تشكّل الثّروة الحيوانيّة إحدى أهمّ الموارد الأساسيّة التي يحتاجها الفرد لسدّ حاجاته الغذائيّة. ويعتبر الإنتاج الحيوانيّ من الرّكائز الاقتصاديّة الأساسيّة التي تساهم في زيادة النّاتج القومي إضافةً إلى تحريك العجلة الاقتصاديّة. لذا قامت الجزائر باستيراد العجول لاسيّما تلك التي تخضع لعمليات التسمين بسرعة والتي تشتهر بجودة لحمها.

أفضل أنواع العجول المستوردة في الجزائر

يوجد العديد من أنواع العجول التي تستورد في الجزائر بغية تسمينها والاستفادة من إنتاجها الضّخم، ومن هذه الأنواع نذكر ما يلي:

  • عجول المونتبليارد: التي تمتلك عضلات قويّة، وتتمتع بصحّة جيّدة. ومن مميّزاتها أيضًا انخفاض معدّل إنتاج الحليب، زد على ذلك لحمها الذي يحتوي على نسبة عالية من الدّهون. ناهيك عن سهولة تربيتها في ظلّ ظروف معيشيّة أوليّة. ولا ننسى قدرتها السريعة في اكتساب الوزن حيث يبلغ المتوسّط اليومي حوالي 1500 كلغ.
  • عجول الشاروليز: وهي من أقدم وأشهر سلالات الأبقار الفرنسيّة التي تستورد بكثرة بسبب سهولة تسمينها ونموّها السّريع. وتتميّز هذه الفصيلة بجودة لحمها وضخامة أجسامها، حيث يبلغ وزن العجل عند الولادة 1100 كلغ.
  •  فصيلة العجول الشقراء: وهي عبارة عن سلالة الأكتين التي يترواح وزنها عند البلوغ حوالي 1330 كلغ. وتتميّز هذه السلالة بضخامة جسمها، وسرعة تكوين عضلاتها التي تتكون بين مدّة تتراوح بين 4 و6 أسابيع. ناهيك عن غزارة نسبة لحمها، إذا تتراوح نسبتها بين 65 و70%. زد على ذلك وزن هذه العجول الذي قد يصل عند البلوغ حوالي 1300 كلغ.
  •  عجول السيمنتال: نشأت هذه السلاسة في سويسرا، ومن مميزاتها صلابة جسمها وألوانها المتعددة. بالإضافة إلى ذلك تتميز بنموّها السّريع، حيث يبلغ متوسّط الزيادة حوالي 1300 كلغ. علاوةً على ذلك فهي تتمتّع بجودة لحمها، ناهيك عن احتوائها على نسبة دهون منخفضة مقارنةً مع غيرها.

كيفية استيراد العجول في الجزائر

تحدث عمليّة استيراد العجول في الجزائر وفق شروط متعدّدة نوجزها وفق الآتي:

  • ا الحصول على تراخيص بيطريّة.
  • يجب أن تقدّم طلب رخصة استيراد وتصدير. وهذا الطلب يجب أن يكون مرفقًا بالوثائق التّالية: نسخة عن السّجل التّجاري، ونسخة عن الفاتورة الشّكلية التي تحدّد الكميّة، بالإضافة إلى ذلك يجب ألا ننسى أيضًا نسخة عن قيمة البلد المنشأ.
  •  رفع طلب مستخرج يسمح بعدم الخضوع للضريبة.
  •  إرفاق هذه الوثائق بشهادة خاصة معيّنة من قبل الصّندوق الوطني للتّأمينات الاجتماعيّة للعمّال الأجراء أو من الصّندوق الوطني للضّمان الاجتماعيّ لغير الأجراء.
  •  استيراد العجول التي تتراوح أعمارها بين 6 إلى 8 أشهر.
  •  اختيار العجل الذي يتمتّع بصحّة جيّدة، وحيويّة عالية، ووزن مثالي يتراوح بين 180 إلى 200 كلغ.

طرق الاهتمام بالعجول المستوردة في الجزائر

تقدم الدولة الجزائرية الكثير من الاهتمام بالعجول المستوردة، ولا سيما تلك التي تربى بغرض التسمين. ومن الطرق المتبعة في سبيل ذاك، نذكر ما يلي:

  •  ضرورة تأمين الحظائر، حيث أن كلّ 100 عجل بحاجة إلى حظيرتين مجهزتين، تستعمل كلّ منها على مرحلتين. بالإضافة إلى ذلك كلفة كلّ حظيرة حوالي 250 مليون دينار جزائري.
  • توفير اليد العاملة التي تقوم بالأعمال الأساسيّة كتنظيف الحظائر، ووضع الأعلاف بشكل منتظم ودوريّ مع اعتماد مبدأ التّنويع.
  •  توافر ثلاثة أنواع من الأعلاف التي تُستخدم في تسمين العجول. وتتمظهر هذه الأعلاف وفق الآتي:
    • الاعلاف الجافة المركزة كالشعير، والنخالة.
    • الأعلاف الجافة مثل التبن، والقمح والصفصفة.
    • أعلاف الخضراء، ونذكر منها على سبيل المثال مستنبت الشعير الذي يحتوي على قيمة غذائيّة كبيرة.
  • ولا ننسى في الأخير التركيز على المتابعة البيطريّة والتّنبّه إلى الأمراض المعدية والقاتلة.

ما هي عوائق استيراد العجول في الجزائر؟

يوجد بعض العوائق التي تواجه استيراد العجول في الجزائر، والتي تتجلّى بما يلي:

  •  ارتفاع سعر اليورو مما يُؤَدِّي إلى زيادة كلفة الشراء.
  •  غياب الخبرة في التّجارة والمخاطرة باستيراد كميّات كبيرة من العجول.
  •  ضيق الحظائر وفقدانها لنوافذ التّهوية التي تسمح بدخول أشعة الشّمس للحظيرة.
  •  قرب الحظيرة من المناطق السكنيّة، وبالتّالي انزعاج السّكان.
  •  التّكاليف الجمركيّة العالية على العجول المستوردة، وما ينتج عنه من ارتفاع في تكلفة الاستيراد.
  •  سعر العلف المرتفع، مِمَّا يُؤَدِّي إلى تريّس في استيراد العجول والسعي إلى تربيتها.

وكخلاصة تُعدّ عمليّة استيراد العجول في الجزائر وتسمينها من المشاريع المربحة نظرًا لتوفّر كافّة الظّروف الملائمة. إضافةً إلى تأمين فرص عمل جديدة. ولا ننسى وجود الأسواق الضّخمة الواعدة والقادرة على تحقيق أكبر نسبة ممكنة من المردود الماليّ للفرد!