تتعدّد أمراض العجول حديثة الولادة، والتي تسبب لها مضاعفات كثيرة تؤدّي في بعض الأحيان إلى موتها. ومن ناحية أخرى، من المعروف أنّه للحصول على كفاءة عالية في إنتاج اللّبن أو اللّحم، فلابدّ من الاهتمام في المقام الأوّل بالمشاكل الصحيّة للعجول حديثة الولادة لما لها من أهميّة اقتصاديّة كبيرة. وفي مقالنا هذا سنسلّط الضوء على أمراض العجول حديثة الولادة، وأسبابها، وأعراضها، وكيفية علاجها، بالإضافة إلى أهم سبل الوقاية من هذه الأمراض.

الإسهال الأبيض المعدي من أمراض العجول حديثة الولادة

يصيب هذا المرض العجول في عمر ٣-٥ أيام من الولادة، والسّبب في ذلك فيروس Rota and corona virus. مع العلم أن فترة حضانة هذا المرض قصيرة حيث تستمر من٥ إلى ٧ أيام. وترافقه مجموعة من الأعراض التي تتجلى فيما يلي:

  • حمّى خفيفة.
  • إسهال شديد يؤدّي لحدوث حالة من الجفاف، وفقدان جلود العجول لليونتها، هذا فضلًا عن انخفاض الوزن وجحوظ العينين.
  • هزال شديد وإغماء في بعض الأحيان وتبلّل فتحة الفم.

أما عن علاج مرض الإسهال الأبيض المعدي، فيمكن اتباع ما يلي:

  • إعطاء المضادّات الحيويّة للعجول الصغيرة.
  • تقليل كميّة اللّبن المعطاة للعجل.
  • إعطاء العجل فيتامين (A).

النزلة المعوية (الإسهال العادي) من أمراض العجول حديثة الولادة

يعتبر هذا المرض من أكبر المشاكل الصحيّة التي تواجه العجول أثناء فترة الرّضاعة حتّى عمر شهر تقريبًا. حيث يسبّب الضّعف العام للعجول، يرافقه انخفاض في حيويتها. كما يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى التي تسبّبها الميكروبات والجراثيم. أما عن أسباب المرض فهي تتجلى بعدم نظافة حظائر العجول، وتغذيتها على كميّة كبيرة من الألبان على فترات متباعدة، ممّا يسبب تجبن كمية كبيرة منه مؤديًا إلى تمدّد المعدة. كما تتجلى أعراضه بما يلي:

  • حدوث الإسهال يرافقه تغيير بطبيعة براز العجل، واختلاف لونه.
  • فقدان العجل لوزنه بسرعة.
  • تتأثّر شهيّة العجل، بالإضافة إلى ميله لأكل المخلّفات الحيوانيّة.

كما من الممكن علاج هذا المرض بما يلي:

  • إيقاف تغذية العجول على الحليب واستبدالها بمحلول ملحي.
  • تغذية العجول الرّضيعة في مراحلها الأولى من العمر على السّرسوب، أو على ألبان تحوي نسبة منخفضة من الدّهون.

الالتهاب الرئوي الفيروسي من أمراض العجول حديثة الولادة

ينشأ من وجود فيروس خاص بالعجول الصغيرة IBR. بالإضافة إلى ذلك، هو من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفّسي. وتهاجم العجول بعمر 3 – 8 أسابيع. وتتجلى أعراضه بما يلي:

  • الحمّى وفقدان الشهيّة، مع سيلان لعاب شديد.
  • التهاب الأنف مع التهاب ملتحمة إحدى أو كلتا العينين.
  • احتقان أو تآكل الغشاء المخاطي للفم.

علاوة على ذلك، يسبّب هذا المرض خسائرًا اقتصاديّة كبيرة. ونستطيع علاجه بإعطاء العجل المصاب المضادّات الحيويّة المناسبة، ومضادّات الالتهاب، وموسّعات الشّعب الهوائيّة، بالإضافة إلى رافع للمناعة.

الباستريلا من أمراض العجول حديثة الولادة

تعتبر من الأمراض الوبائيّة الحادّة المعدية، ويطلق عليها أيضًا التسمّم الدّموي. أمّا عن مسبّبه، فهي بكتيريا الباستريلا الموجودة بشكل طبيعي في الجهاز التنفّسي. ومن ناحية أخرى، من مميّزات هذا المرض أنّه يظهر فجأة دون سابق إنذار، ويترافق بحمّى عالية، بالإضافة إلى تضخّم في البلعوم، ونزيف دموي للأنف. ومن الجدير بالذكر يوجد لهذا المرض ثلاثة أنواع، لكل منها أعراضه الخاصة وفق التالية:

  • النّوع البلعومي:
    • ورم مؤلم في البلعوم يمتدّ إلى الرّقبة والصّدر والقدمين.
    • إفرازات دمعيّة يصحبها تورّم في العينين.
    • سعال مع وجود إفرازات مخاطيّة من الأنف تتحوّل إلى دمويّة.
    • تورّم في اللّسان قد يؤدّي إلى الاختناق.
  • النّوع الرئوي: 
    • التنفس يكون مؤلم وصعب وضعيف، بالإضافة إلى سعال.
    • إفرازات رغويّة ودمويّة من الأنف.
  •  النّوع الهضمي: يظهر هذا النّوع من الأعراض في الجهاز الهضمي ويسبّب إمساك الذي يليه إسهال قد يكون مدمّى.

علاوة على ذلك، نستطيع علاج هذا المرض باستخدام المضادّات الحيويّة ومضادّات الالتهاب المناسبة.

السالمونيلا من أمراض العجول حديثة الولادة

تعدّ السالمونيلّا من الأمراض الجرثوميّة المعدية، وتنتج عن الإصابة بأنواع مختلفة من جراثيم السالمونيلّا. وتظهر أعراضها في العجول الصّغيرة على شكل التهابات معويّة، وإسهال، وسعال، والتهابات مفصليّة. وهي شديدة التأثير على العجول الصغيرة، حيث قد تودي بحياتها. كما تنتقل الإصابة بالسالمونيلا من خلال الفم بتناول أعلاف ومياه ملوّثة. ويمكن علاجها بالطّرق التّالية:

  • إعطاء العجول الصغيرة المضادّات الحيويّة ومضادّات التقلّص والتشنّج.
  • تقديم معالجة داعمة، مثل: مقويّات القلب، والشوارد، والسّوائل.
  • إعطاء مطهّرات الأمعاء.

الكساح من أمراض العجول حديثة الولادة

يحدث الكساح بسبب نقص الكالسيوم والفوسفور مع نقص فيتامين D. ومن أعراضه تضخّم المفاصل، وتقوّس العظام الطويلة، بالإضافة إلى الميل للرقود باستمرار. ويمكن علاجه بحقن غلوكونات الكالسيوم في الوريد والعضل بجرعة 200سم للعجل مرّتين في اليوم.

الوقاية من أمراض العجول حديثة الولادة

  • تقديم الرعاية الصحيّة للأمّهات العشار في الفترة الأخيرة من الحمل، مع الاهتمام بالتّغذية الجيّدة.
  • الاهتمام بنظافة العجول فور ولادتها. بالإضافة إلى ذلك، الاهتمام بنظافة مكان تربيتها بصورة مستمرّة.
  • تقديم السرسوب للعجول خلال السّت ساعات الأولى من ولادتها.
  • توفير الرّاحة الكافية والأعلاف والمياه، وتجنّب ازدحام وتكدّس العجول.
  • التّطعيم بالمنتجات البيولوجيّة التي تستهدف مسبّبات الأمراض الفيروسيّة والبكتيريّة.

وفي الختام، وبعد الحديث عن أمراض العجول الصغيرة. يمكننا القول إنّ رعاية العجول من المهام التي يجب أن يهتمّ بها المربى ويوليها عناية خاصة، نظرًا لأنّ العجول الرّضيعة هي نواة القطيع، التي يمكن من خلالها الوصول للإنتاج الأمثل للمزرعة.