سنتحدث اليوم عن التوسع العامودي في العمل Job Enrichment تعريف المفهوم مع الأمثلة. طرح نظرية التوسع العامودي أو الإثراء الوظيفي العالم الأمريكي فريدريك هيرزيرج عام 1968. كذلك أطلق عليها نظرية الإثراء الوظيفي فهذه النظرية تم اشتقاقها من نظرية العاملين Two_Factor Theory. وتحدث فريدريك في نظريته عن السلوك الوظيفي، وقال أن السلوك الوظيفي يتكون من عاملين رئيسيين وهما الرضا الوظيفي وعدم الرضا الوظيفي. كما أنه شرح من خلال نظريته أن كلا العاملين أي الرضا الوظيفي وعدم الرضا الوظيفي لا يرتبطان ببعضهما البعض. وأن حل مشكلة عدم الرضا الوظيفي ليس الرضا الوظيفي. يمكننا القول أن الإدارة تستخدم التوسع العامودي لزيادة الحافز والحماس لدى الموظف في مكان عمله، كذلك يتم استخدام هذا الأسلوب من الإداريين لكسر رتبة الوظيفة للموظف. وبهذه الحالة يمكن إنجاز أعمال إضافية، كذلك يمكن تدريب وإعداد الموظفين للعمل بوظائف أعلى في الشركة. للمزيد من الشرح والمعلومات عن التوسع العامودي في العمل Job Enrichment تعريف المفهوم مع الأمثلة ،تابع مقالنا.
مفهوم التوسع العامودي في العمل Job Enrichment
التوسع العامودي أو الإثراء الوظيفي عبارة عن أسلوب يتم من خلاله إعادة تصميم الوظيفة، كذلك يتم من خلاله إضافة مهام ومسؤوليات بالإضافة إلى مهام كل موظف مع توقع إزالة رتابة العمل. فما هو الإثراء الوظيفي أو التوسع العامودي في العمل هو طريقة عمودية لتوسيع العمل حيث يتم منح كل موظف سلطة إضافة وسيطرة على مهامه ومسؤولياته في العمل.
خصائص التوسع العامودي في العمل
للتوسع العمودي في العمل أو الإثراء الوظيفي عدد من الخصائص، سنتعرف عليها في سطورنا التالية:
التعلم المعزز
من خلال التوسع العامودي يمكن لكل موظف أن يتعلم مهارة جديدة في العمل. ومن خلال هذه المهارات يمكنهم تحسين أدائهم الوظيفي.
التغذية الراجعة المباشرة للوظيفة
يتم تزويد الموظف الذي يقوم على تأدية مهامه بتغذية راجعة مباشرة، ويقدم له بعض الملاحظات من خلال مدير العمل أو المشرف.
العلاقة مع العملاء
من خلال تقنية الإثراء الوظيفي في العمل يسمح للموظف التواصل مع عملائه بشكل مباشر، وليس من خلال وسيط أو مديره في العمل. وهكذا يمكن للموظف فهم متطلبات العميل بشكل أفضل وتلبية متطلباته.
المساءلة عم العمل المنجز
من خلال تقنية الإثراء الوظيفي يتوجب على الموظف حمل مسؤولية نتائج عمله، مما يغرس فيه عادة تحمل المسؤولية.
حرية جدولة عملهم
تقوم تقنية التوسع العامودي في العمل على أن للموظف كامل الحرية في اختيار وترتيب مهامه. ويمكنه تحديد أي من المهام يريد إنجازه أولًا، وأي منها يريد إنجازه لاحقًا. وبهذه الطريقة يؤدي الموظف عمله بكفاءة عالية.
التواصل المباشر مع الإدارة المختصة
يحق للموظف التواصل مباشرةً مع الإدارة المختصة التي ستستخدم مخرجاته في نهاية العمل.
تجربة مختلفة
من خلال التوسع العامودي في العمل يحصل كل موظف على تجربة مختلفة الأبعاد لعمله. ومن خلال هذه التجربة ينمو عمل كل موظف في مجال تخصصه.
السيطرة على الموارد
يمنح كل موظف حرية اختيار الموارد التي يحتاج إليها لأداء عمله، مما يجعل الموظف مسؤول عن قراراته
ميزات التوسع العامودي في العمل
تعتبر تقنية التوسع العامودي أو الإثراء الوظيفي من أكثر التقنيات التي يمكن من خلالها الرضا الوظيفي للموظف بالإضافة إلى تدريبه على تحمل المسؤولية عن عمله في المستقبل. قد تم تقديم بعض المزايا لتقنية التوسع العامودي، وهي:
زيادة الرضا الوظيفي للموظف
عندما يتم تطبيق تقنية التوسع العامودي على الموظفين يشعرون بالرضا الوظيفي، فعندما تطلب من الموظف عمل إضافي هذا ما يشعره بتحمل مسؤولية أكبر. وبالتالي سيمتلك السلطة في اتخاذ القرار.
تقاسم العمل الإداري من خلال التوسع العامودي في العمل
من خلال الإثراء الوظيفي تتم المشاركة ما بين الموظف والإدارة في تحمل المسؤوليات الإدارية. مما يجعل الموظف يكسب فرصة ليرى كيفية سير الأمور في منظور الإدارة العليا. كذلك يخفف العبء عن الإدارة العليا.
انخفاض معدل دوران الموظفين
العديد من الموظفين يتخلون عن وظائفهم وإن كانوا ذي كفاءة عالية بالعمل، ويعود ذلك للملل ولأن الوظائف لا تمثل تحدياً لمهاراتهم. فعندما يشارك الموظف بالعمل الإداري يكون جزءًا من السلطة الإدارية العليا ويشعر بالرضا وعدم الملل.
انخفاض تكاليف التدريب من خلال التوسع العامودي في العمل
عندما يشارك الموظف بالعمل الإداري للشركة يتم تعليمه بعض المهارات الإدارية، وذلك من خلال قيامه بأعمال محددة. وهذا ما تعمل عليه تقنية الإثراء الوظيفي ،وكذلك هذه الطريقة تقلل من تكاليف تدريب الموظفين.
تواصل أفضل بين الإدارة والموظف
تعمل تقنية الإثراء الوظيفي على الوصل بين الموظف والإدارة العليا، بهذه الطريقة يقوم الموظف بطلب المساعدة من الإدارة لإتمام عمل موكل له. كذلك تقوم تقنية الإثراء الوظيفي بتحسين نظرة الموظف للإدارة فعندما يقوم الموظف بالعمل الإداري يفهم ويراعي الصعوبات التي تواجه الإدارة.
طريقة أفضل لاختيار مديري المستقبل
من خلال تطبيق التوسع العامودي على الموظفين يمكن اختيار مديري الشركة المستقبليين. فعندما يطلب من الموظف أداء مهام إدارية يتم تقييم أدائه، وبالتالي تتم مقارنة مهارات الموظفين وكفاءة كل منهم.
زيادة الإنتاجية من خلال التوسع العامودي في العمل
عندما يطبق الإثراء الوظيفي في العمل تتحسن الإنتاجية في الشركة، والسبب يعود إلى أن الموظفين ذاتهم يقومون بأداء المزيد من المهام. فعندما يكلف الموظف بمسؤوليات الإدارة يمنح المدير التنفيذي وقتاً للقيام بأعمال أكثر أهمية مثل تطوير العمل.
الأخلاق الإيجابية للشركة
عندما يطلب من الموظف أداء مهام إدارية يشعر بالتقدير والاعتزاز بالنفس مما يزيد من احترامه لذاته، وبالتالي سيبذل المزيد من الجهد لأداء المهام الموكلة إليه بكفاءة عالية.
الحد من التغيب الوظيفي
سيقل عدد الموظفين الذين يتغيبون عن العمل عندما تكلفهم بمهام جديدة ومختلفة كل يوم. مما يجعلهم ينتظرون الذهاب إلى العمل لمعرفة المهام الجديدة المكلفة إليهم في اليوم التالي.
رابطة أقوى بين الموظفين في العمل
من خلال تطبيق التوسع العامودي سيصبح الموظفين أكثر تعاطفاً وتفاهمًا مع بعضهم. بالإضافة إلى ذلك يخلق فيما بينهم علاقات جديدة.
تقليل الملل من خلال التوسع العامودي في العمل
أن تطبيق تقنية التوسع العامودي يكسر الروتين اليومي في العمل، وبذلك سيشعر الموظف بالرضا عن المهام الاي يكلف بها. مما يخفض نسبة الملل ويزيد نسبة الاستمتاع بالمسؤولية مما يؤدي إلى أداء العمل بحماس وجودة عالية.
عيوب التوسع العامودي في العمل
لكل تقنية هناك عدد من المميزات ويقابلها عدد من العيوب، لذلك سنقدم لك أهم عيوب تقنية التوسع العامودي:
لا يرحب جميع الموظفين بهذا الجهد
لا يتقبل جميع الموظفين العمل بهذه التقنية فبعض الموظفين سعداء بأداء ذات المهمة كل يوم. ولا يرغبون بتغييرها ولا يملكون الرغبة بامتلاك مناصب عليا في الإدارة. كذلك فتطبيق التقنية يؤثر سلبًا على هؤلاء الموظفين مما يجعلهم غير سعداء بأداء مهامهم وقد يؤدي إلى تغيبهم عن العمل.
المسؤوليات لا تتناسب مع مهارات الموظف
في أغلب الأحيان لا تتوافق مهارات الموظف مع المسؤوليات الجديدة المكلفة إليه. فعندما تكلف موظف بمهام إدارية لا يمتلك المهارة المطلوبة لأدائها يؤدي ذلك إلى ضعف أداء واجبات الوظيفة.
إثقال كاهل الموظف
تقوم تقنية التوسع العامودي في العمل على رمي المهام الإدارية على كاهل الموظفين. ويكون من المتوقع أن ينهي الموظف مهامه الرئيسية بالإضافة إلى المهام الإدارية المكلفة له. وهذا يزيد من عبء العمل على الموظف ومما يجعله لا يؤدي عمله بحماس بل بالإرهاق.
نتائج سيئة في العمل
عندما يقوم الموظف بعمل واحد متكرر يوميًا يصبح أدائه جيداً، ويمتلك الخبرة الكافية في جميع تفاصيل المهمة. وعلى العكس عندما يطلب منه أداء عمل لا يمتلك الخبرة الكافية به ستكون نتيجة العمل جودة أقل بدلاً من تحسين إنتاجية العمل. وهذا ما يزيد المهام على إدارة الشركة بدلاً من تقاسم العمل مع الموظفين.
قلة التحضير من خلال تطبيق التوسع العامودي في العمل
لا يمتلك الموظف وقتًا لتحضير ما سيقوم به من مهام في العمل، لذلك سيشعر الموظف بالقلق وعدم الارتياح اتجاه المهام المكلفة له.
صراع الموظفين من خلال التوسع العامودي في العمل
إن تطبيق تقنية التوسع العامودي في العمل يؤدي إلى الخلاف والمشاحنة بين الموظفين. وقد لا يتقبل الموظفين أن يقوم أحدهم بإصدار الأوامر لهم عوض عن الإدارة. كذلك لا يأخذون الأوامر على محمل الجدية مما يؤدي إلى خلق مشامل ومشاحنات بين الموظفين.
الفرق بين التوسع العامودي في العمل والتوسع الأفقي في العمل
لا يمكننا الخلط بين المصطلحين التوسع العامودي في العمل أو الإثراء الوظيفي والتوسع الأفقي في العمل أو التوسع الوظيفي. فالتوسع الأفقي هو عملية تقوم على إضافة مسؤوليات وواجبات إلى الموظف عن طريق توسيع نطاق العمل وفي أغلب الأحيان تكون هذه المهام مكملة للمهام الرئيسية. أما التوسع العامودي في العمل هو أسلوب يقوم على إعادة تصميم العمل حيث يتم إضافة مهام ومسؤوليات جديدة على كاهل الموظف بعيدة عن المهام الرئيسية.
أمثلة على التوسع العامودي
استخدم التوسع العامودي في العمل في عدد من مجالات العمل مثل الزراعة، وكذلك في مجال العمارة. فعندما استخدمت تقنية التوسع العامودي على المشاريع السكنية في السعودية ساعد على توفير وحدات سكنية غطت جميع طلبات الإسكان. وتمت إعادة دراسة الأحياء القديمة وكفاءتها من خلال التوسع العامودي وقد تم إعادة تأهيل البنى التحتية مما يتناسب مع التوسع العمودي. مما عمل على زيادة في العمل بمقدار 250%.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا. وقدمنا لك معلومات كافية عن التوسع العامودي في العمل Job Enrichment تعريف المفهوم مع الأمثلة. آملين أن نكون قد قدمنا لك كل ما هو مفيد.