتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. هكذا أصبح تدوير النفايات هدفًا وغاية من المطلوب تحقيقها للاستفادة من موارد الطبيعة وتقليل النفايات على الكرة الأرضية، والحفاظ على الغلاف الجوي، والحصول على عائد اقتصادي من التجارة بالنفايات.
شرح إعادة التدوير
إن عملية إعادة التدوير تعتمد على معالجة النفايات للتخلص من آثارها الضارة وتحويلها إلى مواد صالحة للاستهلاك مرة جديدة. بالتالي استبدال الآثار السلبية للنفايات بآثار إيجابية متنوعة كحماية الموارد وتقليل الهدر والتخلص من التلوث البيئي وتوفير الطاقة. كما تهدف هذه العملية إلى تحويل النفايات إلى مورد دائم ومتجدد يرفد الاقتصاد بمدخلات الإنتاج، ويحقق الاستدامة البيئية.
تعريف إعادة التدوير
إعادة التدوير تعرف بأنها العملية التي يتم فيها جمع مواد مستعملة ثم معالجتها لتتحول إلى مواد خام. وبعد ذلك يتم تصنيعها وإعادة إنتاجها، وتحويلها إلى مواد قابلة للاستعمال من جديد. وبتعبير أخر هي العملية التي تعتمد على استخدام النفايات،ذ وتحويلها إلى مواد تستخدم في عمليات الإنتاج لتصنيع مواد جديدة قابلة للاستهلاك.
متى بدأت فكرة إعادة التدوير وتجارة الريسايكل
للوهلة الأولى قد تظن عزيزي القارئ أن فكرة إعادة التدوير حديثة العهد ومرتبطة باتجاه الدول للحفاظ على البيئة. لكن في الحقيقة هي فكرة ظهرت منذ آلاف السنين. الفرق أن بروزها بشكل واضح في العالم كان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. ذلك كان نتيجة للكساد الاقتصادي الذي حصل في تلك الفترة والتي كثرت فيها إعادة استخدام وتصنيع مواد كالمطاط، والمعادن، وأكياس النايلون، وأصبحت التجارة في هذه المواد المستعملة سابقًا والتي تم تصنيعها من جديد تجارة مربحة ورائجة. أما عندما بدأت مرحلة النمو الاقتصادي تراجع الاهتمام بمفهوم إعادة التدوير بشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث استمر التراجع حتى سبعينيات القرن العشرين ثم عاد إلى الواجهة في يوم الأرض الذي تم عقده في عام 1970م. منذ ذلك اليوم أصبح الاهتمام بهذا المفهوم يزداد يومًا بعد يوم ولاقت تجارة الريسايكل دعمًا كبيرًا واهتمامًا عالميًّا.
أنواع إعادة التدوير
يوجد بشكل عام نوعين لإعادة التدوير هما:
- إعادة التدوير الداخلية Internal Recycling: وهي العملية التي تعتمد على إعادة استخدام مخلفات التصنيع والاستفادة منها في المصنع نفسه. كما ينتشر هذا النوع في صناعات المعادن. على سبيل المثال عند صناعة أنابيب معدنية كأنابيب النحاس يتم في مراحل التصنيع الأخيرة قطع أطراف الأنابيب ثم صهرها واستخدامها مرة ثانية في صناعة أنابيب جديدة.
- إعادة التدوير الخارجية External Recycling: وفي هذا النوع من إعادة التدوير يتم تجميع مواد مستهلكة أو نفايات واستخدامها لصنع مواد جديدة. مثلًا يتم تجميع المنتجات الورقية المستهلكة كالكتب القديمة والمجلات، وإعادة صنع منتجات جديدة من الورق أو تجميع العبوات الزجاجية المستهلكة وصنع عبوات جديدة. أما طريقة الحصول على هذه المنتجات المستخدمة سابقًا فيكون من أماكن تجميع المواد المستعملة مجانًا أو شرائها من الأماكن التي تقوم بتجميعها لبيعها لاحقًا.
شاهد أيضًا: أنواع إعادة تدوير النفايات.
أهمية إعادة التدوير وتجارة الريسايكل
وتبرز أهمية إعادة التدوير وتجارة الريسايكل من خلال النقاط الموضحة في القائمة التالية:
- حماية الثروة النباتية والغطاء النباتي: حيث إن إعادة تدوير الورق يجعلنا بالغنى عن قطع الأشجار وإلحاق الضرر بالغطاء النباتي. على سبيل المثال تم التوصل إلى أن عملية تدوير مقدار طن واحد من الورق تحمي ثلاث عشرة شجرة من القطع.
- تقليل مساحات مكبات النفايات: فهي تقلل كمية النفايات وبالتالي تقلل المساحات التي تشغلها هذه النفايات وصولًا إلى التخلي عن مكبات النفايات في المستقبل وتحويلها إلى محطات معالجة بما يساهم بالحفاظ على البيئة.
- خلق فرص عمل وتقليل نسبة البطالة: إن عمليات الفرز والتنظيف والمعالجة والتصنيع تحتاج لعدد لا بأس به من الأيادي العاملة والموارد البشرية. هذا يساهم في رفد سوق العمل بفرص عمل جديدة بما ينعكس بشكل إيجابي على الوضع المعيشي والاقتصادي في الدولة.
- حماية الموارد الطبيعية: من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، خاصة الموارد الطبيعية غير المتجددة. وذلك عبر استخدام مواد جرت عليها عدة عمليات معالجة وجعلتها سهلة التصنيع، وهذا يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة اللازمة في التصنيع.
- المساهمة في خفض التلوث البيئي وانبعاث الغازات الضارة: بما أن جميع عمليات التصنيع ينتج عنها غازات ضارة تنبعث في الغلاف الجوي، وتسبب في زيادة التلوث البيئي. مما يؤدي إلى تقليل نسبة هذه الغازات المنبعثة، وبالتالي خفض نسبة التلوث الناجم عن احتراق مصادر الطاقة، وبالأخص غاز ثنائي أوكسيد الكربون. أيضًا تقلل كمية النفايات والغازات الناتجة عن تحللها في المكبات.
- توفير الطاقة: وسنتحدث عنها بالتفصيل في الفقرة التالية.
أهمية إعادة التدوير وتجارة الريسايكل في توفير الطاقة
إن مجال إعادة التدوير يساهم في توفير كميات كبيرة من الطاقة. ذلك يعود إلى سهولة تصنيع مختلف المواد التي تعرضت لعمليات المعالجة. أما كمية الطاقة التي يمكن توفيرها عند استخدام هذه المواد، فهي:
- توفير أربعين بالمئة من الطاقة اللازمة في صناعة الزجاج. ذلك لأن الأفران لا تحتاج إلى درجات حرارة عالية عند التصنيع.
- توفير ما يصل إلى خمس وتسعين بالمئة من الطاقة في مجال صناعة علب الألمنيوم.
- توفير طاقة بنسبة ستين بالمئة في مجال صناعة المعادن.
- توفير سبعين بالمئة من الطاقة اللازمة في صناعة البلاستيك.
- توفير طاقة بنسبة أربعين بالمئة في مجال صناعة الورق.
شاهد أيضًا: التجارة الدولية International Trade التعريف المفهوم الأمثلة.
ما هي مجالات تجارة الريسايكل
إن مجالات تجارة الريسايكل تتنوع بتنوع المواد التي يمكن إعادة تدويرها، وسنذكر لك عزيزي القارئ هذه المجالات والمواد ضمن القائمة التالية:
- المعادن والعلب المصنوعة من المعدن: كالعلب المعدنية المستخدمة في تخزين المواد الغذائية وعلب الألمنيوم ورقائق الألمنيوم والعلب الفولاذية. حيث يتم تقطيع العلب القديمة ثم صهرها في أفران الصهر واستخدام المواد الناتجة في صنع علب جديدة أو منتجات جديدة.
- الفولاذ الصلب: وهو الفولاذ الذي يمكن الحصول عليه من السيارات القديمة والأبنية المتهدمة. حيث يتم تنظيف الفولاذ القديم وفرزه وصهره. ثم صناعة صفائح فولاذية جديدة يمكن استخدامها من جديد في صناعة السيارات أو المواد المستخدمة في البناء.
- الورق: وهو مجال هام جدًّا لأنه يساهم في حماية الثروة النباتية والغطاء النباتي. وتتم العملية عبر تجميع كل النفايات الورقية وفرزها حسب نوعها ونقعها لتنظيفها من الحبر. ثم تجفيفها لصنع منتجات ورقية جديدة. أما المنتجات الورقية القابلة للإستخدام فهي الصحف والمجلات والكتب وأكياس الورق والكرتون المخصصة للتغليف.
- الزجاج والمنتجات الزجاجية: ومن الممكن أن تكون إعادة استخدامه عبر تنظيفه وتعقيمه كالعبوات الزجاجية المخصصة للمشروبات. أو يتم سحقه لتكوين زجاج جديد. كما يوجد بعض أنواع الزجاج الذي لا يمكن الإستفادة منها كشاشات التلفاز والحاسوب والأواني الخزفية والزجاج المقاوم لدرجات الحرارة العالية.
- الأجهزة الإلكترونية: وهي ليست ذات انتشار واسع كغيرها من المجالات السابقة. ذلك بسبب احتواء غالبية الأجهزة الإلكترونية على قطع تحتوي مواد سامة من الصعب إزالتها أو التعامل معها. لكن يوجد بعض الأجهزة الإلكترونية التي من الممكن إعادة تصنيعها واستخدامها كأجهزة الحاسوب المحمول والبطاريات.
- البلاستيك: وهو من أهم المجالات وسنتطرق للحديث عن تفاصيله في الفقرة التالية.
تجارة الريسايكل في البلاستيك
تعتبر إعادة تدوير البلاستيك من أهم مجالات تجارة الريسايكل. ذلك لأن إعادة تدوير النفايات البلاستيكية له أهمية كبيرة نظرًا لصعوبة تحلل البلاستيك الذي يتكون في تركيبه من جزيئات غير قابلة للتحلل مع الزمن. ومن النفايات البلاستيكية القوارير والعلب المخصصة لتخزين الطعام وكل المنتجات البلاستيكية المختلفة التي نراها في حياتنا. هكذا يتم تجميع هذه النفايات البلاستيكية وفرزها وتنظيفها وتقطيعها ثم صهرها وتحويلها إلى مواد بلاستيكية جديدة قابلة للاستخدام من جديد.
من الجدير بالذكر أن هنالك مجالات أخرى ومواد أخرى قابلة لإعادة الاستخدام كالنفايات العضوية التي يمكن تحويلها إلى سماد. والملابس القديمة وقطع القماش القديم.
مراحل وخطوات إعادة التدوير وتجارة الريسايكل
إن مراحل وخطوات إعادة التدوير في جميع مجالات تجارة الريسايكل تتلخص بما يلي:
- مرحلة الجمع: وتتلخص بجمع المواد التي تم استخدامها سابقًا ثم تتم عملية الفرز والتنظيف أو التعقيم لتنتهي بتجهيز المواد في مكان محدد للمرحلة اللاحقة.
- مرحلة المعالجة: وتتم في هذه المرحلة معالجة المواد التي تم تجهيزها ضمن المكان المخصص للمعالجة، والذي يحتوي على أدوات المعالجة لتحويلها إلى مواد قابلة للتصنيع.
- مرحلة التصنيع: وهنا في هذه المرحلة يتم البدء بتصنيع المواد الجديدة من المواد التي تمت معالجتها وطرحها للاستهلاك من جديد.
شاهد أيضًا: التنبؤ بحجم الانتاج Production Forecasting التعريف المفهوم الأمثلة.
كيفية التمييز بين المنتجات المصنوعة والمواد المعاد تدويرها
بعد أن أصبحت تجارة الريسايكل شائعة في الآونة الأخيرة، كان من الضروري أن يتم تمييز المنتجات التي صنعت من مواد تمت إعادة تدويرها ليتم طرحها في الأسواق للمستهلكين. حيث يصبح المستهلك على دراية بأن السلعة المطروحة في السوق أمامه هي سلعة ناتجة عن عملية إعادة التدوير. ذلك يكون من خلال استخدام العبارات التالية:
- منتج يحتوي على مواد مستهلكة في السابق أو Post-consumer content وتدل هذه العبارة على أن المنتج مصنوع من مواد مصدرها الأماكن المخصصة لتجميع المواد القابلة للتدوير.
- منتج مصنوع من مواد تمت إعادة تدويرها أو Recycled-content product وهذه الجملة تخبر المستهلك بأن المواد الداخلة في صناعة المنتج من الممكن أن يكون مصدرها مراكز جمع النفايات أو المخلفات الناتجة عن عمليات التصنيع.
- منتج من الممكن إعادة تدويره أو Recyclable product وهي عبارة تفيد بأن المنتج يمكن إعادة تدويره بعد الانتهاء من استهلاكه.
في النهاية عزيزي القارئ قدمنا لك في هذا المقال عبر منصة تجارتنا كل ما ترغب بمعرفته عن تجارة الريسايكل شرح تعريف إعادة التدوير وأهميتها الكبيرة لما تقدمه من فوائد ونتائج إيجابية على الاقتصاد والبيئة وتطور المجتمعات. لكن يبقى هذا المجال بحاجة للتطوير المستمر والدعم الكبير للحصول على نتائج أفضل من ناحية تخفيض حجم النفايات بشكل أكبر. بالإضافة إلى العمل على زيادة دور تجارة الريسايكل في تقوية الاقتصاد من خلال تحسين جودة المنتجات المعاد تدويرها.