يعتبر إنشاء متجر إلكتروني في ألمانيا أو غيرها من الدول الأوروبية أحد أكثر طرق الكسب عبر الإنترنت انتشارًا هذه الأيام. لكن قبل الخوض في هذا الجانب يسأل البعض: ما هي التجارة الإلكترونية؟ ببساطة تشير التجارة الإلكترونية إلى عملية بيع أو شراء السلع والخدمات عبر الإنترنت. فمع التقدم السريع للتكنولوجيا في أوروبا، كان على الشركات أن تتطور لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين. ففي ألمانيا مثلًا نمت التجارة الإلكترونية بشكلٍ كبيرٍ وبالأخص في السنتين الماضيتين بسبب جائحة الكورونا التي ضربت البلاد بقوة. فترات الحجر الصحي في ألمانيا دفعت الملايين لطلب المنتجات والخدمات عبر المواقع الإلكترونية مما دفع العديد لإنشاء المزيد من المتاجر الإلكترونية لتغطية الطلبات المتزايدة يوميا. وبالتالي يمكن القول إن جائحة كوفيد 19 عادت بالفائدة على البعض. سنتناول اليوم كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء متجر إلكتروني في ألمانيا وسنذكر بعض عمالقة التجارة الإلكترونية في الساحة الألمانية.
ميزات التجارة الإلكترونية
في الواقع، يمكن أن يكون البدء بمشروعٍ تجاريّ إلكتروني مربحًا للغاية وفعالًا لدى مقارنته بطريقة البيع التقليدي للسلع والخدمات والتي تحتاج إلى مكان فيزيائي في السوق. ويمكن تمييز الإيجابيات التالية للمتاجر الإلكترونية:
- كميزةٍ كبيرةٍ للمتاجر الإلكترونية لم تعد هناك حاجة لتأمين متجر في السوق للعملاء لزيارته فعليًا، فقد استُبدل كل ذلك بالشركات الناشئة عبر الإنترنت والتي تُدار سواء من مكتب منزلي أو مستودع صغير يضم عددًا قليلًا من الموظفين.
- في كثير من الأحيان، تتيح التجارة الإلكترونية أتمتة الطلبات لضمان سرعة معالجة الطلبات والمهام الإدارية.
- يُعد إنشاء متجر على الإنترنت وسيلةً فعالةً لإيجاد أسواقٍ جديدةٍ.
- تتيح التجارة الإلكترونية الوصول إلى العملاء في جميع أنحاء العالم.
المتاجر الإلكترونية في ألمانيا
بقليلٍ من البحث في السوق الألمانية نستنتج أن متجرًا إلكترونيًا هناك سيجذب الكثير من الزبائن لاتساع دائرة الطلب الإلكتروني يومًا بعد يوم. بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي، تتمتع الشركات المسجلة في ألمانيا بميزة الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة. وتضمن هذه الميزة حرية حركة الخدمات والعمالة والسلع ورأس المال إلى الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة.
زادت دائرة الترويج للمنتجات بالأخصّ بعد توسيع المنطقة الاقتصادية الأوروبية لتشمل: آيسلندا وليختنشتاين والنرويج بالإضافة لسويسرا عبر معاهدة ثنائية. وقد تكون الرسوم الجمركية والفحوصات الجمركية مطلوبة لدى شحن المنتجات بين ألمانيا والمملكة المتحدة وذلك على اعتبار خروجها من الاتحاد الأوروبي (أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية).
إنشاء متجر إلكتروني في ألمانيا
بطبيعة الحال لا يوجد قانون ألماني محدد للأعمال التجارية الإلكترونية، حيث أن المستند القانوني الوحيد المعمول به هو توجيه التجارة الإلكترونية التابع للاتحاد الأوروبي. إلا أن هناك بعض النقاط المثيرة للاهتمام والتي تحتاج لاهتمامٍ خاصّ للمستثمرين الأجانب الراغبين ببدء هكذا نوع من الأعمال في ألمانيا. سنذكر النقاط السابقة على شكل خطوات لاتتباعها:
- أن يكون لديك موقع فعلي في ألمانيا: بالرغم من عدم ضرورة أن يكون لديك نطاق من نوع “.de”، إلا أن حصولك على عنوان ألماني يعتبر خطوة مهمة لكسب ثقة الزبائن الألمان.
- ستحتاج لتأمين عنوان URL واستضافة موقع الويب قبل أن تتمكن من إنشاء متجر على الإنترنت. الوسيلة الأكثر استخدامًا هو موقع Word Press على الويب مع WooCommerce لإدراج المنتجات ومعالجة الطلبات.
- ترجمة موقعك الإلكتروني إلى اللغة الألمانية. مما لا شك فيه أن اللغة الإنجليزية هي لغة معروفةٌ ومنتشرة بكثرة في ألمانيا، لكن اللغة الرسمية هناك هي الألمانية ويفضل الجميع التحدث بها. وبالتالي، لاكتساب ثقة الزبائن الألمان، لا بد أن يكون لديك موقع ويب يعمل بلغتهم الأم في حال أردت أن تكسب مبيعات أكثر ويكون موقعك أكثر حيوية.
- الدفع الإلكتروني: فيما يتعلق بالمدفوعات، وبشكلٍ مختلفٍ عن الدول الكبيرة كأمريكا (حيث يستخدمون بطاقات الائتمان كثيرًا)، لا يستخدم الألمان بطاقات الائتمان بشكلٍ كبيرٍ كوسيلة للدفع. فطرق الدفع عبر الإنترنت لديهم مختلفة قليلًا ومنها PayPal ، التي تعتبر الأكثر استخدامًا من قبل الألمان. كما لا تزال طريقة الدفع الكاش هي الأكثر استخدامًا. حيث يحب الزبائن استلام بضاعتهم، ومن ثم معرفة ما إذا كانوا سيحبونها وبعد ذلك يدفعون المال نقدًا. أما في حال لم تعجبهم فسيعيدونها. وبالتالي، لضمان نجاح إدارة نشاطك التجاري في ألمانيا، عليك أن تقدم للعملاء خيارات مختلفة للدفع.
ميزة إنشاء متجر إلكتروني في ألمانيا
لدى بيع سلع ذات منشأ ألماني أو لمجرد أن تحمل علامة المنتج “صنع في ألمانيا” عالميًا، فهذا سيعطي تصورًا عن الثقة والكفاءة والجودة للعملاء المحتملين. أظهرت أبحاث كثيرة في الأسواق العالمية أن سمعة ألمانيا التجارية والصناعية في إنتاج وبيع وشراء المنتجات هي واحدة من أقوى السمعات في العالم مقارنة بالدول الأخرى. من جهةٍ ثانية، يبلغ عدد سكان ألمانيا أكثر من 80 مليون نسمة، وبالتالي هي واحدة من أكبر الأسواق الأوروبية والاستثمار فيها مربحٌ للغاية.
إحصائيًا، يُقدّر البنك الدولي أن 89٪ (أي ما يقرب من 9 من كل 10) من الألمان هم من مستخدمي الإنترنت. كما يشارك 87٪ من السكان هناك في التسوق عبر الإنترنت. من ناحية نوعية المشتريات، تعتبر الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات أكثر عمليات الشراء عبر الإنترنت شيوعًا.
عمالقة التجارة الإلكترونية في ألمانيا
قبل الخوض في تجربة إنشاء متجر إلكتروني في ألمانيا يجب التعرف على منافسيك في السوق. حيث تمتلئ بيئة التجارة الإلكترونية في ألمانيا بعمالقة البيع بالتجزئة المحليين. بالرغم من تصدر شركة أمازون قائمة المنصات الأكثر استخدامًا، إلا أن كافة مواقع الويب المفضلة الأخرى ألمانية الأصل. ويمكن ذكر المتاجر التالية حسب أرباح عام 2017:
- Amazon.de (8.82 مليار يورو – شركة دولية).
- Otto.de (2.96 مليار يورو – مقرها هامبورغ).
- Zalando.de (1.28 مليار يورو – مقرها برلين).
- Notebooksbilliger.de (751.5 مليون يورو – مقره سارستيد).
- Mediamarkt.de (734.2 مليون يورو – مقرها في إنغولشتات).
لم يبقى سوى أن نقدم لك نصيحةً هامّةً جدًّا قبل التفكير بإنشاء متجرٍ إلكترونيّ في ألمانيا وهي أن تدرس فئة العملاء المستهدفة والمنافسين بانتباهٍ شديدٍ، بعد ذلك ابدأ مشروعك فالنجاح سيكون حليفك بالتأكيد.